بقلم .. رضا السيد
الحلقة الخامسة والأخيرة عزيزي القارئ الكريم في هذه الحلقة أنقلك إلى المحطة الأخيرة من حياة السيد الشهيد المحراب محمد باقر الحكيم ( قدس ) وهي التي تبدأ منذ لحظة عزم شهيد المحراب بعودته إلى ارض الوطن إلى حين استشهاده ( رضوان الله تعالى عليه ) والتحاقه بالرفيق الأعلى ، حيث انعم الله تعالى على أبناء الرافدين بان انتقم لهم من الطاغوت المتجبر شر انتقام ، وفسح بذلك المجال لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) كي يأخذوا دورهم ويسعوا لإحقاق حقوقهم ونيل الاستقلال الكامل لعراق ما بعد صدام المجرم . وبهذه الاشراقة الجديدة عزم الشهيد على العودة إلى العراق للوقوف مع أبناء شعبه في محنتهم مواسياً لهم ومباركا لهم ، ففي يوم الأحد 9 ربيع الأول 1424 هـ الموافق 11 مايو 2003 وطأت قدما شهيدنا ارض البصرة الفيحاء بعد غياب دام قرابة الربع قرن ، في رحلة تاريخية قادته إلى مدينة أجداده النجف الاشرف ، بعد مروره بمدينة البصرة والناصرية والسماوة والديوانية تحفه الملايين من أبناء شعبه ومحبيه على طول الطريق . وكان لهذه العودة المباركة أصداء واسعة في وسائل الإعلام المختلفة على مستوى المنطقة والعالم: (عاد آية الله باقر الحكيم، زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وهو أكبر جماعة شيعية إسلامية في العراق إلى البلاد بعد 23 عاما قضاها في المنفى بإيران ، وسط توقعات بأنه سيكون له دور بارز في مستقبل البلاد . لدرجة دفعت البعض للقول إن و اشنطن تخشى أن تكرر عودة الحكيم السيناريو الذي حدث في إيران عام 1979 حينما عاد الخميني . يبلغ آية الله محمد باقر الحكيم الثالثة والستين من العمر، وهو ينتمي إلى إحدى أكثر العائلات الشيعية المعروفة في العراق . وكان والده زعيما دينيا للطائفة الشيعية وتوفي 1970. وحمل ابنه هذا الإرث وانخرط في الحياة السياسية التي كانت تعارض التوجهات العلمانية لكل من حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي وبعد أن قويت شوكة حزب البعث في السلطة في العراق في السبعينيات ، تعرض باقر الحكيم للسجن والتعذيب ، وقُتل عدد كبير من أفراد عائلته. وبعد اندلاع الحرب مع إيران عام 1980، لجأ إلى العاصمة الإيرانية طهران ، حيث أسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ، وجناحَه العسكري الذي يطلق عليه اسم كتائب بدر أو ( منظمة بدر ) . وبعد انهيار نظام صدام الدموي في العراق عاد باقر الحكيم إلى البلاد)) . وصل إلى مدينة النجف السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وكان في استقباله عشرات الآلاف من العراقيين . وكان السيد الحكيم (66 عاما) زار البصرة السبت والناصرية والسماوة الأحد حيث كان عشرات الآلاف في استقباله في كل محطة من محطاته . ودعا في خطبه إلى بناء « نظام إسلامي عصري ينسجم مع أساليب هذا العصر والزمان ومع التطورات الاجتماعية الموجودة في هذا الزمان»، رافضا « حكومة مفروضة» على العراقيين . وقال الرجل الثاني في المجلس الأعلى السيد عبد العزيز الحكيم في تصريح لوكالة «فرانس برس» في النجف إن «عودة السيد محمد باقر الحكيم هي رجوع قائد عظيم إلى بلده ومدينته النجف الاشرف ». الالتحاق بالرفيق الأعلىفي الثلاثين من آب 2003، صدم العالم الإسلامي بانطفاء نور من الأنوار المحمدية الأصيلة ، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} ، فبعد انتهائه من صلاة الجمعة كعادته وخروجه من الصحن الحيدري الشريف تعرض موكب سماحته لعملية تفجير قام بها القتلة بواسطة سيارة مفخخة أدت إلى استشهاده وتناثر أشلاء جسده الطاهر ، ظناً منهم ، إن المسيرة الحسينية ستنكفئ وتتهاوى، لكنهم نسوا أو تناسوا إن الشهيد الحكيم حي في ضمائر وقلوب المؤمنين المخلصين ، وان دمه الطاهر سيكون شعلة وضاءة يقتبس منها الأحرار وسيبقى السيد شهيد المحراب ( قدس ) كما بقى جده الإمام الحسين ( ع ) منارا لكل الذين ينشدون الحرية والسلام ونبذ سياسة الإقصاء والتهميش والظلال .
https://telegram.me/buratha