المقالات

جذور المشكلة العراقية

650 19:13:00 2011-06-12

عادل الجبوري

 دلالات ومعان كثيرة وكبيرة انطوت عليها جولة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم يوم الجمعة الماضي في شارع الكتاب والثقافة والفكر والمطالعة.. شارع المتنبي.شيء جميل ان يخصص الزعيم والقائد السياسي جزءا من وقته المزدحم بالانشغالات والهموم السياسية، للوقوف على حقائق ومعطيات المشهد والوضع الثقافي في البلاد، سيما اذا كانت رؤيته العامة تقوم على حقيقة ان ماهو سياسي يرتبط ارتباطا وثيقا مع ما هو ثقافي، وان التداخل والتشابك فيما بينهما كبير جدا، وان الثقافة وعاء واسع تنصهر فيه مجمل فعاليات المجتمع بشرائحه وفئاته المتعددة.شيء جميل ان يذهب الزعيم والقائد الى حيث ملتقيات الثقافة والمثقين، ومنتديات الحوار والحراك الثقافي ليستمع ويشاهد ويتحدث وينقاش ويطرح رؤيته الى جانب رؤى الاخرين.مثل هذه المبادرات والخطوات من شأنها ان تكسر الحواجز بين رجال السياسة ورجال الفكر والثقافة، وتدحض الفكرة القائلة بوجود السياسي في عالم والمثقف في عالم اخر، وان نقاط الالتقاء بينهما ان لم تكن معدومة بالكامل فهي قليلة جدا.دحض هذه الفكرة المغلوطة لايتحقق الا حينما يتحرك السياسي في فضاءات الثقافة، وينشغل بالهم الثقافي بقدر انشغاله بالهم السياسي، وان يعتبر نفسه جزءا من المنظومة الثقافية بأطارها الواسع والشامل، ولاينظر الى من يتعاطى الشأن الثقافي نظرة فوقية. وان يؤمن ايمانا كاملا بأن نهضة الشعوب والامم وتقدمها وازدهارها ليس له ان يتحقق الا حينما يضطلع ارباب الفكر والثقافة بأدوراهم الحقيقية ويكون لهم الحضور الفاعل والمؤثر في ايقاع الحياة السياسية اليومية لا الانعزال والانكفاء، قصدا او قسرا.وحينما نتأمل وندقق كثيرا في واقع المشكلة العراقية الراهنة وخلفياتها التأريخية نجد بأنها مثل ما اكد السيد عمار الحكيم في احاديثه مع ارباب الفكر والثقافة بشارع المتنبي أن المشكلة الواقعية في العراق ذات جذور وخلفيات ثقافية وفكرية في أغلب الأحيان.ويمكن من هذه الحقيقة-البديهية ان ينطلق اصحاب الشأن العام في البلاد -سياسيا وثقافيا-لاصلاح الواقع من خلال توظيف الارث والتراث الثقافي والفكري الكبير للبلاد، والغنى والتنوع الذي تزخر فيه شتى جوانب العلم والمعرفة لتصحيح المسارات الخاطئة، ولفظ وابعاد القيم الثقافية والاجتماعية الدخيلة على المجتمع العراقي، وترسيخ وتكريس الصحيح.. انها مهمة صعبة وشاقة، لكنها بتوفر الارادات والنوايا الصادقة والطاقات والكفاءات الخيرة يمكن ان تكون سهلة ويسيرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك