المقالات

رسالة الى الدكتور عامر الخزاعي

735 09:31:00 2011-06-17

علي حسن الشيخ حبيب

كان قَدَرنا ان نرث مشاكل البعث وفواتير حسابات حروبة ومغامراته العبثية الباهضة الثمن، وعلى الرغم من عمق الجراح وجسامة التضحيات، وعمليات الابادة التي تعرضنا لها على مدار ثلاث عقود من الزمن، استبشرنا خيرا في التغير وسقوط اصنام البعث، وعلت صيحات العقلاء الى تغليب صوت العقل وتناسي الماضي المرير، والقفز على المأساة، والعض على الجراح، وتوحيد الصفوف ..

وذهب الشرفاء في سباق مع الزمن لايجاد الشريك السياسي النزيه الذي لم تتلطخ يداه بدماء العراقيين ليكون شريكا في حملة اعادة اعمار وبناء البلد، وخلق توازن طائفي يتلائم مع تركيبة المجتمع العراقي ، وتعويض الشعب ما حل به من الحصار الجائر، والطائفية المقيتة للبعث ورجالاتة...

واليوم وبعد ثمان سنوات من سقوط اصنام البعث، اصبحت وزارة المصالحة الوطنية التي كانت مهمتها الاساسية ان تبحث عن (الشرفاء من البعثيين) في عمان ودمشق وابوظبي والدوحة والقاهرة وسائر البلدان التي يتواجد فيها البعث ، لكي تفتح لهم حسابات مصرفية وتغدق عليهم امتيازات مادية كبيرة شريطة سكوتهم وتايدهم للعملية السياسية، او كسب رضاهم او شراء سكوتهم والكف عن قتل الابرياء ..

واستبدل اجتثاث البعث بقانون المساءلة والعدالة الذي اصبح مطاطيا حسب الظروف السياسية ومتطلبات الحاجة، او لتمير صفقة سياسية معدة سلفا وفق اتفاقات سياسية مسبقة ، وحقق البعث مكاسب كبيرة لم يحلم بتحقيقها ، وصعد سقف مطالبة، وانيطت لرجالاته المناصب الامنية والوزارات السيادية ورئاسة البرلمان ....

في الوقت الذي يصرح هؤلاء البعثيون جهارا نهارا امام الجميع انهم جزء لايتجزء من البعث ولم يتبرؤا منه، رغم صراحة الدستورالعراقي بحضر البعث وتجريم الذي ينتمي اليه، تلون البعثيون بالوان مختلفة واذاقوا اهلنا مرارة العيش بقتلهم الابرياء. وجعلوا من تلك الدماء رسائل سياسية مفعمة برائحة الدم...

وبعد رضوخ الجميع من السياسين والحكومة والاحزاب التي تدير دفة البلاد للمطالب والضغوط التي مارسها الامريكان ودول الجوار واصحاب المصالح الشخصية، ارجع معظم البعثيون الى ما كانوا فية من مناصب امنية حساسة، وانيط الى بعضهم مناصب في الدولة لكي تتشكل حكومة المالكي وترى النور بعد مرور اكثر من سنة على الانتخابات...

وفرضت معادلة سياسية جديدة بوجود شريك سياسي همه الاول هو تخريب العملية السياسية ،وخلط الاوراق، وتحين الفرص للانقضاض على المنجزات السياسية والاقتصادية والاستقرار الامني.

وكانت ولا زالت اساليبهم الرخيصة في التشويش المبرمج والمٌعَدة في دهاليز المخابرات الاقليمية والدولية ضد العملية السياسية برمتها ، بعد ان نجح هؤلاء في صنع صدام المقبور وتسليطه على رقاب العراقيين لاكثر من ثلاث عقود من الزمن.

والان تفرض هذه الدوائر مرة ثانية على الساسة العراقيين بُدلاء جدد للبعث المعدل في مطابخ الرياض وعمان والدوحة وابو ظبي والمنامة ودمشق. وعلى الجميع القبول به وعدم الاعتراض عليه، لانه هو المنقذ والعروبي والقومي والوحدوي وووو من تلك الترهات والشعارات الفارغة التي وضعت للاستهلاك والمزايدات الفارغة.

وعلى الحكومة والساسة وجميع الاحزاب والتيارات العراقية، ان تعي خطورة المرحلة وان تضع البلد ومستقبل اجياله نصب اعينها، لانه مرهون بصلابة موقفكم وقوة مبادئكم وعمق ايمانكم بعدالة قضيتكم ، والتسابق في خدمة شعبكم وقطع الطريق على العابثين بأمنة .

وان يغلب الجميع المصلحة العليا على المصالح الحزبية والفؤية الضيقة ،وان يبتعد الجميع عن تصفية الحسابات السياسية،لان البعث لم يميز بيننا - هذا في حزب الدعوة، وهذا في المجلس الاعلى وهذا في التيار الصدري - بل تعامل معنا على اننا شيعة كطائفة، وشروكية ومعدان كجغرافية، فشككوا في عروبتنا وديننا وتاريخنا وسلبوا حقنا في حكم انفسنا بأنفسنا والتمتع بثروات مناطقنا ، ونكروا حقنا في الحياة الكريمة ورفعوا شعارا اما نحكمكم اونقتلكم !!

علي حسن الشيخ حبيب

مركز الرافدين للدراسات والبحوث الاستراتيجية

http://www.alrafedein.com/index.php

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك