ابراهيم احمد الغانمي
بأسى والم كبير اعتصر قلبي تابعت قبل اربعة ايام برنامجا حواريا عن المصالحة ، كان ضيوفه اضافة الى معالي وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية والقيادي في حزب الدعوة الاسلامية عامر الخزاعي عدد من القادة الميدانيين لفصائل مسلحة دخلت مؤخرا في مشروع المصالحة من دون ان يكشف مقدم البرنامج عن اسماء تلك الفصائل.لسنا بحاجة الى ان نضرب اخماسا بأسداس ونخمن ونتوقع اسماء الفصائل المسلحة التي القت السلاح ودخلت في مفاوضات مع وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية لتنضم فيما بعد للعملية السياسية، فقد كفانا معالي الوزير الخزاعي هذا الجهد وكشف هو بنفسه اسماء الفصائل، وهي جيش المجاهدين، وجيش الراشدين وحركة حماس العراق، وكتائب ثورة العشرين ، والطريقة النقشبندية، وجيش الفاتحين، وجيش المرابطين، وفصائل اخرى.هذه الاسماء التي ذكرها اكثر من مرة وبأفتخار شديد السيد الوزير اقترنت طيلة الاعوام الستة الماضية بأغلب العمليات الارهابية التي استهدفت ابناء الشعب العراقي بمختلف مدن ومحافظات العراق، وبناه ومنشاءاته الحيوية والمؤسسات والدوائر الحكومية.من حق أي عراقي ان يسأل معالي الوزير، كيف تأكدت بهذه السرعة ان الذين دخلت في مفاوضات معهم وقررت ادخالهم بالعملية السياسية ان السلاح الذي القوه اليوم ظاهرا لم يقتلوا فيه الناس الابرياء من ابناء هذا الشعب المظلوم؟.وهناك اسئلة واثارات اخرى خطيرة للغاية.. تحت أي مسوغ واي سياق ينفرد وزير معين بملف خطير ، بل بأخطر ملف في العراق سياسيا وامنيا وانسانيا وقانونيا؟.. اين مجلس الوزراء واين البرلمان واين هيئة المساءلة والعدالة واين دماء الافف الابرياء التي اريقت والارواح التي ازهقت، والثروات التي تبددت؟..من هؤلاء الذين يريد معالي الوزير المجاهد ضد الظلم والطغيان والديكتاتورية والاستبداد ان يتصالح معهم ويدافع عنهم ويبرر ممارساتهم السابقة التي لايقبلها دين ولاعرف ومبدأ ولا قانون؟.ينبغي قبل ان تتصالح الدولة مع هذه الفصائل ان تفتح ملفاتها بالكامل، وتعرف العراقيين بقياداتها وكوادرها ومسؤوليها وتأريخ وحاضر هذه القيادات والكوادر.وينبغي ان تتصالح الدولة قبل ان تتصالح مع القتلة والمجرمين والارهابيين مع الضحايا وتعيد الاعتبار لهم وتمنحهم وتعوضهم ماديا ومعنويا كما قال امام جامع براثا الشيخ جلال الصغير وكما يقول العقل والمنطق.اذا كان السيد الوزير ينفذ اجندات خاصة يراد من ورائها تحقيق مكاسب واحراز نقاط لحزبه او الكتلة السياسية التي ينتمي اليها، فهذا امر خلاف الامانة والوطنية والمسؤولية الشرعية والدينية والاخلاقية والانسانية تماما.كان الاجدى بالوزير وكل شخص مخلص وحريص ووطني ان يتحدث عن انزال العقوبات بالمجرمين والقتلة، وانصاف ضحاياهم ، لا ان يكون عرابا للمصالحة مع قتلة الشعب العراقي من ارباب وادوات تنظيم القاعدة الارهابي وحزب البعث العفلقي الصدامي. من دون ان يتنبه الى انه حين يصافحهم فأن يديه تتلطخ بدماء ابناء شعبه المظلوم الذي اوصله الى هذ المنصب وجعله يكون اسما ورقما في عالم السياسة.
https://telegram.me/buratha