عادل العتابي
مرت الذكرى الثانية لرحيل شيخ مدربي العراق بكرة القدم الراحل عمو بابا وسط اهتمام شعبي وجماهيري اكثر من الاهتمام الحكومي،فقد تجمع اصدقاء الفقيد في مناسبات مختلفة هنا وهناك في العاصمة الحبيبة بغداد لاستذكار المدرب العراقي القدير عمو بابا،ذلك الانسان الذي احبه الشعب العراقي بكل قومياته ومذاهبه واطيافه واديانه،على مر سني حياته لم يكن عمو بابا الا عراقيا خالصا يحب بلده حبا جما ويريد صداقة الجميع،لم يكن متزمتا في كل شيء حتى في الشدة التي يتعامل بها مع لاعبيه فانه في داخله النظيف يشعر انهم ابنائه جميعا وانه المسؤول الاول والاخير عنهم.قبل ايام مررت على ضريح عمو بابا قريبا من ملعب الشعب وجوار قاعة الشعب المغلقة والقبر يقع على مسافة من جدارية ابطال اسيا،بل يقع خلف تلك الجدارية بامتار،اعتدت في كل مرة يكون طريقي من هناك ان اقرأ سورة الفاتحة على روحه الخلاقة وانا اعرف ديانته تماما الا ان كل رياضي لابد وان يتذكر الكابتن عمو بابا باية طريقة عندما يختلي مع ربه،شعرت في اخر مرة اتقرب من القبر بان الشيخ يرقد خلف تلك الجدارية في دلالة واضحة على ان بصمته كانت موجودة في تحقيق الانجاز الاسيوي المشهود،نعم عمو بابا كان خلف ذلك الانجاز وهو يرقد اليوم خلف تلك الجدارية.قدم الراحل عمو بابا كل مايملك من اجل العراق وكرة القدم العراقية،ضحى بعائلته وكان ضعيفا جدا في لم شمل تلك العائلة،الا انه كان قويا في لم شمل كل ابنائه في مدرسته الخاصة،لم يجعل اي شيء يرتقي فوق العراق او يرتفع على اسم العراق،يلتقط بيديه المرتجفتين ترابا عراقيا نقيا يشمه بحب وعشق ثم يقول لطلابه احبوا تراب العراق،ليعلمهم منذ الصغر حب البلد في طريقة سهلة ورائعة وكبيرة ومحببة للصغار.مات عمو بابا وغادر هذه الحياة الفانية الا ان ذكراه العطرة تبقى في نفوس الكثيرين فهو صاحب المواقف الكبيرة والرجولية التي عجز ان يقفها من هو اقوى منه واكثر منه تمكنا من اللغة العربية،الكثير عندما يتذكر الكابتن بابا فانه يتذكر تلك المواقف التي خلدته وجعلته علما بارزا من اعلام كرة القدم،ففي ذكراه الثانية نعود الى حياة حافلة بالانجاز والبطولات والمحبة الكبيرة التي تركها عمو بابا للاجيال وهي تتناقلها اعتزازا بهذه الشخصية الرياضية الكبيرة،رحمك الله يا ابا سامي وانك في جنان الخلد بأذن الله لانك احببت العراق ومن يحب العراق لن يمسه السوء ابدا.
https://telegram.me/buratha