الكاتب والإعلامي قاسم العجرش
" لا تطرح من المشاكل إلا تلك التي تكون قادرا على حلها "...من المقبول أن يصاب الناس بالسأم والملل من نظامهم السياسي، الذي يحكم بلدهم- عندما تطول مدته وتتشعب أذرعه داخل الجسم الوطني- وقد يصبح رفضه ترفا، عندما نتذكر رفض الألمان التمديد لمستشارهم: "هيلموت كول"، الذي وحد ألمانيا وبني اقتصادها المزدهر....لكنه ليس من المألوف أن يصاب نظام كالذي يحكم بلدنا اليوم بالكساح والهزال بهذه السرعة المفرطة، التي فاجأت الجميع عندما تبخرت مظاهر قوته وبدأت تضمر عضلاته "المفتولة"( التي يفترض فيها أن تخوف العامة وأن تضعف عزيمة الخاصة) قبل اكتمال الحولين، رغم تبنيه لخطاب ينبذ "الفاسدين" و"المفسدين"، وتمظهره بمظهر "السوبرمان"، القادر على خوض الصولات والوثبات ..صولة الفرسان، ووثبة الأسود وخطة فرض القانون ..وغيرها من المسميات المستنسخة عن استخدامات النظام السابق!....في البداية استبشر به الكثيرين للأسباب السابقة، وشكك فيه آخرون وفي نواياه الحقيقية، ودوافعه الظرفية، بل نعتوه بأنه عاجز عن كنس بيته، و عن خلق طبقة سياسية، تتبني شعاراته وتندفع لمساندته، الآخرون يقولون ايضا عن نظامنا السياسي القائم أنه في النهاية عبارة عن"النعجة: دولي" استنسخ بطريقة مشوهة من قبل مصمم العملية السياسية الذي أفرزه، وأنه نظام حكم بلا أفق سياسي، وأبعد ما تكون تصرفاته خضوعا لمنطق الدولة، وفاشل كذلك في تقمصه لنمط الحكم المتكئ على الشعب.صحيح أن نظامنا السياسي الحالي زرع الأمل في البداية، عندما جرت سلسلة عمليات ديمقراطية صرفة تشي بمستقبل واعد، وتضاعف هذا الأمل عندما استمر- في أحلك الظروف- في رفع شعار: محاربة الفساد وضرورة نبذ جميع الفاسدين والمفسدين علي مستوي الخطاب على الأقل، لكنه سرعان ما خيب الآمال، عندما استعان بحلفاء وأعوان فاسدين...!سلام....
https://telegram.me/buratha