محمدعلي الدليمي
لم يكن السيد شهيد المحراب (قدس) شخصية انغلاقيه بل على العكس فانه كان منفتح على الأخر من خلال المرونة في التعامل،وهذه الرؤيا تمثل نظرية مدرسه أهل البيت(عليهم السلام) وموقفهم من الوحدة الاسلاميه،وقراءته للتاريخ وفهمه له يختلف بشكل واضح في هذه النقطة بالتحديد،حيث تدعوا النظريات الأخرى لفرض رأي الواحد على الأمة،وبأساليب متعددة ومنها العنف والقوة والجور،بحيث تتحول الوحدة مفهوما الى وحدة مفروضة من الخارج على ألامه بالقوة والعنف..وهذا ما لم يعتقده شهيد المحراب (قدس)وبين هامش التحرك في نظرية أهل البيت (ع)من اجل ان لأتبقى مفتوحا من دون حدود،و ألا لتحول المجتمع الى النزاع والصراع،فيتحول مفهوم الحرية الفكرية والعقائدية الى حالت تمايز عند كل طبقة على حده...ومع وجود التحديات المتنوعة والمختلفة من حيث التوجه والانتماء،طرح سؤالا مهما عن كيفية معالجة التحديات الحضارية وقضية النظام العالمي الجديد،بعد ان طرح قضيه الصراع بين الاستكبار والاستضعاف..؟ان الإجابة عن ذلك عند السيد شهيد المحراب(قدس) تأتي من خلال قضية الوحدة الإسلامية التي وضع أسسها القران الكريم ،وعالجتها مدرسة أهل البيت(ع) وهذه المعالجة تأخذ بعدين: نظري وعملي فالبعد العملي يأتي من خلال الاقتداء والتأسي بمسيرة الأنبياء والرسل والصالحين. أما البعد النظري فيجد السيد شهيد المحراب(قدس) معالمه في الحرية الفكرية والسياسية التي تبنتها نظرية أهل البيت (ع) في الوحدة الإسلامية ،حيث يمكن على المستوى الفكري العودة الى دراسة المصادر والمنابع الإسلامية والتعرف على عناصر القوة فيها واستنطاق هذه المصادر للجواب عن المشكلات الأساسية ضمن القوانين والضوابط الشرعية ،وفتح باب الاجتهاد الصحيح ونفض غبار الماضي عن النصوص الإسلامية ،وكذلك فسح مجال الممارسة السياسية الحرة المقننة والمشروعة على المستوى الاجتماعي ،والاتصاف بسعة الصدر في فهم واحترام أراء العلماء من جميع المذاهب الإسلامية ونظرياتهم ودراستها بشكل موضوعي فأن كل ذلك أمور ضرورية في مواجهة هذه التحديات الحضارية...والتي تنشئ منظومة فكرية تصلح للحكم لمدة طويلة بعيدا عن التداخل مابين الأصالة والحداثة والتي تعتبر اليوم من أعظم المعوقات التي تعصف بعقلية الحكومات والأحزاب والتيارات الإسلامية...
https://telegram.me/buratha