المقالات

ما حقيقة .. ما جرى في المصرف العراقي للتجارة؟

1755 00:58:00 2011-06-07

جاسم محمد أمين

ما كان لأحد من موظفي المصرف العراقي للتجارة ان يتوقع هذه الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء لمصرفهم. وفوجئوا بعد ذلك حين تم استدعاء كبار المسؤولين للإجتماع به ! وذهلوا وهم يستمعون اليه يقول : أقدر جهودكم في بناء هذه المؤسسة العظيمة التي تعد فخراً للعراق. وأنا أبارك هذا الإنجاز الكبير، غير أني سمعت أحاديث عن مخالفات قانونية مما اضطرني الى تشكيل لجنة من خبراء مصرفيين معروفين، إضافة الى هيئة النزاهة والشفافية ... وكانت النتيجة أن قدموا لي تقريراً يشير الى خلل كبير .. ولما كنت لا أفهم شيئاً عن اعمال المصارف لمعالجة هذا الخلل فقد احلت التقرير الى القضاء، فأعذروني إن لم اكن استطع ان ادافع عنكم. فالقانون يجب ان يسري على الجميع، وكل واحد منكم مسؤول عما فعل.

وما ان انهى السيد المالكي كلمته هذه حتى غادر المبنى وقد ودعه عند موقف سيارته مدير عام المصرف الذي صافحه بود متمنياً له التوفيق. وبعد اقل من نصف ساعة على مغادرة السيد المالكي، سمع العاملون في المصرف جلبة .. ثم دخلت قوات (التدخل السريع) شاهرين السلاح طالبين من الموظفين والموظفات البقاء في اماكنهم. وراحوا يفتشون الغرف بحثاً عن شيء .. وتبين اخيراً انهم يبحثون عن المدير العام لغرض اعتقاله!

ولعل الغريب في الأمر ان المدير العام كان قد رافق رئيس الوزراء الى حيث سيارته وودعه، ولكنه لم يعد الى المبنى الرئيسي للمصرف حيث مكتبه، وتبين ان رئيس الوزراء قد جاء الى احد مباني المصرف وليس المبنى الرئيسي .. وانه انتظر طويلاً بعد ان اكتشف هذا الخطأ قبل ان يصل اليه مدير عام المصرف الذي استدعي وطلب منه الحضور على عجل !

ولعل الغريب، بعد ذلك، ان يتسرب خبر زيارة رئيس الوزراء الى قناة فضائية عراقية تعمل في الخارج وقد صورت تلك الزيارة وكأنها مداهمة يقودها رئيس الوزراء وترافقه قوة التدخل السريع لإلقاء القبض على المدير العام، وقد تركته يذهب من دون أن تأخذه معها ! ثم جاءت قوة أخرى تبحث عنه بعد ان تأكد لهم اختفاءه!!

سألت عدد من الموظفين في المصرف عن هذه الزيارة واهدافها، فقال لي احدهم: انها تذكرني بزيارة صدام قبل سنين طويلة لعدد من دوائر الدولة، وكان يلقي القبض بنفسه على المسؤولين، والتهمة التي توجه لهم عادة تكون خيانة الوطن والحزب. والمثير للسخرية هو ان المالكي لم يلقي القبض على المدير العام بل تركه يهرب من بين يديه ليصل الى باريس امس الاول!!

سألت الموظف: بما تفسر هذا؟ فأجاب: المدير العام يحمل الجنسية الأمريكية، لهذا لا يجرؤ المالكي على اعتقاله لأنه يكون بذلك أهان دولته .. وللتخلص من المأزق فما ان غادر المالكي المبنى حتى أرسل الى المصرف عدداً من افراد حمايته لإلقاء القبض على (الأزري) المدير العام، وعندها يكون اعتذاره مقبولاً، أو هكذا تصور، حين يقول للأمريكيين بأنه على غير علم بما حدث!

وقال لي موظف آخر؛ هذه مسرحية، فالمصرف هذا عصب الحياة بالنسبة للدولة العراقية، ومن خلاله تتم جميع معاملات العراق التجارية او عقود الإستثمارات الأجنبية.. والمدير العام للمصرف، من خارج حزب الدعوة، فهو قريب للدكتور أحمد الجلبي الخصم الحالي للمالكي، وهو - المدير العام - مطلع على المخالفات المالية، وإدارته تجبر من قبل المالكي على عمليات غسل أموال .. أو دفع مبالغ بالمليارات عن عقود وهمية .. والمشكلة ان الجلبي يعرف بذلك، وهذا ما يخيف المالكي من ان يستغل الجلبي معلوماته تلك ويثيرها ضد المالكي . إذاً، والقول لهذا الموظف - هي حرب يخوضها المالكي للإستيلاء على ادارة المصرف وابعاد خصومه السياسيين عنه لتتم بعد ذلك وبسرية تامة عمليات تهريب أموال العراق من دون ان يلحظها أحد.

وذكر لي موظف ثالث قائلاً: يأخي، انهم يدمرون العراق - ويقصد هنا المالكي وجماعته - فسمعة المصارف مهمة، وفقدان الثقة به خسارة لن تعوض، وما دار خلال الزيارة المشؤومة وما اذيع عنها عبر احدى الفضائيات او العراقية بعد زيارة المالكي وما جرى فيها، قد أفقد المصرف الذي يتعامل بالمليارات لدى المصارف الأجنبيةالثقة به ، وهذه الثقة لن تعود والخاسر الأكبر هو الشعب العراقي. وأظن ان هذا لا يهم المالكي أو جماعته ..

واضاف: انه صراع على نهب ثروات العراق بين المالكي وخصومه السياسيين، فلا تصدق كل ما يقال! ثم ان المالكي قال في لقائه بموظفي المصرف انه قد اوكل معالجة الأمر الى القضاء، فلماذا جاء إذاً؟ وما الداعي لهذه الضجة التي اضرت بسمعة المصرف والتي ستلحق خسائر فادحة بالعراق؟ كان بالإمكان معالجة المخالفات عن طريق القضاء من دون هذه (الشوشرة).

وأضاف الموظف: إذا كان السيد المالكي قد أحال القضية الى القضاء فعلاً، فالذين جاءوا لإعتقال مدير عام المصرف لم يكن معهم أمراً قضائياً .. كيف حدث هذا؟

على أي حال، يقول موظف آخر، انها مهزلة لا توحي ان في العراق دولة تزعم انها (دولة القانون) بل مافيا شرسة لا حدود لإستهتارها بالقانون أو مصلحة الشعب العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ايمن العراقي
2011-06-07
انا اؤيد ماذهب اليه كاتب المقال وان الذي اسرده هو ماحصل بالضبط واحب ان اضيف بعض من معلوماتي عن السيد حسين الازري هو شخصية اقتصادية معروفة عالميا ومتخصص في مجال المصارف وبالاخص في مجال مكائن الصرف وهو من خريجي الجامعات الامريكية وشخص بسيط جدا ومحترم واني اوجه سؤالي الى السيد رئيس الوزراء الى متى يبقى هذا الوضع المزري ؟؟؟؟ اذا شعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر .
عامر الدليمي
2011-06-07
اطلبوا الخير في بطون شبعت ثم جاعت ولاتطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت
عبدالله علي شرهان الكناني
2011-06-07
هذه قضية مشابهة لقضية عرس التاجي حيث لم يجد المالكي ما يشوه به سمعة المناضل الشريف العراقي الأصيل المتدين احمد الجلبي فافتعل هذه الضجة وهو ديدن بني امية حينما يريدون تشويه سمعة الأمام علي عليه السلام ويعجزون عن ذلك فيعمدوا الى عمار بن ياسر او سلمان المحمدي اوغيرهم ليشوهو سمعته كرها بعلي لا كرها بهم وفي قضية عرس التاجي كان المستهدف اياد علاوي بعد ان سقطت كل مراهنات المالكي لتسقيطه وفي الختام اقسم بالله ان ركعتان يصليها احمد الجلبي افضل عند الله من جميع صلوات كادر حزب الدعوة لمئة سنة
هادي العامري/فنان واعلامي
2011-06-07
للمرة الالف نقول ونعيد ونكرر بان من عبث بالعراق ويعبث هم اصحاب الجناسي المزدوجه فهؤلاء يسرقون وينهبون ويهربون ولااحد يستطيع القبض عليهم لانهم يمتلكون جناسي ثانيه..طهرو العراق من هؤلاء عندها يفكر الحرامي والسارق الف مره قبل الاقدام على قرصنته
د.سامر نديم
2011-06-07
قد يظن المالكي وتابعيه أن الشعب العراقي غبي لا يفقه شيئا وإن الأمور تجري كما يشتهون ! قبل اسبوعين كانت لنا جولة ميدانية حول حقول النفط الجنوبية وياليتها لم تكن !! فلقد تبين أن النفط العراقي في حقول الرميلة العملاقة لايخصنا بالمرة نحن العراقيون ! إذ تبرع صدام حسين بنصفه للكويت إجبارا بعد حربه في 1991، فيما أكمل المالكي على بقيته إهداءا لأمريكا !! فلقد قال لنا المشرف الأمريكي المرافق وبالنص : ومن قال لكم إنه ملك لكم ؟؟ إنكم بلاشك تحلمون ، هو ملك مخزون لنا . علما أن الحقول مختومة بالكونكريت المسلح
ياسر العنبكي
2011-06-07
لعل اخر سطر يلخص كل شئ ، نعم انها مافيا شرسة.....الى نهاية المقال. هذا هو ماحققناه بعد 8 سنوات. كل مكسبنا وتضحياتنا ودمائنا ودموع امهاتنا انتجت لنا مافيا شرسة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك