حسن البحريني
لعبة ابتزاز امريكا بدات تتكشف يوما بعد يوم من خلال صحافة العصابة والخطاب الطائفي الموجه والذي تقف خلفه السلطات الخليفية ومخابراتها ‘ تلك اللعبة التي باتت مكشوفة للبعيد قبل القريب وهي ذات اللعبة التي مارسها الارهابيون والقتلة في العراق وافغانستان وغيرها من البلدان من اجل ابتزاز القوى الدولية وعلى رأسها امريكا عبر تهديدها بالتطرف السلفي وارهاب القاعدة وغيرها من التنظيمات الارهابية الراديكالية المدعومة من قبل النظام العربي الرسمي من اجل بعض المكاسب السياسية ولاهداف طائفية بحتة واخرى قد تكون من اجل تكريس نظام الاستبداد والابارتايد الطائفي .
فبعد فشل تلفزيون النظام الخليفي من انتزاع موقف واضح وصريح من القائمة بالاعمال في السفارة الامريكية في البحرين "ستيفاني ويليام" بالتنديد بالمعارضة البحرينية وثورة شعبها عبر تلك المقابلة التي اجرتها "شوزن الشارع" ـ اشارة الى كويتبة السلطة المدعوة سوسن الشاعر ـ والسقوط المدوي لتلك المسرحية التي ارادت تلك المأجورة ان يمررها على الديبلوماسية الامريكية عبر تلفزيون النظام هاهي اليوم تكتب وبلسان ال خليفة وجهاز امنهم الارهابي مقالا يتضمن الكثير من المفردات الخطيرة والتهديدات الواضحة بتحويل البحرين الى "فلوجة" اخرى والى حرق الاخضر واليابس وضرب مصالح الجميع في هجمة غير مسبوقة خارجة عن السياق المطلوب واللباقة الديبلوماسية والذوق العام ضمن لعبة خطرة يقوم بها النظام ان لم نقل انه اصبح متورطا فيها في جر البلاد الى الخراب والدمار وفتح الباب اكثر مما هو عليه اليوم للتيار السلفي الارهابي ولتنظيمات القاعدة المتطرفة المرتبطة جدليا وفكريا وسياسيا وحتى مخابراتيا بالنظام الحاكم في البحرين.
هذه الحالة الهستيرية التي تعيشها السلطة والعصابة الحاكمة في البحرين والتهديد المستمر بكشف اوراق ارتباط النظام باالتنظيمات الارهابية والسلفية الاجرامية هو في الحقيقة تحصيل حاصل وليس فقط تهديد وابتزاز للطرف الاخر وللقوى الدولية وهي لعبة كما اسلفنا رغم خطورتها ورغم اساليب العهر المتبعة في مثل هذه اللعبة القذرة التي تسعى تلك الكاتبة الماجورة الترويج لها والتهديد بها نيابة عن اسيادها في السلطة الفاسدة فانها تحرق من يلعب بها وسوف تلامس نارها اهداب الاسرة الحاكمة قبل غيرها .
المراقبون للمشهد السياسي في البحرين لا يستبعدون تكرار مثل هذا السيناريوا الذي تبشر به صحافة العصابة وعصابة السلطة المجتمع المحلي والدولي فهي لعبة معروفة للجميع قد تم اختبارها في عدد من البلدان وقد فشلت في كسر ارادة الشعوب اوجرها الى الحروب الداخلية فلم يكن علي عبد الله صالح اخر ولا اول من لعب بمثل تلك الورقة الخاسرة والتي تعتبر بمثابة "بضاعة النوكى"! الا ان النظام الخليفي في البحرين رغم تشجيعه ودعمه للتطرف السلفي ومنذ اعتلاء "حمد" عرش السلطة وفتح المجال للتيارات المتعاطفة مع التنظيمات الارهابية والمرتبطة فكريا او هيكليا بالقاعدة للتغلغل في المؤسسات الرسمية الامنية والعسكرية وحتى الاعلامية والخدمية الا ان هذه المرة الامر بدأ يختلف مع تصاعد الثورة الشعبية وفشل نظام آل خليفة في كسر ارادة ابناء الاغلبية المظلومة والمناضلة حيث ان النظام اصبح عاجزا عن فعل شيئ بعد ان تحطمت الالة العسكرية والحملة الامنية على صخرة صمود شعب البحرين الابي والثوار في مختلف بلدات ومدن ومناطق البحرين .
في الحقيقة ان النظام ليس فقط يمارس سياسة الابتزاز والتهديد للقوى الدولية والتلويح بالحرب الاهلية وبسيناريو القتل والتفجير والارهاب وانما يمارس في الوقت نفسه التناقضات الفاضحة التي تكشف عمق المازق الذي يعيشه ‘ فصحافة العصابة في الوقت الذي تحذر فيه من قيام تطرف سني في البحرين كما تدعي فيما لو استمرت امريكا في سياستها برعاية "التطرف الشيعي"(...) فانها ـ اي صحافة العصابة ـ تفضح نفسها وذلك بممارستها اللعبة وتكشف انها هي ضمن "التطرف السني"! وتمثل ذلك التيار الارهابي.. وقد كشفت تلك المأجورة في خطابها المنشور على صفحات "صحيفة العصابة" حقيقة هذا الامر من خلال المقال السالف الذكر حيث تقول تلك المدعوة "سوسن الشاعر" :(( حين نفضح التطرف الشيعي لا نشجع بالمقابل التطرف السني ونرفضه‘ وندعوا للتعقل(...) وعدم الانجرار للمخطط المرسوم وعدم الانسياق للفخ))!!وفي السياق ذاته تكشف هذه الفاشلة ادبيا واخلاقيا عن التناقض في ما تدعي وتثبت في الاسطر التالية انها هي وعصابة الحكم من يدعون الى مثل هذا الخيار ويمارسون التطرف ويمثلونه بل ويقفون خلفه :(( الكل يعرف ان التطرف السني ليس (لعبة) ـ هنا تهدد الكاتب من خلال هذا الخطاب المناقض وتتحدث كممثل عن التطرف السني ـ ولا يمكن العبث فيه او استفزازه وقد رأينا كيف اهتز عرش امريكا في عقر دراها حين عبثت امريكا مع ذلك التيار المتشدد)) !!
نحن لا نرى في هذا الخطاب الا تجديد لخطاب ابن لادن وتهديد المجتمع الدولي باحداث مشابهة لاحداث 11 سبتمبر التي نفذها تنظيم القاعدة ان لم تتوقف امريكا عن ما تدعي هذه الكويتبة عن دعم "التطرف الشيعي"!!
وفي سياق المقال ذاته والتعليقات الملحقة بالمقال وهي من ذات السنخ الرسمي وضمن التحريض الذي تمارسه عصابة الصحافة والحكم ضد السلم الاهلي وضد المجتمع الدولي يقول احد ازلام النظام :(( شكرا لك ام بسام ‘ ما لا يعلمه الامريكان ان المارد السني لابد له ان يتمخض (حفظ الله لنا درع الجزيرة) واذا ما تمخض سوف يفجرها ثورة عارمة تطيح بعروش الامريكان في عقر دارهم (نحن ابناء ابن لادن) .يجب على الاشاوس من اهلي الاسراع في تطهير ومسح كل المعالم الصفوية في البحرين فهذه فرصة لن تتكر. خفظ الله درع الجزيرة)) !!
نحن كمراقبين نتسائل ماهي علاقة ابن لادن بدرع الجزيرة وماهو الرابط في مثل هذا الخطاب الذي يربط بين "احفاد ابن لادن" و"درع الجزيرة" !! رغم ايماننا الراسخ بان ابن لادن هو تلميذ من مدرسة "درع الجزيرة" ..
وفي السياق ذاته يتكرر الخطاب ذاته متمثلا في عبارة اخرى حيث يقول زائر حكومي اخر :(( حسبي الله على امريكا انشاء الله ... يبي لنا بن لادن يديد ـ اي ابن لادن جديد ـ يلعب في حسبتهم‘ علشان يكفوا شرهم عنا ..)) !! وهذا الربط يمكن ان يوصلكم الى المقال في صحيفة العصابة :
http://www.alwatannews.net/writer.aspx?id=iGfntVQa2v68woWoUR8upQ==
اذن هو خطاب ليس فقط للابتزاز بل هو تحريض بعينه على الكراهية وترويج لخطاب التطرف والارهاب والعبث بالسلم الاهلي الذي تمارسه السلطة عبر تلك الاقلام الماجورة ..بالطبع ان كل تلك الاساليب والتهديدات جاءت نتائجها عكسية وحتى لعبة تنظيم القاعدة والتلويح بسلاح التطرف والارهاب فقد احرقت نارها بمن يلعب بها قبل الغير وليكن في الرئيس اليمني ومن قبله السياسيون من المرتبطين بالقاعدة في العراق درسا بليغا للعصابة الحاكمة في البحرين .
حسن البحريني
كاتب بحريني مقيم في السويد
https://telegram.me/buratha