المقالات

تأملات فدرالية

698 12:39:00 2011-06-14

حافظ آل بشارة

بدأ سنة العراق ينادون بالفدرالية مع ان قادتهم كانوا ينتقدونها ، لكنها وقفة وعي صحيحة ، ترتيبات العملية السياسية منذ البداية جرت على اساس تسميات طائفية و عرقية مزدوجة لذا قيل ان هناك شيعة وسنة وكرد ووصفت هذه الفئات بالمكونات الاجتماعية للعراق ثم بدأت المكونات الاجتماعية تفرخ مكونات سياسية بفعل التمثيل الديمقراطي فهذا حزب سني وذاك حزب شيعي وهذه جبهة كردستانية ، وكل حزب بما لديهم فرحون . على كل حال بدأ السنة في العراق وجريا على هذه التصنيف يفكرون بمشروعهم الفدرالي ، يريدون فدرلة انفسهم بعد ان كانوا يرفضون فدرالية غيرهم ! يقولون انهم شاهدوا بأعينهم كيف يأتي رئيس الاقليم الكردستاني واثق الخطوة يمشي ملكا ليحمل اموال حصته الـ 17% كاملة غير منقوصة من موازنة المركز مرفوع الرأس منطلقا الى اقليمه وسط التوديع والصلوات ، يقابل هذا المشهد الامبراطوري مشهد مسؤولي المحافظات المرتبطة بالمركز وهم يجلسون كالشحاذين على ابواب رئاسة الوزراء وبأيديهم النشاف الورقي وهم يمسحون وجوههم المرهقة وعاملة النظافة الوزارية الحسناء تأمرهم برفع ارجلهم لتمسح الكاشي من تحتها خلال ساعات الانتظار ، بعدها يدخلون في جدالات طويلة مع الحكومة ويلقون الهوان من التقتير وحرق الاعصاب ليحصلوا على تخصيصات محافظاتهم التي لا تغني من جوع ، موازنة محافظة نينوى 250 مليون دولار لانها محافظة مرتبطة بالمركز ، وموازنة محافظة السليمانية 5ر2 مليار دولار لانها محافظة مرتبطة بأقليم ! لذا اصبحت الفدرالية تعني مزيدا من التخصيصات المالية ، مزيدا من حرية القرار والتفكير ، مزيدا من الخصوصية ، هناك توقعات بأن مشروع الفدرالية السنية سينجح ويزدهر لاسباب كثيرة اولها سهولة الاتفاق بين مكوناتهم السياسية حول المشروع والثاني انهم سيتلقون تشجيعا ودعما عربيا واسعا لا سباب تتعلق بالتعاطف الطائفي التقليديي ولانعكاس حقائق الصراع الاقليمي بقوة على المشروع لذا فسوف تحرص العواصم العربية على جعل الاقليم الجديد نموذجا ناجحا ، اضافة الى ان لابناء هذه الطائفة تجربة سابقة في القيادة والادارة وهم الفئة الحاكمة في العراق منذ سقوط الكوفة سنة 40 هـ حتى سقوط نظام البعث وسيديرون اقليمهم بكفاءة عالية ، اضافة الى الوعي الجديد المنتشر في اوساطهم وملخصه ان الاقليم يحصل عادة على امتيازات الاقليم وامتيازات المركز ، هذه القناعات تترسخ يوما بعد آخر في هذه الاوساط مستندة الى قراءة واقعية لمدارس الحكم ، واذا اصبح لدى العراق اقليمان فستبقى الرقعة الشيعية الكبيرة على شكل محافظات منفردة لأن احزابهم غير متفقة ، منهم من يرى انهم اغلبية ويجب ان يحكموا البلد كله وليس تقطيعه ! ومنهم من يرفض الفدرالية مادام على رأس السلطة لكي يحتفظ بامتيازات المركز القوي ، لذا تفقد هذه المنطقة امتيازاتها من نفط وزراعة وسياحة بسبب ادارة مركزية عاجزة وتظل منطقة خرائب متهالكة مع اختلاف العصرين بين خرائب محكومة و خرائب حاكمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك