المقالات

الصلح سيد الحلول /

685 11:37:00 2011-06-16

حافظ آل بشارة

هدأت اجواء التوتر بين ائتلافي العراقية ودولة القانون نسبيا ، في الشارع لا يوجد تعاطف شعبي مع اي من الطرفين المتنازعين واخبار فوز برشلونة هي الاهم دائما ، لكن الناس خائفون من موجات عنف انتقامية متوقعة بعد هذه النزاعات ، يقال ان هناك مبادرة للمصالحة بين الطرفين تقوم بها جهة وطنية محترمة ، ما هي الاسس التي سوف تعتمدها المصالحة ان وجدت ؟ وهل اكتشف اصحاب المبادرة حلولا معجرة لا يعرفها أحد ؟ المصالحة المفترضة لا تنجح ما لم تستند الى شروط مثل : ان يكون الساعي بالمصالحة موضع ثقة من الطرفين وقادرا على فرض خياراته باستخدام تأثيره الذاتي المعنوي عليهما الى المدى الذي يجعلهما مستعدين لابداء التسامح في مواقفهما ارضاء لصاحب المبادرة . وان لا يكون في هذه المصالحة تجاوز على القانون والدستور وصلاحيات القضاء وبقية السلطات ، يجب على المبادرة ان لا تحرم حلالا ولا تحل حراما ولا تبرئ مجرما ولاتجرم بريئا ، وان يجري الاخذ والرد فيها ضمن المساحة المسموح بها للاطراف الثلاثة بدون موانع قانونية ، ولتصفية القلوب من الضغائن الافضل ان تجري الجهة الساعية احصائية بالتهم والشتائم والتصريحات والروايات المتضاربة المتبادلة والاشتباكات اليدوية بين المسؤولين وتفكيكها ثم تبويبها الى اصناف ثم اجراء عملية تسقيط مقابل لفعل مقابل فعل الا ما يترتب عليه اثر قضائي فيترك للقضاء ، حتى يتم تصفير الاعمال والاقوال بالتقابل ، ثم وضع ضمانات لعدم تكرار هذه المواجهة الخطيرة ، وافضل ضمان هو حل المشكلة التي اثارت هذا الخلاف جوهريا ، والمشكلة هي المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية ، الذي ينظر اليه المستفيدون على انه مشروع يرتبط تنفيذه بالتزام اخلاقي ، فيما تنظر اليه الجهة المقابلة على انه تعهد قد تم في ظروف معينة فان تغيرت الظروف يمكن التنصل منه ولا مجال لتتحدث عن قيم اخلاقية في السياسة ، وعلى الجهة الخاسرة ان تتفهم الموضوع بلا تشنج ، يجب على من يقوم بالمصالحة تذكير الطرفين بضرورة الوفاء بالتعهدات ، فان لم يحترم الطرف الناكث تعهداته الاخلاقية يمكن ان يعاقب اخلاقيا وليس ارهابيا ، فاذا كانت تلك التعهدات ذات بعد قانوني يمكن للجهة المتضررة ان تلجا الى القضاء مع الابتعاد عن اي ضغوط من نوع آخر ، وفي الدول الديمقراطية يلجأ الطرف المتضرر الى القضاء او يعلن انسحابه من الحكومة والتحول الى المعارضة بانتظار دورة انتخابية جديدة ، المشكلة الاكبر لدينا هي الحساسية المفرطة بين الشركاء السياسيين ، حتى ان الشكوك تمتد الى وسيط المصالحة نفسه فيعتقد احد الطرفين او كلاهما بأنه لا يتوسط بينهما في سبيل الله بل يبحث لنفسه عن دعاية سياسية ويريد بهذه الوساطة رفع رصيده وتلميع صورته ليكون في النهاية الرابح الاكبر !! مهما يكن من أمر فان تقليد اعتماد المصالحة والتراضي لحل الخلافات بين الاطراف سنة حسنة ، وهي الحل السحري في بلد اضعف مافيه سلطة القانون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك