مهند العادلي
السائر في شوارع وطرقات محافظات ومدن العراق يرى ويشاهد في التقاطعات المرورية و قرب السيطرات الامنية مناظرا مؤلمة خاصــة وانت تــرى اطفـــالا وشبابـــا يعملــون فــــي اعمــــال مقنعـــة ومغلفــــة بالبطالـــة وعندمـــا تستفســـر عـــن السبب يجيبـــــوك فــــي الحــــــال ( نحن نسعى وراء لقمة العيش ) .البعض من هولاء الاطفال هم من التاركين لمقاعد الدراسة وفي اغلب الاحيان تجدهم هم المعيل الوحيد لعوائلهم بسبب فقد معيلها اما بسبب الوت الطبيعي او الموت بسبب الاعمال الارهابية او اسباب اخرى مثل المرض او دخول السجن وغير ذلك من اسباب اخرى ,والبعض الاخر من هولاء الاطفال يكون السبب هو قلة الوارد الذي يأتي به المعيل او الاب لتلك العائلة فتضطر الى ان تجعل ابناءها يعملون من اجل المساعدة في توفير لقمة العيش التي تحتاجها العائلة وفي كثير من الاحيان حتى فتيات تلك العوائل تجدها تعمل كذلك من اجل لقمة العيش , واما الشباب العامل في البطالة المقنعة فأنك تسمع منهم قصص العجب العجاب فمنهم المتزوجين والذين لم يحصلوا على فرصة العمل في قطاعات الدولة ولا حتى في القطاعات الخاصة بسبب الرشاوى والفساد المالي لكي تحصل على فرصة العمل وهو يقول لك في هذا الجانب ( ما أدفعه من رشوة ومال في سبيل الحصول على وظيفة عائلتي اولى به من الفاسد الذي يأخذه مني ) وانا لا مفر لي سوى توفير لقمة العيش حتى لا اكون انا و زوجتي عالة على اهلي وعلي توفير مصدر الرزق بنفسي دون الاعتماد على اهلي , والبعض الاخر من هولاء الشباب يكون السبب في عمله في هذا المجال من بابا استغلال العطلة الصيفية ومحاولة تخفيفي العبء على العائلة قبل مطلع العام الدراسي الجديد وهو يوفر لنفسه مستلزمات الدراسة من ملابس وقرطاسية وبسبب غلائها من عام الى عام وهو بذلك يخفف عن عائلته عبء وحمل ثقيل كل هذه الاسباب المجتمعة تدعو السادة المسؤولين الى مراجعة ما يجري ويحدث في العراق وواقع الحال الذي يعشيه الشباب والضياع والتشتت وكذلك فقدان الامل بالغد وكل تفكيره ينحصر في يومه فقط وكيف يستطيع توفير لقمة فيه العيش , والمستقبل القادم سوف يجعلنا نخسر الكثير من طاقات شبابنا الضائعة في اعمال البطالة المقنعة ...
https://telegram.me/buratha