المقالات

ثقافة الغش

928 12:04:00 2011-06-14

عبدالحق اللامي

من المعروف والذي لا يحتاج إلى أن يتمنطق أحد ويبدأ بجنجلوتية ليس لها أول ولا آخر ليشرح للناس أن الغش مذموم مرفوض حرام يا (ولدي) فقد حرمته الشرائع السماوية والوضعية وسنن الأنبياء والرسل والقوانين والدساتير والأصول والسنن المجتمعية واعتبرته سبة وعاراً لايمكن التخلص منهما.نحن كمسلمين وأصحاب أنساب وأصول نتفاخر بها أولى الناس أن نطهر أنفسنا وأعمالنا وتصرفاتنا من هذه السبة المرفوضة والمحرمة، ولكن ما يؤسف له إن الشعوب والدول التي ليس لها علاقة بالأديان ولا تعتز وتفاخر بأنسابها وأصولها طهرت أنفسها وأجهزتها ومؤسساتها منه وحصنت أبناءها وأجيالها ضد طاعونه من خلال التعليم والتربية والسلوك البيتي والمجتمعي وطاردت وعاقبت الغشاشين وعرتهم وفضحتهم أمام مجتمعاتها حتى وصل الأمر بنا أن نضرب بصدق عملهم وتعاملاتهم الأمثال فكان ومايزال العراقيون يضربون المثل بدقة مواعيد الإنكليز وجودة بضاعتهم وصدق تعاملاتهم فيقولون عن الشيء الجيد (شغل انكليز)..المشكلةإن الغش عندنا تحول الى سلوك وتعامل (عرفي) وإن الغشاشين تسللوا الى كل مفاصل الحياة العملية والإدارية والإقتصادية، والطامة التي لايمكن معالجتها إنهم أصبحوا سياسيين ومسؤولين وقادة ورأسماليين كباراً يشار لهم بالبنان، فتفشت ظاهرة الغش في كل مكان وفي أي عمل في الدوائر والمؤسسات والأسواق والأعمال والمدارس والكليات، في الدوائر الأمنية والعسكرية، في البرلمان والحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، في الصحافة والإعلام، في الفن والأدب.إنها طامة كبرى وثقافة تخريب وفساد سادت وانعدام للثقة وحسن الظن تفشت حتى أصبح أحدنا لا يثق بأحد وحتى من يعمل عملا أو يؤدي مهمة بإخلاص حقيقي وتفانٍ يريد به وجه الله تعالى ولطيب منبته وسمو أخلاقه وحبه لوطنه وشعبه (تلعب) القلوب منه وتتهامس الأقوال حول غاياته وتكثر الإتهامات الموجهة إليه. (وكلها تهون)إلاّ أن يصل الغش والغشاشون لأهم مرتكزات بناء الدولة وفق الأسس الحضاريةوالدستورية من سياسيين وقادة وقضاة وتربويين عندها على العراق السلام.فأي مجتمع نأمل وأساسه مغشوش بتزوير الشهادات وعقد الصفقات ونهب الثروات والقتال من أجل المناصب والإمتيازات وتسقيط الرموز والدم المراق بأيدي ودعم ومساعدة من يغشنا بادعاءاته الوطنية وشعاراته السياسية. المشاريع التي طالها الغش والغشاشون بنفوسهم المريضة ممكن أن تصلح رغم كل الخسائر ولكن من يستطيع أن يصلح النفوس ويقوم القادة والمسؤولون ومن يستطع ان يجتث جذور غشهم التي زرعوها في دوائر ومؤسسات الوطن؟ من يستطيع أن يطهر الأيدي التي غمست بالدم البريء والمال الحرام وهي في مراكز القرار؟ ماذاسترث أجيالنا القادمة من هؤلاء الذين أشاعوا في وطننا القتل والخراب ونهب الثروات سوى ثقافة ستصبح في وقتهم قانوناً وعرفاً تنتظم الحياة وفق بنوده وأخلاقياته المنحرفة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك