سعد البصري
قرأت في خبر في احد المواقع الالكترونية مفاده (سرقة أموال إعادة إعمار العراق أكبر سرقة في التاريخ ) . ولا أخفيكم فقد شدني هذا الخبر في بداية الأمر ، ولكن سرعان ما بدا يدب بي الفتور عن أهميته لأني مهما تكلمت وقلت فلن يتغير شيء ..! فمليارات الدولارات الأمريكية من الأموال العراقية والنفط العراقي والدم العراقي والحرمة العراقية والطيبة العراقية وحسن الضن الذي لا يوجد فقط إلا عند العراقيين والثقة التي يوليها العراقيون للكل ، كل هذا وغيره ذهب أدراج الرياح ونتيجة لصفقات لم يعلم أي عراقي بسيط بها ، لأنه بطبيعة الحال بعيد عن المنطقة الخضراء وغرفها المحصنة والمكيفة ومآدبها الباذخة والكبيرة ، فمنذ أكثر من ثمانية سنوات استبشر العراقيون خيرا بسقوط اعتي طاغية عرفه العراقيون حيث جعل عباد الله خولا يتحكم في أرواحهم كما كان يتحكم في أموالهم ، ولكن ما أن سقط هذا النظام حتى تبين إن العراق يمتلك أضعاف بل مئات الأضعاف مما كان يسرقه الملعون صدام ، فتكالبت عليه قوى الظلم والضلالة لنهب أمواله بذريعة إعادة إعمار العراق وتطويره إلى أن يصل إلى مصاف الدول المتقدمة . ولكن ما حدث كان العكس تماما اذ إن العراق عاد وبفضل بعض الساسة الذين لم يعرفوا ولم يتمكنوا من إدارة موارده بالشكل الصحيح فوضعوها بين مفسد ومنتفع ، وبذلك ذهبت هذه المليارات من الدولارات هباءا منثورا ..؟! وفوق كل ذلك ذهب معها ما ذكرناه أنفا . فالذي سرق الأموال العراقية بالدرجة الأساس هم من أطلقوا على أنفسهم أنهم جاؤوا محررين وليس محتلين ، وبعدهم كل النفعيين والمحتالين الذين استغلوا طيبة العراقيين وحصلوا على الأموال العراقية من خلال الصفقات المشبوهة والوهمية . وحولت كل هذه الأموال إلى البنوك الخارجية ، ولكن ما أجد فيه العزاء هو إن العراق بلد للكثير من الخيرات والثروات ولابد على المسؤولين عنه في الحكومة والقادة السياسيين أن يقبضوا بشدة على ما بقى من ثروات العراق كي يتمكنوا كما صرحوا بذلك مرارا أن يقدموها للشعب العراقي كمشاريع بنى تحتية ليتمكن العراق من النهوض من جديد .
https://telegram.me/buratha