عبد الكاظم محمود
قال تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )
لقد حملَّ الشعب العراقي قيادته والكثير من المسئولين الذين انتخبهم أمانة حماية قضيته وتوفير المعيشة الكريمة لهذا الشعب وتوفير الأمن والأمان له ولكن للأسف الشديد كثير منهم غيرتهم الأيام والمناصب الزائلة وغيروا مبادئهم بسبب وهم اسمه المنصب تركوا أبناء جلدتهم ومحبيهم وتنصلوا من مبادئهم وحتى من أهلهم ومعارفهم , كثيرون هم من ساقتهم الدنيا وراء أوهام فارغة فاعتقدوا أنهم بملامستهم أطراف الكرسي والجلوس عليه أنهم أصبحوا ملائكة وأنهم باتوا من عالم آخر ونسوا وتناسوا أن ذلك المنصب ما هو إلا لفترة محدده وقد ينهيها الشعب في أي لحظه وينتهي كل شيء فاعتقد البعض من أصحاب النفوس الضعيفة انه بوصوله إلى ذلك الكرسي أو ذلك المنصب أنه أصبح فوق القانون وأنه الملك فنسي لما هو في هذا المنصب نعم انه تناسى الكبير والصغير تناسى الشيخ والطفل والشاب والمرأة تناسى كل من منحوه الثقة كي يكون المتحدث باسمهم ولم يعد يفكر بشيء إلا المنصب والخدم والحرس والسيارات الفارهه وغير ذلك من مكاسب شخصية لا تعود على المواطن العراقي الذي اختار هذا المسئول أو ذاك ليكون في خدمته وليحقق له مطالبه نعم لقد تغير الكثيرون ممن كانوا يلهثون وراء أصوات أبناء شعبهم وباتوا بعيدين كل البعد ولم يفكروا للحظه أن من أوصلهم إلى الوزارة أو المنصب هم أبناء شعبهم ,الذين تنكر لهم هذا المسئول ولم يرد لهم الجميل ,وهنا أُذكر هذا المسئول أو ذاك أن المناصب زائلة وأن القيادات أوهام ولن تبقى إلا الروح الطيبة والمعاملة الحسنه والتي تبين بالفعل معدن الإنسان وهى التي تخلق روح المودة والصداقة ,ومهما طال الزمان أو قصر فأنت عائد لا محالة إلى حضن الشعب والى المدينة والى القريه والهور وهو من سيحكم عليك ويحاسبك حتى لو ذهبت لآخر الدنيا وفكر جيداً ياعضو البرلمان وايها المسؤل ويا ايها الرئيس والقائد والوزير كم من الرؤساء ذهبوا وتركوا كل المناصب بل منهم من كان يعتقد نفسه إمبراطورا وها هو الأن يحاسب من أبناء شعبه وكم من الوزراء الآن يُحاسبوا أمام القانون لارتكابهم الخطيئة بحق شعوبهم , وكم منهم من دخل السجن بل ربما قد تكون نهايته مؤلمه, فعليك التفكير بعمق وتذكر قول الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهلهوهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعيةٌ وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم فيمال سيده راعٍ وهو مسؤول عن رعيته). نعم كلكم راع كلكم موجودون لخدمة أبناء شعبكم , فكثير من الوجوه قد رحلت مأسوفاً عليها وكثير من الوجوه قد ترحل غير مأسوفاً عليها,إليكم يا مسئولي هذا الوطن حكومته وقادته وغيرهم كل حسب موقعه ويا من كنتم الحريصون على المنصب ,فكروا بشعبكم وليس بأنفسكم فكروا في كيفيه الخروج بالشعب من المأزق ولأجل لقمه العيش والحياة الكريمة , وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحُاسبوا وتأكدوا أن المناصب زائلة لا قيمه لها والدوام لله وحده فهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء , ان الشعب في انتظار حساب من اخطأ وان المواطن العراقي أمانه في أعناقكم ,وأنتم من تحملتم هذه الأمانة فلا تخونوا أماناتكم وكونوا جديرين بالاحترام والثقة وفكروا في كل لحظه تمر بالوطن
https://telegram.me/buratha