المقالات

كفى اقوالا نريد افعال

769 17:06:00 2011-06-07

احمد عبد الرحمن

 يتفق معظم-ان لم يكن جميع-المشاركون في العملية السياسية، والمشاركون في ادارة شؤون الدولة على ان واحدا من ابرز نقاط الضعف ومكامن الخلل في بنية الدولة هو الترهل الكبير في مختلف المفاصل، لاسيما العليا منها.ولاشك ان مصاديق ذلك الامر كثيرة وواضحة، فمقاعد مجلس النواب ارتفعت من مائتين وخمسة وسبعين مقعدا في الدورة البرلمانية السابقة الى ثلاثمائة وخمسة وعشرين مقعدا في الدورة الجديدة، تحت مبررات ودواع واسباب لاتبدو مقنعة بما فيه الكفاية ولايمكنها ان تصمد كثيرا امام ضرورات ومقتضيات الواقع.وعدد الوزارات وعموم التشكيلة الحكومية لم تكن في الدورة السابقة قد تجاوزت الثمانية وثلاثين موقعا، بينما وصلت في التشكيلة الحكومية الجديدة الى اثنين واربعين موقعا، هذا ماعدا الكثير من المواقع الاخرى التي تناظر وتوازي الوزارات في امتيازات مسؤوليها وحجم كوادرها ومقدار نفاقاتها المالية.وللتذكير فأن الكل -بدءا من دولة السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم-كانوا يتحدثون عن ضرورة واهمية ووجوب ترشيق الحكومة من خلال تقليص عدد الوزارات، واليوم نرى ونسمع الجميع ينتقد الترهل الحكومي، والاسراف والهدر والتبذير بالمال العام، لكن لم نلمس ترجمة عملية وواقعية وخطوات جادة وملموسة لتلك الانتقادات، بل والاكثر من ذلك مازالت والتزاحم والصراع على المواقع والمناصب والامتيازات بدلا من التنافس والتسابق لخدمة الناس، هو السمة المهيمنة والطاغية على مجمل المشهد العام في البلاد.وقد تكون الخطوة الشجاعة والحكيمة التي اقدم عليها الدكتور عادل عبد المهدي بالاستقالة من منصبة بمثابة القاء حجر كبير في المياه الراكدة، والامر الايجابي هو ان استقالته قوبلت بترحيب كبير وواسع من مختلف القوى والشخصيات السياسية في البلاد، وهذا يعني اقرارا واعترافا اخر بوجود خلل وضعف وخطأ لابد من معالجته وتلافيه، وذلك لايمكن له ان يتحقق الا من خلال خطوات ومبادرات شجاعة وجريئة اخرى تساهم في اصلاح الواقع وتصحيح المسارات الخاطئة والسياقات المغلوطة بالافعال لا بالاقوال فقط.والكم الهائل من المشاكل والازمات التي تعانيها البلاد ويأن تحت وطأتها المواطن العراقي من غير الممكن معالجتها واحتوائها بالمزايدات الكلامية، والمماحكات السياسية، والصراعات المحتدمة حول المناصب والمواقع والامتيازات، فهذا كله يزيد الطين بله ويدفع بالجميع الى المزيد من التيه والتخبط والفوضى والاضطراب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك