عمر الجبوري
معطيات المرحلة و ما يصدر من قرارات من الحكومة المركزية بان وظهر من خلالها ان حكومة الشراكة الوطنية ما هو الا شعار على الورق فقط وبدون تطبيق وروج له الاعلام من اجل عبور مرحلة ازمة عاشها الوضع السياسي في العراق في مرحلة من مراحل تشكيل الحكومة والتي كانت اطول فترة اذ انها استغرقت قرابة التسعة اشهر , فبعد الاتفاق على تشكيل التحالف الوطني وضمن اسس واتفاقات مبنية على الشراكة في الراي والمشورة وبما بخدم البلد والمصلحة العامة صرح الساسة وقادة التحالف ان المرحلة القادمة ستشهد اتفاقا مع باقي الكتل السياسية الفائزة من اجل تشكيل حكومة شراكة وطنية وخاصة بعد اشتراك اغلب الذين كانوا معارضين للعملية السياسية في العراق في فترة ما , وجاء اجتماع اربيل وما احتواه من اتفاقات عقدت بين الكتل السياسية وكانت اللبنة الاولى لطريق بناء وتشكيل الحكومة وخاصة و ان كل الحاضرين لذاك الاجتماع ابدوا ارتياحهم لهذا الاجتماع وما صدر عنه من اتفاقات , ولتأتي من بعدها مرحلة صراعات التشكيل والاتفاق وعدم الاتفاق على المرشحين حتى وصلوا في نهاية المطاف الى اختيار الاسماء الموجودة حاليا في قمة الوزارات ولتبقى معضلة واحدة وهي المستمرة الى يومنا هذا وهي الوزارات الامنية التي لم يستطع الساسة على الاتفاق على مرشحين لها و على ما يبدو ان المرحلة الحالية والى نهاية الدورة الحكومية الحالية لن تجد مخرجا لهذه المعضلة طالما كان الفرقاء غير متفقين على المرشحين المقدمين من كلا الطرفين .وبعد الولادة العسيرة لحكومة ما تسمى بالشراكة ظهر وبان على ارض الواقع انها ليست الا شراكة وهمية وليست حقيقية من خلال محاولات الاستفراد بالقرار دون الرجوع والمشورة لا مع اعضاء الكتلة الواحدة ولا حتى مع باقي الكتل السياسية المتواجدة في الحكومة التي من المفروض انها حكومة شراكة وانما اصبحت حكومة إملاءات قرارات ليست الا . وجاء ذلك من خلال محاولات دمج الهيئات المستقلة تحت خيمة مجلس الوزراء وكذلك محاولة ربط مجلس القضاء الاعلى وحتى مفوضية الانتخابات التي من المفروض انها مستقلة عن كل الكتل والكيانات السياسية المتواجدة في الساحة , وكان اخر الغيث هو عزل رئيس هيئة المسألة والعدالة والذي هو من نفس التحالف واستبداله بأخر من نفس القائمة الواحدة , فأين الشراكة في الموضوع ؟ان التجاذبات والتراشق الكلامي بين الفرقاء السياسيين له تأثير سلبي على الشارع ويساعد كثيرا العصابات الدموية للاستغلال مثل هكذا مواقف من اجل تأجيج الوضع الامني واستغلال ترديه لتنفيذ مآرب دنيئة عبر استهداف الكفاءات العلمية وحتى الهندسية والضباط الامنيين في البلاد ,, ولذا اصبح لزاما على القادة السياسيين وضع المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات الحزبية وعدم اتاحة الفرصة لضعاف النفوس لاستغلال الموقف الاستغلال السيء الذي يسبب الاذى لأبناء العراق الابطال ..
https://telegram.me/buratha