عمار العامري
إما اتهامه للإمام الخوئي يفند بحقيقة واحدة وهي مثار جدل اغلب الإطراف إذ أن بقاء السيد أبو القاسم الخوئي بعيدا عن الأضواء السياسية رغم معاناته من الضغوط الحكومية وتعامله مع الإحداث بالتقية فان سماحته قد حفظ الحوزة العلمية في النجف الاشرف من الضياع ولولا وجود السيد الخوئي لم يبقي النظام العراقي وجودا للحوزة العلمية الشريفة فيما يتعرض الكاتب للإمام علي السيستاني متجاهلا السلطة الحاكمة عليه ومحاولات اغتياله المتعددة وإغلاق مسجد الخضراء الذي عقب الإمام الخوئي بالصلاة فيه ناهيك عن دوره الراعي للعملية السياسية في العراق بعد التغيير وتصحيحه للكثير من المسارات فيها أما عن تمجيده لحالة استشهادية لا تنكر ولم يغفل التاريخ عن ذكرها فان في تعامله هذا يحاول أن يطمر مئات المقابر الجماعية المنتشرة في العراق وآلاف الشهداء الذين ذابت أجسادهم بمادة التيزاب أو قطعتها المثارم إلى فتات ويظهر أن الكاتب في كتاباته لم يشهد أعمدة الإعدامات التي نشرتها مليشيا حزب البعث في كل مكان من العراق ولم يشاهد الإباء والأمهات وهم يشاهدون أفلاذ أكبادهم يتم إعدامهم أمام أنظارهم في مسرحيات تعتبر من مهازل التاريخ وانه تجرد عن سمع الآلاف من القصص والروايات عن الاغتيالات للقيادات المعارضة السياسية خارج العراق وداخله والسجون السرية وحالات التعذيب التي طالة حتى النساء والأطفال فان كل هذا يتجرد عنه الكاتب مقابل محاولة تقربه من إطراف سياسية لينشر غسيل أفكاره على أحبال الكذب لتجففها شمس التاريخ الساطع لأسرة أل الحكيم والتي جعل الله منها الشهداء قوافل والسجون ضاقت بنسائهم وأطفالهم واحتضنت المقابر الجماعية جثث علماءهم حتى حنوا مرقد الإمام علي(عليه السلام) بدمائهم فهكذا هو التاريخ المشرق في حياة شهيد المحراب.
https://telegram.me/buratha