المقالات

الشعوب تصنع ديكتاتورها

693 15:29:00 2011-06-13

عماد الاخرس

عنوان المقال هو قول للمؤرخ الألماني الشهير ( كارل بروكلمان ) .والدكتاتور هو الشخص الذي يحصر كافة السلطات بيده ويمارسها حسب إرادته دون استشارة أو موافقة احد عليها .. أن يقول ولا يسمع .. أن يُبدى الرأي ويجبر الآخرين على الامتثال له والعمل به .بعد هذه المقدمة أعود لمقالي ومجريات الأحداث في يوم الجمعة المصادف 10 62011 .. حيث احتشدت في ساحة التحرير مجاميع من المواطنين العراقيين الموالين لحكومة العهد الجديد وكانت تردد شعارات مؤيده لرئيس الوزراء السيد ( المالكي ) .. وجلب انتباهي أكثرها سيادة وهو ( بالروح .. بالدم .. نفديك يا مالكي ) !!وبينما كنت اسمع هذا الهتاف عادت بى الذكرى سنين إلى الوراء ونفس الهتاف الذي كان يطلقه أمثالهم والموالين للعهد البائد وهو ( بالروح .. بالدم .. نفديك يا صدام ) !!وتذكرت حينها كيف صنع العراقيون بهتافاتهم وأهازيجهم وأغانيهم من الرئيس السابق ( صدام ) دكتاتوراً واليوم وللأسف نشهد تكرارها لصناعة ديكتاتور باسم جديد!!يتضح من ذلك بان العراقيين مصممون في العهد الجديد على إدخال مقولة ( بروكلمان ) حيز التطبيق بصناعة ديكتاتوريه جديدة و ديكتاتوراً لهم يرث دكتاتور العهد البائد! لقد تجمع صُناعْ الديكتاتوريين في ساحة التحرير وأطلقوا هتافات التمجيد والتأليه لرئيس الحكومة وهى لا تتناسب حتى مع ما ورد في رخصة التظاهرة المطالبة بإلحاق القصاص بالمجرمين منفذي جريمة عرس الدجيل !والسؤال الذي يطرح نفسه .. الم يتعظ العراقيون من النتائج المريرة لتجربه الحكم السابق بعد أن صنعوا من صدام ديكتاتوراً ؟ أما أصحاب الأفكار النيرة من مستشاري رئيس الحكومة فيتضح بأنهم على استعداد كامل ليكونوا عند حسن ظن هؤلاء الصُناعْ المتملقين الانتهازيين وتحقيق إرادتهم بتحويل ( المالكي ) إلى دكتاتور .. وهذا ما تؤكده سياسة الأجهزة الأمنية التي تسير بإمرتهم في الأشهر الأخيرة .. حيث توالت الإجراءات القمعية الواحدة تلو الآخر بِدأً من الاعتداء على اتحاد الأدباء يليها غلق مقرات الأحزاب ومحاولة إخلائها ثم اعتقال المتظاهرين بسيارات الإسعاف واتهام منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بالإرهاب .. وجميع هذه الممارسات مخالفه للدستور وتعدى صريح على المولود الحديث للعهد الجديد ( الديمقراطية ) .لقد ختم هؤلاء استشاراتهم بالتوصية باحتلال أتباعهم ساحة التحرير والاعتداء بالعصي والآلات الحادة على مجاميع أخرى من العراقيين كانت متواجدة للتظاهر في نفس الساحة .إن هذه التوصية تعنى قراءة الفاتحة على الديمقراطية والسير في خطى الديكتاتورية وإعلان رسمي لعودتها للعراق وتنصيب المالكي ديكتاتوراً لها !والتفسير الوحيد لاتخاذها هو نفاذ صبرهم من استمرار المظاهرات المطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد وتحسين الخدمات وعجزهم عن اتخاذ أي قرار يساعد في امتصاص تزايد الغضب الجماهيري.هنيئا لكل متظاهر خرج إلى ساحة التحرير في العاشر من حزيران للهتاف والتصفيق لرئيس الحكومة وخصوصا من مارس الضرب والاعتداء على المجاميع الأخرى من المتظاهرين العراقيين .هنيئا لهم مساعيهم ودورهم البطولي في عوده الدكتاتورية للعراق وصناعة ديكتاتور جديد لها . أخيرا أقولها للسيد المالكي .. أتمنى أن لا تسمح لأتباعك أن يصنعوا منك ديكتاتوراً لأن هذا لا يليق بنضال حزب الدعوة الذي تقوده وتضحياته الجسام!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ياسر العنبكي
2011-06-14
احسنت اخي الكاتب في واحد من اهم واقوى مقالاتك في وقت نحن فيه بامس الحاجة لمن يشخص الامور وبقول الحق بغير خوف رغم صعوبة هذا وربما استحالته احيانا لان الدكتاتورية والجلوزة والصنمية قد ضربت اطنابها منذ 2009 بصورة جلية تماما وتزداد كل يوم. وما حصل في ساحة التحرير هو بلطجة وقمع وجلوزة قامت بها الاجهزة الجلوازية ومجالس النفاق والدبج والانتهازية المعروفة على مر السنين والانظمة والتي هي نفسها اجهزة ومجالس ماقبل 2003 ويظهر ان كل ماكنا نحلم به خلال 8 سنوات كان مجرد اوهام وقصور من رمال الديمقراطية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك