علي جبار البلداوي
في كل يومٍ يُقبل تشتد حاجة الأمَّة إلى العالم الرباني الذي وصفه الله بقوله: إنَّما يَخشى اللهَ من عباده العلماءُ ذلك أنَّ العلماء ورثة الأنبياء يهدونهم إلى الحق ويُرشدونهم إليه، فهم منارات الهدى ومصابيح الدجى؛ فلولا العلماء لكانَّ الناس كالأنعام لا يعرفون معروفاً ولا يُنكرونَ منكراً ففضل العلماء على الأمَّة عظيم وجعلنا منهم أئمة يهدونَ بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يُوقنونومن صفات العلماء الربانيِّين: بُعدهم عن السلاطين محترزين عن مخالطتهم، فيفرون منهم فرارهم من المجذوم لئلا يفتنوا بهم ويتعلقوا بدنياهم، فيصبحوا مطيَّة لهم يرتَحلونهم متى شاءوا فيزينوا لهم الباطل حسب أهوائهم، فبئس ما صنعوا وبئس المنقلب منقلبهم كان شهيد المحراب (رض)قد جمع بين العلم والورع، والعبادة والزهد، وشدة الخوف من الله - عز وجل فكانت مجالسه كلها ربانية تملأها السكينة والتذكير بالآخرة من أشد الناس أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر خاصة مع حكام الجور كان شهيد المحراب الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم (رض) حسن الخلق دائم التودد والبشر للناس، يغلب عليه الخير الجم والأخلاق الصالحة مع عباده طويله وكان كثير البكاء والدعاء لم يكن رجل دين قد تخصص في إصدار الأحكام الشرعية وانزوى في صومعة ليتفرغ للدراسة والمطالعة حسب بل كان يشارك المجتمع همومه في كل الجوانب الدينية منها والسياسية والاجتماعية. كان مدافعاً عن الحق وعن المذهب وعن مفاهيم العقيدة، سرعان ما يقف بجرأة وصلابة ويصدر فتواه بكل شجاعة ولا ريب أن فقد العلماء الأعلام، يعدُّ من المصائب التي تنزل بالأمة، ولا سيما أولئك الأفذاذ الذين يجود بهم القدر بين الحين والآخر، ويتركون آثارهم في الحياة والأحياء، وقلما يعوضونوقد جاء في الحديث المتفق عليه: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الناس، وإنما يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما: اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوانعم كان شهيد المحراب مناضلا مجاهدا متحديا للنظام الدكتاتوري لم تاخذه في الله لومه لائم ولايخشى الا الله سبحانه وتعالى كل هذه الاسباب ادت الى استشهداف شهيد المحراب
https://telegram.me/buratha