بقلم علي الموسوي / هولندا
ضعوا الأحقاد جانبآ وتحلوا بالعقلانية وانصفوا العاملين منكم ..... اخترت هذه الكلمات المؤثرة للتعبير عن الواقع المؤلم الذن نعيشه اليوم في بلدنا الحبيب ... اعتاد الغرب والدول المتمدنة بتكريم المبدعين والمفكرين والعلماء والسياسين الناجحين الذين بذلوا كل ما لديهم من أجل أوطانهم وشعوبهم ، وهي نتيجة طبيعية لسياسة يحكمها العدل وان ( الحاكم الكافر العادل خير من الحاكم المسلم الجائر ) ومن المحزن جدآ ان نرى العراق دائمآ متخلفآ عن هذا الركب الحضاري وهو في الاتجاه المعاكس !!... ولازلنا نحن نعلم أبناءنا ونحدثهم عن التاريخ والوطنية وبلاد الرافدين ونتغنى بهما ونقول كان أبي !!.. وندرك جميعآ لماذا لانستطيع القول هاأنذا !!! والأكثر ايلامآ هو اننا شعب يجيد الحديث والشعر والأدب والسياسة وكلنا أصحاب رأي وباختصار ( رؤوس بصل ) وهذا السر الذي يكمن في غرورنا واخفاقنا ... وكلنا يعلم كم من الطاقات والعقول نجدها في الداخل والخارج ، ولاأحد يريد السؤال عنها والاهتمام بها ، بل لو حاولنا أن نبادر خيرآ بأنفسنا سنجد الضربات تتوالى علينا من دون رحمة ولاسبب الا اللهم الاحساس بالغيرة والفشل والخوف الطبيعي الناتج من الخسارة والهزيمة ....وللأسف الشديد تتصدر هذه المعادلة الفاشلة بالتهديد والوعيد وكواتم الصوت والاصقات ويموت الحوار ونمشي في الجنازة معزين ونذرف الدموع ولكننا نعلم اننا كاذبون منافقون تهتز دكة الموت من الجناة ولاتهتز لنا شعرة ......سؤال يطرح نفسه وبالحاح شديد ؟ ماذا جنينا من عملية التغير السياسي في العراق ؟؟ ماذا قدمنا للعراق والعراقيين ؟؟ لماذا حاولنا قتل كل مبادرة خيرة من هذه الجهة السياسية أو تلك ؟؟ لماذا شكلنا تحالفآ رباعيآ بمبادرة عزيز العراق رحمه الله ولماذا أجهضناها بعد ان استقوينا ؟ ولماذا ندعوا اليوم الى تشكيل هذا التحالف واعادة صياغته من جديد ؟؟ !! هل هو ترف سياسي أم نزوة الجاهلين أو خطأ ستراتيجي ؟؟.... أسئلة كثيرة تدور في رأي الجمهور يريد اجابات واضحة عليها ... ولعلي أستطيع الاجابة عن البعض منها ..في البداية يجب تذكير القارئ العزيز وباختصار شديد عن الدور الذي لعبته الأحزاب والكيانات السياسية منذ السقوط الى يومنا هذا وسنكتشف هناك خللآ واضحآ في طريقة التقييم والمساندة ..من منا لايعرف ماقدمه المجلس الأعلى من اطروحات وأفكار ساهمت في رفد العملية السياسية ؟؟ ومن منا لايعرف حجم التضحيات التي قدمها أبناء شهيد المحراب في سبيل ارساء القواعد الصحيحة لبناء عراق تسوده الحرية والديمقراطية ؟؟ ومن منا لايعرف حجم الأضرار التي أصابت المجلس الأعلى وكوادره وذلك لاصراره في الدفاع عن المبادئ الأخلاقية والثوابت الوطنية التي كلفت المجلس الأعلى ثمنآ غاليآ خصوصآ في الانتخابات الأخيرة ؟؟ ورب ضارة نافعة كما يقولون ، خصوصآ بعد أن شاهدنا اليوم توافق عربي سني وشيعي لمتبنيات المجلس الأعلى في فيدرالية الأقاليم ، بل أصبحوا هم من يدعون اليها !! وجميل أن ترفع أول تهمة ظالمة عن المجلس الأعلى بالتبعية والتقسيم ! ومن الأجمل أن نجد توافقآ لكل الأطراف السياسية بضرورة الحوار والتفاهم السياسي والايثار ونكران الذات ، وهي من ثوابت المجلس الأعلى ولست هنا بصدد الدفاع عن المجلس الأعلى وقد بينا في أكثر من مقالة عن الأخطاء والمشاكل التي وقع فيها المجلسيون كما بينا أخطاء الآخرين ولكن علينا أن ندافع عن الحقائق الدامغة لدى جميع الأطراف ... ويبقى تحذيرنا الأخير لمن يفكر أو يستهويه اعادة التحالف الرباعي القديم بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة والطرفين الكرديين في ان الوقت الحاضر كمنفذ لاخراج العملية السياسية من حالة الركود وعدم الاستقرار الحالي ، نؤكد لكم وبدون أي تردد ان رأي الشارع العراقي رافض لمثل هذه التحالفات وبات هذا الأمر صعب المنال والتحقيق وأصبح غير مناسب لاعادة هذا التحالف وان اقصاء الأطراف السياسية الأخرى وخصوصآ التيار الصدري سيضع البلاد على كف عفريت ويعدنا الى نقطة الصفر ، وأما التهديدات الجوفاء والتصريحات النارية التي نسمعها فهي لاتغن ولاتسمن وان علاوي وجماعته ذاهبون ولاخيار لهم الا الرضوخ والانقياد للعملية السياسية واننا نعتقد جازمون ان هذا الرجل سوف يستخدم الاعيبه الملتوية من جديد في سبيل الايقاع بين الاسلامين أنفسهم كما فعلها في دعمه بالترشيح لفلان وفلان ثم تخلى عنه في أول فرصة وعند تقديم أول كعكة له ، فأحذروا هذه النماذج المقنعة ولاتكونوا كالسمكة مأكولين مذمومين !!!!!....
https://telegram.me/buratha