حسن الطائي
مثلت الدول الخليجية نموذجا مثاليا في صناعة الازمات في المحيط العربي من المحيط الي الخليج، حتي اخذت بعدا تراتيبيا تدرج علي صناعة الازمة من خلال خلق مناهج فكرية تعتمد علي اساليب علمية، ومنهجية في رسم السياسات العامة والخاصة لكل بلد عربي سواء اكان في المشرق آو المغرب، وقد تجسدت تلك الصناعة بآدوات عديدة ممنهجة علي قرائة المكونات الاثنية والعرقية وتعزيز الهوة بينها في بث مكثف يستهدف الاخلال بالميزان الاجتماعي عبر خلق ميكانكية لصراعات تعتمد علي اثراء مشاعر الغبن والاضطهاد بين المكونات الاجتماعية لك بلد مرشح الي مربع الهاوية الخليجي ، وقد تمثل ذلك في تعاطيها مع الملف العراقي قبل وبعد الغزوا الامريكي للعراق وكيف تحول العراق الى مسرح دراماتيكي من آخراج وانتاج وتوزيع وسيناريوا سعودي، قطري، اماراتي، كويتي مثلت فية الطوائف والاثنيات والعرقيات الدينية والعشائرية ادوارا متطورة في القتل والاحتراب والتطاحن والتفخيخ والانتحار والنحر المتبادل بين العراقيين بتمويل خليجي مستمر الي الان؟ اذا لم تزل الدراما العراقية علي ماكانت علية ولوا بوتيرة اقل من ذي قبل، مع اصراها علي بقاء العراق تحت البند السابع من دون اي مبررارت علي ذلك؟ هذا اقتضاب مكثف للملف العراقي مع اغفال الدور الاعلامي والتعبوي للقنوات الفضائية الخليجية علي اختلاف مسمياتها تلتقي علي منهج واحد هو تعزيز الفرقة والانقسام بين الطوائف الاسلامية في عموم العالم العربي والاسلامي، وخير مثال علي ذلك قناة الجزيرة ومفتيهايوسف القرضاوي، وخبرائها الاعلاميين والسياسيين عزمي بشارة وغيرهم من ابواق إحياء الفتن النائمة في الدول العربية المتعددت الاثنيات والطوائف من خلال خلق مناخات تعيد الماضي للحاضر بكل تمفصلاته العقائدية والتاريخية لاعطاء زخم للصراع بعد الفراغ السياسي والامني الذي اوجدتهُ الدول الخليجية في العراق، وفي غيرة كما اليوم في ليبيا،بعدما دعمت مجموعات امازيغية بربرية تستهدف الامن والسلم الاهليين في الجماهرية الليبية بالسلاح والمال وخلقت ارضية لوضع الشعب الليبي حكومة وشعبا تحت الفصل السابع وتحويلها الي دولة فاشلة يتقاتل ابنائها بوحشية إثر الانقسام الذي اوجدتهُ الدول الخليجية فيها، ولم يكن هناك ضوء في اخر النفق سوي استمرار زيادة عدد الاموات والمعاقين والنهب والاغتصاب المتبادل مع استخدام مكثف للاسلحة المحشوة باليورانيوم المخصب، ولم تشذ الدول الخليجيجة في تعاطيها مع اليمن فالتدمير والاخلال بالامن الاجتماعي هي من الثوابت في سياسات دول الخليج، واندفاعها المستميت لتحول سوريا بلد العروبة، والاصالة، والتاريخ، والانتماء الي وضع مشابه للعراق وليبيا،واليمن، ووضع الشعب السوري في صراع مع نفسة والدوران حول مركز العمالة، والاذلال والتشرد، وتقديم صور مفبركة تلتزم نقل جانب واحد يدعم الانفلات الامني والسياسي والاقتصادي الذي تثيرهُ الجماعات السلفية الارهابية التي اعادت سيناريوهات الاجنحة العسكرية للاخوان في حماه في مقتبل الثمانينيات حيثٌ عاثت الطليعة المقاتلة قتلا وفتكا ونهبا لكل مايرمز للدولة والامن العام ، وتكرار صور الماضي عبر التغطية النمطية للاعلام الخليجي مع الملف السوري وبخاصة الجزيرة التي تحاول تقديم نفسها بصورة الداعم للشعوب العربية؟ بينما هي تساهم في صناعة الازمة بكل اشكالها لانها اصبحت شماعة ترتكز عليها المنظمات الصهوينية والدولية في اتخاذ القرارات المجحفة في اروقة مجلس الامن الدولي وتقديم برامج تصب في هذا الهدف عبر اجراء اللقائات مع شخصيات نافذة في الدوائر الدولية، وحضها علي اتخاذ اجرائات اكثر صرامة كما حصل مع ليبيا وهي تحاول اليوم تكرار السيناريوا مع سوريا العروبة في تلفيق إفلام كاذبة ومفبركة تقدم صور مشوهه عن الجيش العربي السوري الحر، والقوي الامنية السورية حتي تصل الي تحقيق عزل دولي يُساهم في تضخيم الازمة علي الشعب السوري وخلق فجوة بين الشعب والدولة ومؤسساتها الحيوية لصناعة لبنان جديد في الاراضي السورية كي تتصارع فية الاطراف والطوئف بفعل صراعات الخارج الاقليمي والدولي، نتمني لسوريا شعبا وحكومتا الخروج من الازمة المدعومة سعوديا، وقطريا، بامن وامان
حسن الطائيصحافي عراقي
https://telegram.me/buratha