بقلم .. رضا السيد
الحلقة الاولىارتأيت من خلال هذه الحلقات المتواضعة ان اعرض بعض من سيرة شهيد المحراب الخالدة لكي يتسنى لأكبر عدد من القراء الكرام معرفة شيء بسيط عن حياة هذا الشهيد المجاهد والقائد الذي سيذكره التاريخ بأبهى صوره واشدها فخرا وزهوا حاله بذلك حال أجداده العظام ( عليهم السلام ) ومن خلال بحثي في مواقع الانترنت وجدت هذا البحث الرائع الذي اتمنى ان يقربني الى الله سبحانه وتعالى وينال رضا القراء الكرام ، كون حياة شهيد المحراب ( قدس ) كانت حافلة بالكثير من المحطات العظيمة التي لا تليق الا بالرجال العظماء . وها هي الحلقة الاولى بين يديك عزيزي القارئ : روى عن النبي انه قال: ((إذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع، وشاهد مصدق، من جعله أمامه قاده الى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه الى النار وهو اوضح دليل الى خير سبيل، من قال به صدق ووفق، ومن حكم به عدل، ومن أخذ به اجر)) . لا نبالغ كثيراً ولا قليلاً إن قلنا أن (شهيد المحراب) سار خلف القران حينما التبست الأمور على شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وأضحت كقطع الليل المظلم يتلمس أوضح الأدلة على الحق المهتضم والضائع بين جبروت الطغاة ونفاق الوعاظ، فالقران من وجهة نظره هو الركيزة الأساسية في حفظ الجماعة الصالحة حيث يقول: ((لقد اهتم أهل البيت (عليهم السلام) اهتماما خاصا ومتميزا بجانب الفكر والعقيدة، لأنه يعتبر الأساس الذي يمكن أن تقوم عليه بناء أي جماعة بشرية. وبمقدار ما يكون هذا الجانب قويا وواضحا ومنسجما وشموليا ، تكون الجماعة قوية وقادرة على مواجهة المصاعب والمشكلات والظروف المختلفة التي تفرزها حركة التاريخ . ومن خلال هذه الرؤية لدور الجانب العقائدي والفكري نجد أن القران الكريم يهتم به اكبر اهتمام، ويعالج ـ في المجتمع الجاهلي ـ القضية العقائدية والفكرية قبل كل شئ. ويرسخ في المجتمع (الجماعة الصالحة) هذه القضية)) ، فليس غريباً بعد هذا أن نلاحظ اهتمام شهيدنا بالقران الكريم اهتماما بالغا منذ بداية حياته العلمية حتى شهادته، حيث عكف على دراسته وتدريسه وهو في احلك الظروف واشدها قسوة عليه ، ففي إيران وفي ظل ظروف حياتية لا يحسد عليها انكب على تدريس علوم القران وتفسيره، مضافا إلى محاضراته القرآنية الكثيرة في الوسط الإيماني والتي ركز فيها مفاهيم القران ، وتتوجت هذه الجهود بالتالي:1ـ علوم القرآن (مجموعة محاضرات ألقاها على تلامذته في كلية أصول الدين) ، وقد نقحه وأضاف عليه وأعيد طبعه في أواخر عام 1417هـ، وهو كتاب كبير ومهم . وقد تمت ترجمته إلى اللغة الفارسية.2ـ القصص القرآني . كتاب كبير يدرس في الجامعة الدولية للعلوم الإسلامية في إيران ، ويجري العمل الآن على ترجمته الى اللغة الفارسية 3ـ الهدف من نزول القرآن وآثاره على منهجه في التغيير ، وهو بالأصل بحث كتبه لأحد مؤتمرات الفكر الإسلامي المنعقدة في إيران، ثم قام بتوسيعه وتنقيحه فصدر في كتاب مستقل 4ـ مقدمة التفسير وتفسير سورة الحمد، وقد تناول فيه قصص أولي العزم ضمن منهج أعتمد فيه على القرآن وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) مستبعداً الإسرائيليات التي دخلت في الحديث عن الأنبياء. ويجري العمل أيضاً على ترجمته من قبل إحدى دور النشر بطهران.5ـ منهج التزكية في القرآن.6ـ تفسير سورة الصف.7ـ تفسير سورة الحشر. 8ـ تفسير سورة الحديد. 9ـ تفسير سورة الممتحنة.10ـ المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن ، كتاب ألّفه في الستينات وطبع في العراق أواسط السبعينات . وهو مقتطف من محاضراته في علوم القرآن التي ألقاها على طلبة كلية أصول الدين ببغداد .11ـ الظاهرة الطاغوتية في القرآن (مطبوع) .12ـ تفسير سورة التغابن (مخطوط) .13ـ تفسير سورة المنافقون (مخطوط) .14ـ تفسير سورة الجمعة (مخطوط) .الذوبان في العترةقال رسول الله: ((إني أوشك أن ادعى فأجيب، فإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل وعترتي. كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بماذا تخلفوني)) يتلمس الدارس والمتتبع لمنهج (شهيد المحراب) انه (قدس سره) يقطر ولاءً لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) اعتقاداً منه اعتقاداً جازماً انهم الحق الذي لا يشوبه أي شك، وسفن النجاة التي أمر الله تعالى بركوبها ، وان الإسلام دين لم يكتمل في رؤاه ونظرياته ان لم نتمسك بالعِدل الآخر ، فهو(قدس سره) يقول: ((ان أطروحة أهل البيت (عليهم السلام) من أهم الاطروحات الإسلامية ذات الأبعاد المتعددة ، العقائدية والفكرية والثقافية والتاريخية والاجتماعية. فهم امتداد للنبوة في خط الإمامة ، وولاة الأمر اللذين أوجب الله طاعتهم وولايتهم ومودتهم . كما انهم عِدل القران الكريم الذي هو الثقل الأكبر، وأهل البيت (عليهم السلام) هم الثقل الآخر الذي لن يفترق عن القران، بل هم علماء القران أيضا يفسرونه ويوضحونه ويبينونه ويكشفون غرائبه ويستخرجون كنوزه.وفي الوقت نفسه هم حملة السنة النبوية في تفاصيلها ومصاديقها، ويعرفون ما تؤول إليه الآيات والأحاديث في حاضرها ومستقبلها . فوجد (قدس سره) في سيرتهم وسلوكهم وأحاديثهم العلمية والتعليمية ثقافة غزيرة بكل أبعادها وان صورة الإسلام بما هو الدين الخاتم للشرائع السماوية، مشروع متكامل يعالج مشاكل الحياة وظروفها من جميع زواياها إنما تتكامل من خلال القرآن الكريم والعترة الطاهرة، ، فاستهوته الموسوعات التاريخية والحديثية منذ نعومة أظفاره ، واصبح الحديث عن سيرة أهل البيت (عليهم السلام) ملازما له في وصاياه ونداءاته ونصائحة وإرشاداته ، ومن اجل تأصيل هذه الثقافة والمفاهيم السامية في نفوس اتباع اهل البيت (عليهم السلام) كان له دور ريادي في تنضيج فكرة اقامة مهرجانات واحتفالات بالمناسبات الدينية في مختلف المدن العراقية، ولتكون في ذات الوقت تظاهرة تعبّر عن مواقف المرجعية تجاه قضايا الساعة التي تجري في العراق ، فكانت تقام في النجف الاشرف بميلاد الإمام الحسين (عليه السلام) في الثالث من شعبان كل عام ، وميلاد الإمام علي (عليه السلام) في كربلاء في الثالث عشر من رجب كل عام، ومولد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في الثاني عشر من ربيع الأول كل عام في بغداد، وميلاد الإمام الحجة القائم المنتظر الذي يقام في البصرة في الخامس عشر من شعبان كل عام .. فهو يرى انهم (عليهم السلام) خير قدوة يمكن للبشر الاقتداء بهم، وثقافتهم خير دروع يتحصن بها اتباع محمد (صلى الله عليه وآله). وقد عبرَّ قلمه الشريف عن هذا الولاء المتدفق بمجموعة من الكتب والبحوث عنهم (عليهم السلام) هي:1ـ أهل البيت (عليهم السلام) ودورهم في الدفاع عن الإسلام (مطبوع).2ـ دور أهل البيت (عليهم السلام) في بناء الجماعة الصالحة، كتاب في مجلدين، مهم في بابه لدراسة حياة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) (مطبوع)، ويجري العمل حالياً على ترجمته إلى اللغة الفارسية.3ـ الإمام الحسين. (مطبوع)4ـ الزهراء . (مطبوع)
https://telegram.me/buratha