حافظ آل بشارة
العراق ليس محتاجا لمزيد من الازمات لكي تضاف اليه مشكلة جديدة اسمها (نهاية المئة يوم)التي حددتها الحكومة لتقديم منجز ملموس على الصعيد التنفيذي ، وتصادف اليوم ، اي بعد يومين من ذكرى هزيمة العرب في الخامس من حزيران عندما ارادوا القاء اسرائيل في البحر فقررت ان تدافع عن نفسها باحتلال الضفة الغربية والجولان وسيناء ردا على ذلك التهديد الخطابي الفارغ ! المئة اليوم عنصر توتر جديد بين القوى ، تريد الحكومة ان تثبت بأنها فعلت المعجزات خلال المئة يوم وقادت الاسد من ذيله ، يتوافد الوزراء على قناة الحكومة ليشرحوا منجزاتهم بالوثائق والارقام ، و يتوافد المكذبون والمعترضون على قنوات ثانية ليثبتوا العكس بالوثائق والارقام ، وسوف يدخل المحايدون لفض الاشتباك ليثبتوا بالوثائق والارقام ان الفريقين على باطل والافضل تغيير الموضوع في هذا الظرف الحساس من حياة الشعب والوطن ، الوضع الحساس مستمر منذ غزو المغول حتى الآن ، متى يصبح الوضع غير حساس ؟ لا توجد طريقة لاثبات صدق الصادقين او كذب الكاذبين او حياد المحايدين هناك فقدان ثقة شامل ، اجتماعات مجلس الوزراء التي تشرح منجزات الحكومة بحاجة الى جهة محايدة تفحصها وتثبت انها ليست دعاية ، الشارع بصراحة يعامل الساسة كتعامله مع الشحاذين ، تصادف الف شحاذ يوميا في التقاطعات فترفض ان تلبي طلب احد منهم لاعتقادك بأن جميع الشحاذين مزيفون مع ان بينهم من يستحق ، قد يؤخذ الصادق بذنب الكاذب ممن يتعاطون مع الشأن السياسي كأحد ثمار فقدان الثقة المعدي ، المسيرة التي تفتقر للمعايير المهنية ويصبح كل شيء فيها قابلا للتسييس تكون الحقيقة اول ضحاياها ، افضل طريقة لتقييم المتحقق في المئة يوم هو وضع معيار والمعيار الافضل هو خطة كل وزارة ومحاسبتها بمقتضاها ، فلكل وزارة خطة لدورة كاملة وخطة لهذه السنة وخطة جزئية تخص المئة يوم ، ينبغي اعلان تلك الخطط ، وتقديم شرح تفصيلي لخطة المئة يوم بالخصوص فتدور الاسئلة حول موضوع محدد ماذا خططتم للمئة يوم وما نفذتم منها وما هي ادلتكم على التنفيذ ؟ لتكون هناك بكلوريا وزارية صيفية اسئلتها واضحة بلا ترك ، وفي هذا الاطار مثلا يتمنى الناس ان تواجه وزارة الكهرباء اسئلة المئة يوم وتجيب بوضوح ، مئة يوم ماهي حصة الظلام والحر منها ؟ ولماذا تم نقل المعركة من اروقة الوزارة الى خندق اصحاب المولدات الذين اثبتوا انهم مقاتلون شجعان في معركة التشغيل والاطفاء ، هناك اخبار عن اعتقالات في صفوفهم وهم ينتظرون الوقود الحكومي المجاني الموعود الذي لا يأتي وسط رفض جماهيري عارم لسعر الامبير وما الى ذلك . اذا كان المواطن حاذقا في قياس ما حقق من مصالحه في المئة يوم واذا كان يعتزم القول بانه لم يحصل على شيء يعتد به ، فبعض الساسة في واد آخر وفي عالم ثان وهم يحفرون الخنادق لمواجهة حكومة المئة يوم واستغلال محنتها واستحضار جميع ملفات الخلاف القديمة والجديدة دفعة واحدة وسط تغطية سياسية واعلامية تنسف كثيرا من خطوط الرجعة مع تدحرج انفعالي سريع باتجاه المربع الاول .
https://telegram.me/buratha