المقالات

زينب... صرخة الصبر والتحدي

1028 17:25:00 2011-06-16

حسن الهاشمي

سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري، بل إنها هي التي علمت الصبر كيف يصبر إزاء ما يواجه من محن وصعوبات وبلايا وكروب، تلك المعلمة غير المتعلمة والفهمة غير المفهمة التي علمت وأفهمت الإنسانية معنى التصبر والتجلد والتحمل والأناة في سبيل المبدأ وفي سبيل الهداية والرشاد، تارة يتحمل الإنسان المشاق في سبيل مكابدة الحياة القاسية ليعيش حرا كريما دونما احتياج لاسيما إلى شرار الخلق ذلك جيد، والأجود منه أن يتحمل المشاكل والنوائب تصليه لإيصال كلمة الحق إلى آخر نقطة على هذا الكوكب، هدفه وديدنه أن يحمل معول التحدي ليهشم رأس الصبر بحلمه وأناته ريثما تتذوق البشرية طعم الحرية، هذا النوع من الصبر كانت تتمتع به السيدة الحوراء لإسداء معروفها ليس على معاصريها فحسب بل على الإنسانية وفي كل زمان ومكان. السيدة زينب عليها السلام حفيدة الرسول، المشعل الذي أنار الدرب للثائرين من أجل العقيدة، البطلة التي أجّجت الثورة في وجه الباطل، ومزّقت دنيا الظالمين، وجعلتها أرقا يلاحقهم أينما حلوا وأينما ارتحلوا، ما زالت كلماتها كالسياط تنهال على عواتقهم موبخة: (كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد)، ما زالت تلك الكلمات الصاعقة تتلوى على أفئدة الظالمين وتجعلها ملتاعة متضجرة مرتابة تنتظر حظها العاثر على حين غرة، طالما الإسفاف والسقوط ينتظرهم على أيدي من أكتووا بنار حقدهم وطيش جهالتهم وتمادي ظلمهم وجورهم ونزق شهواتهم وميولهم الشخصية، نعم باتت عروشهم مهددة ما دام من يعيش بأوساطهم أناس قد ارتشفوا من نبع حسين الثورة وزينب الكلمة وسجاد الحكمة، الذين علموا الإنسانية وما زالوا كيف يواجهون الطغاة المارقين الفاسدين، وكيف يقولون للعهر والفساد والظلم لا وبمليء الأشداق. السيدة زينب عليها السلام بضعة الزهراء، التي تحمّلت المسؤولية كاملة بصمود وإخلاص في أداء الرسالة الخالدة، والتي شاركت في الدّور القيادي للدعوة وامتداد كلمتها، تتحدى الطغاة بما تحمل من فكر وقاد وحكمة متأججة وثقافة هادفة، إنها مسؤولية ضخمة ولا ضخامة الجبال الشاهقات، مسؤولية تصحيح المسار والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات الناس بمعتقداتهم بأموالهم بأعراضهم بحريتهم بدمائهم بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بمجرى حياتهم، تلك المسؤولية التي تحمل الأنبياء والأوصياء والصالحين إزاءها المشاق والمصاعب لكي نعيش نحن من بعدهم أحرارا لا يستعبدنا الطغاة ولا يستضعفنا المجرمون مهما تمادوا ومهما توغلوا في ظلمهم وشيطنتهم، فإن شبح الصرخة الزينبية ما زال يطاردهم وينغص عليهم معيشتهم ويجعل حياتهم التي يختالونها هانئة يجعلها سرابا قفرا تكون عبرة لمن اعتبر في زمن كثرت فيه العبر وقل المعتبر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك