عمار العامري
يظهر أن الحيدري يناقض نفسه بنفسه من خلال قوله أن السيد محمد باقر الحكيم يغالي في تأيده ولاية الفقيه والتي هي أصلا النظام الإسلامي الشائع في إيران وفي جانب أخر يؤكد الكاتب دعم ومساندة السيد الحكيم لمرجعية الإمام السيستاني بعد وفاة الإمام الخوئي ويعتبرها توجه لدعم مرجعية غير عربية على حساب المرجعية العربية في محاولة لأثارت النعرة القومية خلالها مع أنها توجهات دخيلة على أجواء الحوزة العلمية ويبدو أن الحيدري الكاتب يكثر من الهواجس السلبية التي يعيشها فهذه المرة يحاول الانتقاص من مراجع وزعامات الحوزة العلمية فانه يحاول إفراغ التاريخ من دور الإمام محسن الحكيم في خلق انعطافة تاريخية مهمة وهي جعل المرجعية الدينية المدافع عن مصالح الشعب العراقي بعدما غيب دورها الريادي عقب إحداث المجلس التأسيسي عام 1924 فان سماحة الإمام الحكيم غير مجريات السياسة بمواجهته الملك فيصل الثاني والوصي ونوري السعيد عام 1949 فاشعر الجماهير بدور المرجعية الحقيقي الذي لا يقتصر على الشؤون الدينية وإنما يجب إعطاء الشأن السياسي دوره الهام في الحياة العامة وما فتوى الإمام الحكيم بتحريم الانتماء للحزب الشيوعي اعتبرت ورقة إسقاط لطرف على حساب طرف الحقيقة فقد نجح القوميون وبمساندة القوى الخارجية ووجود جمال عبد الناصر المساند لهم من استغلال أفول نجم الشيوعيين وغياب الدور الحقيقي للتنظيمات السياسية الإسلامية المسلحة بالرؤى والأفكار السياسية وان هذه الفتوى لا تقل شأن عن فتوى السيد محمد باقر الصدر بتحريم الانتماء لحزب البعث لو وضعنا الفتوى في ظروفها الزمانية والموضوعية آنذاك إذا لا يجب إن ينسى الإنسان المواقف رغم عدم التماسه للظروف نفسها.وسوف نستمر في الحلقات القادمة ..
https://telegram.me/buratha