حمودي جمال الدين
حسجهالحسجه الجيم بثلاث نقاطكلمه جنوبيه اشتهر بها أهل الناصريه خصوصا وهي كلام مبطن يستعاض به عن المسمى الحقيقي لحدث او تصرف معين و عادة ما يكون بيتا من الشعر او جمله ولا تخلو الحسجة من الخبث, وابعد الله عنكم يااهلنا في الناصريه عما التصق بكم زورا من صفة الخبث فانتم اسمى وارفع ممن يسئ لكم بسوء.ولكوني عجنت من هذه الطينة الطيبه ورضعت من نسيجها ولحمتها خصالا وسيرة ومعرفة وحياة فلا غرو ان ااخذ من حسجتها اسلوبا الوذ به من الشبهات متماشيا مع مبدا ((التقيه واجبه)).كل هذه المقدمه واللف والدوران هو من اجل الدخول في حدث صولة التحرير او ما اصطلح عليه بصولة العقال وكم كنت حزينا على تاج الرأس ومفخرة العشيرة والمضيف وتمام الهيبة والانا قه التي تزين حاملها شموخا وعزة وجاه كيف يمرغ ويدنس هذا التاج بأجساد ووجوه فتية نضره من شباب هذا الجيل الذي اراد ان ينبه السادرون من حكامه وسياسيه الى انهم سلكو طريق الخطا والاعوجاج وانحرفو في مسيرة بلدهم الطاهره التي عمدوها بدماء آبائهم واهلهم لاكثر من ثلاث عقود ونيف خلت قللبوها على ضرام وحسك وظلام .فلا ضير في التظاهر والهتاف والثأر للارواح البريئة التي أزهقت على أيدي القتله والسفاحين في عرس الدجيل فهي جريمة نكراء لا نضير لها والكل يتفق على معاقبة مجرميها باقسى عقوبة يستحقها مرتكبيها على ان يكون التظاهر بحسن النية والقصد الذي خرجت من اجله وليس بتحريف وتشويه هدفها النبيل والذي للاسف بانت حقائقه وكشر عن انيابه القذره في الاستخدام المقرف و الهزيل لافشال المطالب الصادقه والشريفه التي ينادي بها شباب العراق من اجل اصلاح المسيره ووضعها على الطريق الصحيح .كثيرة هي المحطات المتشابه التي تتوقف عندها الاحزاب التسلطيه والدكتاتوريه حيث تتلاقح وتتناسخ في تقمص الادوار وبالاخص في الاخفاقات والفشل الذي يعتريها اثناء ممارستها للحكم التعسفي ولكي تغطي وتتستر على ذلك الفشل تعمد الى تصرف يطغي عليه الارتباك والتسرع مصحوبا بالغباء بغية لملمت ذلك الفشل باسرع ما يمكن الا انها تقع في خطا اكثر فداحة وجسامة من الفعل الاول وينطبق عليها المثل القائل( اج يعدلها عماها) .وتاريخنا القريب مع النظام البعثي المقبور في زمنيه البكر وصدام يذكرنا بالممارسات الفجه والفاحشه التي تزكم النفوس نتانتها وفضاعتها والتي لا يزال العقل الجمعي العراقي الذي عاش تلك السنوات السوداء من عمر العراق او الذي مر عليها قارئ لتاريخها قد يتجاوز الجرائم والسياسات الرعناء التي زجت العراق بحروب مدمرة أحرقت الضرع والنسل وتنصلت عن كل العهود والمواثيق التي قطعتها مع نفسها والاخرين وغمست ايام العراق بالدم والتراب ,قد نتجاوز الوقوف عندها لانها سليقة وسياق جبل عليه النظام المقبور واضحى سلوكا ونهجا تعبويا يلمسه ويعيشه العراقيون من اول يوم وطئت سلطة البعث سدة الحكم .لكن بين ثنايا تلك الجرائم والاخفاقات الكبيره للنظام البائد هناك نتوآت شاخصه فاقعه تنم عن مدى الغباء والعنجهيه والاستهتار والنظرة الدونيه لعقول العراقين والتلاعب بمشاعرهم ظلت راسخه باقية في ضمير العراقين واذهانهم كنكات ومفارقات خائبه هزيله يتندرون بها تنم عن مدى الغباء والخداع والتضليل الذي كان يمارسه النظام في سبيل التستر والتمويه على جريمة وفاحشة كبيره اقترفتها يد النظام ويصعب او يعجز عليه اخفائها ولملمتها فيحاول تغطيتها خوفا من شيوعها وخروجها للعلن وتحضرني الذاكره لبعض من هذه الجرائم التي اخرجت بمسرحييات فجه مرتبكة مضحكه كانت مثارا للسخريه والاستهزاء من قبل العراقين لحكامهم الاغبياء التي عميت قلوبهم قبل ابصارهم احاول التنويه فقط لتلك المحطات وما على اللبيب الا ان يربط حسجتها ويسقطها الى ما يحاكيها على بعض من اخواتها في عصرنا التحرري الديمقراطي.اغتيال المهندس فؤاد الركابي الذي يعتبر من المؤسسين الاوائل الذين ساهمو بادخال افكار حزب البعث الى العراق وكان من اصغر وزراء حكومة عبد الكريم قاسم وله الفضل الكبير في تقديم صدام للحزب واشراكه في العمليه الجبانه بمحاولة اغتيال عبد الكريم قاسم بشارع الرشيد كما له الفضل عليه في ترفيعه الى عضو عامل في الحزب بعد فشل المحاوله وهروبه الى سوريا وصدام حفظ الجميل له لهذا كافئه بزجه بالسجن وبعد ان قضى ردحا طويلا في السجن وصدر امر اخلاء سبيله بالواسطه كثر عليه ان يخرجه حيا فافتعل له مكيدة بان ادخل عليه سجينا قبل خروجه بيوم ليذبحه في السجن فاين تكمن ضحالة وخسة هذه الجريمه عندما يخرجوا مسرحية او تمثيلية فاقعه ركيكه ان المجرم عمد الى قتل الضحيه كون السيد فؤاد اعاب عليه تلكؤه في بعض الحروف اثناء نطقه بها لهذا استشاط منه غضبا وارداه قتيلا .لم يثق بروايتها العراقيون واحسو بمدى ركاكتها وكذبها وتلفيقها لكنها ظلت على مرور الزمن ملازمة للرياء والكذب والتظليل الذي ينتهجه حزب البعث وفي الكيفية التي يتستر وبغطي بها جرائمه ومساوئه حتى ولو كانت على حساب التلاعب بعقول العراقين . اما الاخرى من مكائد هذه الحفنه الغبيه هو عملية اغتيال العقيد عبد الكريم مصطفى نصرت من اللذين جاءوا بالحزب العفلقي الى سدة الحكم في يوم شباط الاسود الا انه وبعد كشفه لزيف عصابة صدام والبكر البعثيه وابتعاده عنهم منشقا مع الجناح اليساري كما سمي في حينه اصرو على التخلص منه بان سخرو له من يقتله في بيته ويظهره على شاشة التلفزيون مدعيا بانه شاذ جنسيا وراوده عن نفسه ولتغطية هذه الجريمه وتميعها للعراقين يخرجوا مسرحية اخرى صباح اليوم التالي باعدام الجواسيس وتعليقهم وسط ساحة التحرير والعراق كان يعج بالجواسيس من كل حدب وصوب .تليها ظاهرة عدنان القيسي التي ملئ الشارع بها دويا وصخبا من اجل الهاء الناس عن معاناتهم اليوميه في صراعهم مع لقمة العيش وفساد السلطه والتطاحن بين رموزها واخماد المناوئين والمعارضين لها .اما ظاهرة ابو طبر التي خلقت الذعر في قلوب البغدادين وساوت بين نهارهم وليلهم فكانت حديث البيت والشارع والعمل والمدرسه وفي كل مكان ,كانت مثارا للتساؤلات التي يشوبها الغموض والتكهنات ممزوجة بالخوف والترقب. وكلها كانت من اجل اشغال الناس والتمويه للوضع السياسي المرتبك والمهزوز التي تعانيه السلطه والحزب ,للتغطيه على الاغتيالات و التصفيات الجسديه في الاقبيه والسجون السريه.التمثيليه السمجه في التآمر على الدوله والحزب في 1979 والتي حاك بنودها صدام واخرجها من الديباجه الى الشاشه ليشاهدها المتلقي العراقي ويتعاطف مع دموعه البريئه من ادران الرذيله والخديعه والفسق, هذه التهمه التي نسج خيوطها كي يتخلص من كل مناوئيه من القيادين المنافسين له والتي كان يحس بندب يضمرونها له في قلوبهم من سنين, بعد ان دانت له كل رقاب السلطه والدوله في تنحية البكر وازاحته تماما من الواجهة. .ياترى هل صدقها العراقيون في حينه وتكللو بالحزن والاسى متماهين مع حزن والم قائدهم المغدور من رفاقه المقربون الذين تآمرو عليه ؟؟ ام غصو بابتلاعها ولم يهضموها حيث اعدوها مع مثيلاتها التي سبقتها كمؤامرة ناظم كزار وغيرها والتي تلبست بالحيل والمكر والدهاء.قد أتجنى على الحافظة العراقيه التي يمتلك خزينها الالاف من هذه الامثله التي زخر بها نظامهم البائد الا انني اردت فقط التذكير للتنشيط والتحفيز لهذه الذاكره التي ربما يصيبها الخمول والكسل فتتناسى في هذا الخضم المتلاطم الاعيب ومكائد المتسلطين.
https://telegram.me/buratha