محمدعلي الدليمي..
ان شخصية شهيد المحراب(قدس)كانت ومازالت مثالا للاقتداء،وتجلت أروع صوره القيادية فيها خلال مقارعته للظلم والطاغوت،وبكل أنواعه وأشكاله مما عكس عليه قوة شخصيته وصبره وثباته في جميع الظروف ،ولم يسجل ضده أي حاله من حالات المداهنة والضعف في العزيمة والإرادة مع صعوبة الظرف الذي عصف به وجرف الكثيرين الذين كان يعول عليهم ويعتقد أنهم سيكونون طبقا لما يدعون...ونستطيع ان نضع عده صفات جعلته رمزا يقتدي به والى يومنا هذا ومن أهمها:-الصبر....تمتع شهيد المحراب(قدس)بصفة الصبر، وهي صفة قلما نجدها في شخصية القادة على مختلف مستوياتهم،فصبره كان اكبر من ما يصفه الإنسان ويتصوره أو يتحمله،واستطيع بان أصفه بالرجل الصبور وهي صفة الصالحين ومن خير ما يتصف بها ويختبر المؤمنين..فه صبور على البلاء،وصابر على الشدائد،صابر عند ضيق الأمور وتكالب الزمان عليه،فه واثق بما عند الله ،ومتزجة هذه الصفة مع رضاه وتسليمه لأمر الله تعالى ،فكان يتقبل الواقع الحق كما هو والعمل على تغيره لما فيه رضا الله تعالى بعيد عن التكاسل أو التثاقل واليأس بما أصاب الأمة من الابتعاد عن تعاليم الشريعة السمحاء،وكان مطيعا لله سبحانه وتعالى أطاعة خاصة ،فنفسه الزكية تعودت على هذا النوع من الطاعة ،فشخصيته الفقهية العارفة بمتغيرات الزمان والتي كان يرى(قدس)ان قيادة ألامه في عصر مليء بالمتغيرات يستلزم ان يكون القائد عارفا بشكل كامل ودقيق بهذه المتغيرات،وملما بحكم الشريعة فيها،وإذا كان العكس من ذلك فانه لا يستطيع ان يتصدى لقيادة المجتمع،لان القيادة وضروراتها تأتي من خلال تطبيق الدين،ويعني ذلك تطبيق القيم الإلهية على متغيرات الزمن..لقد ورث شهيد المحراب(قدس)عن إباءه وأجداده معاني الصبر،وسمات الحق،والدفاع عن الحق ،والوقوف بحزم ضد الباطل،وما يعيشه العراق اليوم من إزاحة للطاغوت وإذلاله هي نتاج للصبر والتضحيات التي قدمها الشعب العراقي والخيرة من العلماء وفي مقدمتهم شهيد المحراب الخالد السيد محمد باقر الحكيم (قدس)...
https://telegram.me/buratha