المقالات

مفتاح المشروع !

780 16:06:00 2011-06-07

احمد عبد الرحمن

 مرة اخرى توضح قيادة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي رؤيتها الدقيقة والصائبة لمفهوم الشراكة الوطنية كخيار لابد منه لادارة شؤون الدولة من قبل مختلف مكونات المجتمع العراقي بعيدا عن الاقصاء والتهميش والالغاء، بل بعبارة اوسع كخيار افضل وانجع لمشروع بناء الدولة.وهذا المبدأ-المفهوم، يعد احد اهم وابرز ثوابت ومتبنيات المجلس الاعلى في الماضي والحاضر والمستقبل. ومشروع بناء الدولة في الواقع لايتطلب فقط اموالا واستثمارات في شتى الجوانب والمجالات، ودستور وقوانين لايتورع أي طرف عن التجاوز عليها متى ما شاء وكيفما شاء، ولايتطلب وزارات ومؤسسات تتحول بمرور الزمن الى بؤر للفساد بمختلف اشكاله وصوره وميادين للصراع والتنافس غير الشريف على المكاسب اللامشروعة.بل يتطلب مشروع بناء الدولة ترسيخ ثقافة الشعور بالمسؤولية، وقبول الاخر، والمرونة والانفتاح، وتقديم ماهو عام على ما هو خاص، والتمييز بين مبدأ الاستحواذ على السلطة ومبدأ خدمة الدولة، والتمييز بين المعارضة من اجل البناء والمعارضة من اجل الهدم والتخريب. والشراكة الوطنية الحقيقية بأعتبارها محور ومرتكز مشروع بناء الدولة على اسس صحيحة ورصينة وقوية في شتى مجالات وجوانب الحياة، تقوم على جملة معايير واعتبارات وثوابت، لايمكن بدونها ان تنجح وتؤتي ثمارها ونتائجها الطيبة والنافعة.اهم وابرز واول تلك المعايير والاعتبارات والثوابت يتمثل بتحمل استحقاقات الشراكة بنفس القدر الذي يراد من خلالها تحقيق مكاسب واحراز امتيازات.أي بعبارة اخرى يمكن القول ان هناك شراكة شكلية ووقتية، لان طرفا فيها او اكثر يريد ان يتخذها جسرا للوصول الى اهدافه الخاصة، ومتى ما تحقق له ذلك فأنه يتنصل عما تعهد به وامضى عليه من عهود واتفاقيات ومواثيق منه دون ان يعبيء بما يمكن ان يؤدي ذلك التنصل من تبعات واثار سلبية وسيئة على عدد كبير من الناس.اما الشراكة الحقيقية، فهي تلك التي تقوم اساسا على مبدأ الاخذ والعطاء، وتحقيق المكاسب وتحمل المسؤوليات والواجبات، وتقديم التنازلات المتبادلة من اجل المصالح الوطنية العامة، وليس على مبدأ كم تتنازل لي وتعطيني حتى ادخل شريكا معك واضع يدي بيدك... انها شراكة التضحية ونكران الذات وتجاوز الانا ... انها شراكة السراء والضراء.. انها شراكة الاقوياء والاكفاء وليست مشاركة وتقاسم حصص والاستحواذ على مغانم وامتيازات ومكاسب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك