بقلم علي الموسوي / هولندا
مايجري اليوم من تطور في العملية السياسية في العراق ليس بعيدآ عن المتابعين والمهتمين بالشأن السياسي العراقي وبالتأكيد سنجد العوامل والأسباب سواء كان ذلك من اخفاقات أو نجاحات وبالتالي سيتحمل وزر هذه الأمور من يتصدى لها ومن أي جهة سياسية كانت ... وسينال ( الثناء والمديح ) أو ( التقبيح والتجريح ) ، وهذا مااعتدنا عليه في كل الانظمة الديمقراطية في العالم ، والعراق شأنه شأن الآخرين في عملية التغير من النظام الشمولي الديكتاتوري الى النظام الديمقراطي وفقآ للمعطيات والضروف التي تسوده وتحكمه ... وحسب فهمي المتواضع للحالة السياسية والجغرافية والتاريخية والثقافية والعشائرية في العراق فانه مختلف تمامآ عن باقي دول العالم والمنطقة وان هذا البلد أسير الخيارات والرغبات الداخلية منها والخارجية !!! وبعبارات أوضح سوف لن تتطبق ديمقراطية الغرب المتمدن على الشرق المتأخر للمعطيات التي ذكرناها ، وعلى السادة المتصدين ألا يبالغوا كثيرآ في تصوراتهم الديمقراطية لهذا البلد وعليهم أن يصحوا من نوم الغافلين !! ويتعاملوا مع الواقع والمعطيات التي بين أيديهم ، وأن يكون همهم الأول والأخير هو تقديم الخدمات واعمار العراق لا الدخول في النزاعات والتوترات ومحاولة الحصول على الغنائم السياسية والاقتصادية والتخطيط البعيد بالبقاء والحكم !!! وقد تكون في هذه الأمور جوانب ايجابية لو كانت تبنى بشكل مدروس وجماعي .. ومن هذه المعطيات أيضآ هي عدم الذهاب بعيدآ في تطبيق الأنظمة والقوانين الدولية التي لاتتلائم أصلآ مع واقعنا العراقي فما لدينا ليس لدى الغرب والعكس هو الصحيح !!.. فبالأمس القريب أراد الصداميون للعراق حكمآ علمانيآ ففشلوا !! وأرادواه مذهبيآ فأخطأو !! وأرادوه حزبيآ ومن لون واحد وأخذوا العراق الى الكوارث والويلات بتصرفاتهم الحمقاء والأحادية التفكير ... ويبقى السؤال ماذا عنا اليوم !!؟؟ لماذا نقف عاجزين وقاصرين عن ادراة كفة البلاد ؟؟؟؟ هل نحن عاجزون في الجمع بين كل الخيارات المتاحة لدينا في طريقة الحكم وتطبيقها على أرض الواقع في العراق ؟؟؟ هل سنجد اليوم طريقة خاصة بالحكم في عراق المقدسات ؟؟ هل سنأخذ في الحسبان التلون الديني والمذهبي والعرقي ؟؟ هل ستحكمنا الأغلبية السياسية بعد ان فشلنا في تطبيق المحاصصة وتشكيل حكومة الاتفاقات وتوزيع المناصب السياسية والسيادية لا على الكفاءة والتاريخ بل على مبدء هذا لك وهذا لي !!!! والى متى علينا أن نجامل الآخرين في أخطاءهم ؟؟ لماذا نقف عاجزين عن محاسبة المقصرين ومن دون استثناء لمنصب المسؤول ومكانته !!لماذا لا نحاسب رئيس الجمهورية لرفضه التوقيع على اعدام المجرمين والفاسدين ؟؟ ألم يؤدي السيد الرئيس القسم في البرلمان والعمل بالدستور العراقي وأن يكون مخلصآ للشعب والوطن !! وهل ان السيد الرئيس عاجز ومريض لكي يوقع السيد النائب بمكانه ؟؟ أم أصبح التوقيع مسألة مزاجية ومجزأة !! أليس ذلك حنثآ بالقسم !! ثم لماذا نسمح لانفسنا أن نكون أسرى لعلاوي والعاني والمطلك ومن لف حولهم أليس هذا ضعف منا !! والى متى يمكننا التلاعب بالوقت والزمان ، فكل شئ أصبح مكشوفآ .. ياسادة ياكرام .. صدقونا ولو مرة واحدة ، صحيح اننا غاضبون عليكم ولكننا ناصحون لكم ويؤلمنا جدآ عندما يسخر البعض منكم ...!! انزلوا الى الشارع أو اخرجوا القطن من آذانكم لكي تسمعون الحقيقة المرة ، وان كانت آذانكم صماء فنصيحتي لكم ان ترحلوا وتسلموا البلاد لمن لديه آذان سليمة وصاغية .... أيها الحاكمون الجدد ، أرجوكم أن ترجعوا ذاكرتكم الى الوراء قليلآ فلم نكن يومآ أعدائكم ونحن أول من فتح الأبواب والبيوتات لكم ومضينا معكم من مجلس الى مجلس لتلقوا محاضراتكم وتتعلموا معها طريقة الحوار والحديث !! وتحثوا اخوانكم في المهجر على مواصلة طريق ذات الشوكة أيام نظام صدام المقبور !! ألم نقدم القرابين وكنا صيدآ سهلآ للأرهابين من أجل انتخابكم وقدمنا قوافل من الشهداء لتحكموا أنتم !! وقد تحملنا الأذى في العراق وخارجه ايمانآ منا بتحقيق أهدافنا باسقاط الطاغية واقامة نظام يحكمه الحرية والعدل والمساواة ! اليس لدينا كل الحق في محاسبتكم وتصحيح أخطاءكم لأننا وبكل بساطة أصبحنا واياكم في مركب واحد .. أما آن الآوان من رسم خارطة طريق جديدة لحاكميتكم المجيدة ؟؟!! وانقاذ ماتبقى من ماء الوجه !!! أم علينا تصديق مقولة الثورة يخطط لها الحكماء وينفذها الابطال ويحكمها الانتهازيون !!! أم هذا هو قدرنا وسنقف متفرجين حتى يقع الفاس على الراس !! خيارات أحلاهم مر وبشر الصابرين ......
https://telegram.me/buratha