المقالات

نهايات متعددة للمئة يوم /

546 09:09:00 2011-06-09

حافظ آل بشارة

العراق ليس محتاجا لمزيد من الازمات لكي تضاف اليه مشكلة جديدة اسمها (نهاية المئة يوم)التي حددتها الحكومة لتقديم منجز ملموس على الصعيد التنفيذي ، وتصادف اليوم ، اي بعد يومين من ذكرى هزيمة العرب في الخامس من حزيران عندما ارادوا القاء اسرائيل في البحر فقررت ان تدافع عن نفسها باحتلال الضفة الغربية والجولان وسيناء ردا على ذلك التهديد الخطابي الفارغ ! المئة اليوم عنصر توتر جديد بين القوى ، تريد الحكومة ان تثبت بأنها فعلت المعجزات خلال المئة يوم وقادت الاسد من ذيله ، يتوافد الوزراء على قناة الحكومة ليشرحوا منجزاتهم بالوثائق والارقام ، و يتوافد المكذبون والمعترضون على قنوات ثانية ليثبتوا العكس بالوثائق والارقام ، وسوف يدخل المحايدون لفض الاشتباك ليثبتوا بالوثائق والارقام ان الفريقين على باطل والافضل تغيير الموضوع في هذا الظرف الحساس من حياة الشعب والوطن ، الوضع الحساس مستمر منذ غزو المغول حتى الآن ، متى يصبح الوضع غير حساس ؟ لا توجد طريقة لاثبات صدق الصادقين او كذب الكاذبين او حياد المحايدين هناك فقدان ثقة شامل ، اجتماعات مجلس الوزراء التي تشرح منجزات الحكومة بحاجة الى جهة محايدة تفحصها وتثبت انها ليست دعاية ، الشارع بصراحة يعامل الساسة كتعامله مع الشحاذين ، تصادف الف شحاذ يوميا في التقاطعات فترفض ان تلبي طلب احد منهم لاعتقادك بأن جميع الشحاذين مزيفون مع ان بينهم من يستحق ، قد يؤخذ الصادق بذنب الكاذب ممن يتعاطون مع الشأن السياسي كأحد ثمار فقدان الثقة المعدي ، المسيرة التي تفتقر للمعايير المهنية ويصبح كل شيء فيها قابلا للتسييس تكون الحقيقة اول ضحاياها ، افضل طريقة لتقييم المتحقق في المئة يوم هو وضع معيار والمعيار الافضل هو خطة كل وزارة ومحاسبتها بمقتضاها ، فلكل وزارة خطة لدورة كاملة وخطة لهذه السنة وخطة جزئية تخص المئة يوم ، ينبغي اعلان تلك الخطط ، وتقديم شرح تفصيلي لخطة المئة يوم بالخصوص فتدور الاسئلة حول موضوع محدد ماذا خططتم للمئة يوم وما نفذتم منها وما هي ادلتكم على التنفيذ ؟ لتكون هناك بكلوريا وزارية صيفية اسئلتها واضحة بلا ترك ، وفي هذا الاطار مثلا يتمنى الناس ان تواجه وزارة الكهرباء اسئلة المئة يوم وتجيب بوضوح ، مئة يوم ماهي حصة الظلام والحر منها ؟ ولماذا تم نقل المعركة من اروقة الوزارة الى خندق اصحاب المولدات الذين اثبتوا انهم مقاتلون شجعان في معركة التشغيل والاطفاء ، هناك اخبار عن اعتقالات في صفوفهم وهم ينتظرون الوقود الحكومي المجاني الموعود الذي لا يأتي وسط رفض جماهيري عارم لسعر الامبير وما الى ذلك . اذا كان المواطن حاذقا في قياس ما حقق من مصالحه في المئة يوم واذا كان يعتزم القول بانه لم يحصل على شيء يعتد به ، فبعض الساسة في واد آخر وفي عالم ثان وهم يحفرون الخنادق لمواجهة حكومة المئة يوم واستغلال محنتها واستحضار جميع ملفات الخلاف القديمة والجديدة دفعة واحدة وسط تغطية سياسية واعلامية تنسف كثيرا من خطوط الرجعة مع تدحرج انفعالي سريع باتجاه المربع الاول .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك