بقلم .. رضا السيد
الحلقة الثانيةأقدم بين يديك عزيزي القارئ الكريم الحلقة الثانية من محطات السيد شهيد المحراب محمد باقر الحكيم ( قدس ) لترى مدى علاقته الكبيرة بالشعائر الحسينية التي هي شعائر الله ( سبحانه وتعالى ) من خلال ما كانت تمثله هذه الشعائر للسيد شهيد المحراب ومن خلال مقولاته المباركة ولنبدأ من : صرخة الحسين (عليه السلام) (هيهات منا الذلة) كانت حية داخل وجدان (شهيد المحراب) رغم السنين المتمادية، فهو يفسرها (رضوان الله عليه) من خلال منظوره الإنساني بأنها صرخة عز وفخر أطلقها الحسين (عليه السلام) قبل قرون لتبقى مدوية في سماء الأحرار اللذين يأبون الضيم ، وصرخة استنهاض لهمم المؤمنين الرساليين اللذين يأبون انحراف المسيرة المحمدية عن صراطها الذي اختطته السماء، فالحسين (عليه السلام) وشعائره أحد أهم صمامات الأمان التي تحفظ التوازن الديني والأخلاقي والسلوكي لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) فيقول : ((ولا شك ان نهضة الحسين (عليه السلام) كان لها تأثير بالغ وكبير في حركة التاريخ الإسلامي وحياة المسلمين عامة، بحيث أدت تفاعلاتها الواقعية في حركة الأمة إلى حفظ الإسلام والأمة الإسلامية من كثير من مخاطر الانحراف . ولكن الشعائر الحسينية كان لها دور آخر مكمل لدور الثورة نفسها)) ويقول في مكان آخر: ((وقد وضع الأئمة (عليهم السلام) التصميم العام لهذه الشعائر وأعطوها أبعادها الدينية الكاملة، وحددوا الشكل والمضمون الذي يتناسب مع الدور المهم الذي لابد لها أن تؤديه من ناحية الشكل مع ظروف المأساة وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) ، ومن ناحية المضمون مع الأبعاد السياسية والروحية والثقافية والعقائدية)) . فكان (رضوان الله عليه) حريصا كل الحرص على إحياء هذه الشعائر على مدى اكثر من خمسة عقود من الزمن ، وقد ترك بصماته عليها خلال هذه الفترة عبر مساهماته الفعالة فيها ، والتي يمكن الإشارة إليها بالتالي: 1ـ التزامه بتفقد المسيرة الراجلة لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في أربعينه في العشرين من صفر ، وكان (قدس سره) يعتبرها فرصة لبث الروح الحسينية في نفوسهم.2ـ مواظبته على زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في المناسبات الدينية.3ـ كان أحد المنظرين والداعين لتنفيذ فكرة مواكب طلبة الجامعات التي كانت تعبر في خروجها أفواجاً عن النهج المرجعي الذي هو الامتداد الطبيعي لخط الإمامة ، بل كان يشترك فيها ممثلاً عن والده المرجع الاعلى، ويلقي بها خطابا في الصحن الحسيني . 4ـ قصة شهادة سيد الأحرار (عليه السلام) يوم عاشوراء مملوءة بالعبر الأخلاقية والإيمانية ودروس الجهاد والبطولة والتضحية ، فكان سيدنا الشهيد ملتزماً بحضوره السنوي في كربلاء لقراءتها على الملأ في واحد من اكبر تجمعات الجماعة الصالحة . وبعد اضطراره للهجرة الى الجمهورية الإسلامية في إيران أبقى على التزامه هذا ، وفكان يقرؤها في مسجد الإمام الرضا (عليه السلام) في قم المقدسة.5ـ في العشرة الأولى من محرم الحرام يعقد مأتماً ويحضره هو شخصيا في مكتبه الخاص بطهران.6ـ تأثر شهيدنا الحكيم من الناحية الروحية والولائية بوالده الإمام الحكيم (قدس سره)، بصورة كبيرة، حيث كان الإمام الحكيم في ليلة السابع من محرم يقيم مأدبة عشاء كبرى يطلق عليها (عشاء العباس) فسار الابن على خطى أبيه ، وكان ـ شهيد المحراب ـ يشرف بنفسه الزكية على إعداد وطبخ وتوزيع العشاء في مكتبه بطهران ، وقبل العشاء يرتقي المنبر ليسلط الأضواء على تضحية وإيمان وتفاني أبي الفضل ويختم المحاضرة بالقصة الكاملة لشهادة قمر بني هاشم (عليه السلام).هذه امثلة يسيرة من معالم شخصيته (قدس سره) المرتبطة بالشعائر الحسينية ، والحديث طويل
https://telegram.me/buratha