المقالات

أي صحافة وأي عيد ؟ /

678 10:34:00 2011-06-18

حافظ آل بشارة

نحن قبائل العرب تعلمنا من المحتلين القدامى تقاليد مفيدة ، عندهم في بلادهم مخلوق بشري يكتب ويخطب وتثنى له الوسادة لينتقد ويصحح يسمونه (الصحفي او الاعلامي) نحن كأمة عربية تابعة ليس عندنا صحفيون بل عندنا شعراء بلاط وعصاعيص يحيطون بالخليفة او الوالي او رئيس القبيلة يتناوبون على مدحه وهو بسبب امراضه النفسية يشعر بالراحة ، بعد ان انتقلت السلطة في امة العرب من الخليفة السكير الى الرئيس العميل الذي تعينه احدى دول الغرب المنتصرة في الحرب الكونية تحول شعراء البلاط الى صحافة البلاط فاصبحت دول العرب تطبع وتوزع الصحف ، لكن صحفنا مضحكة بعض الشيء لانها عبارة عن قصيدة مدح مطولة للحاكم وحواشيه على شكل اخبار وتقارير وتحقيقات واعمدة لا اكثر ولا اقل ، وعندما حاول بعض الصحفيين تقليد صحافة الغرب في توجيه النقد الى السلطة كان صاحب المحاولة يساق الى المحاكم كتجار المخدرات. قبل 142 سنة في العصر العثماني صدرت اول جريدة عراقية هي جريدة (الزوراء) ، لا داعي لاطلاق كلمة عيد على ذكرى صدور تلك الصحيفة وهي من صحف البلاط العثماني ، العثمانيون هم آخر الطواغيت الذين مكثوا خمس قرون يدعون خلافتهم للنبي (ص) جريا على طريقة بني امية وبني العباس الذين ستدخل اغلبية الثلثين منهم ابواب جهنم ، كانت اروقة الحكومات العراقية العميلة بعد الدولة العثمانية تمتلئ بمرتزقة القلم ، واسهمت تلك الصحافة في خدمة النهج الطائفي منذ ثورة العشرين الى 2003 وكان عرش صدام قد حمل على اكتاف الصحفيين ، العراق اليوم يمارس الديمقراطية والانتخابات والفصل بين السلطات ومحاولة تكوين اعلام حر ، لكن في ذكرى الصحافة تقوم مؤسساتنا ونقابتنا بتكريم وتتويج رموز الاعلام الذي خدم الطواغيت وشاركهم الجرائم ، اعلام البلاط وجمهرة العصاعيص وتعتبرهم ابطالا ! أما الاعلاميون الذين اسسوا اعلام المقاومة العراقية وشاركوا في عطاء الدم والاستشهاد ضد نظام صدام فلا أحد يذكرهم ، الصحفيون الذين اختلط حبرهم بدماء الشهداء الذين اسسوا صحف : بدر ، الشهادة ، لواء الصدر ، المبلغ الرسالي ، الجهاد ، نداء الرافدين ، وغيرها من الصحف التي كانت تصدر في المهجر وتوزع في الداخل ، اين اختفت واين اختفى مديروها ومحرروها ومراسلوها ولماذا لا يتم البحث عنهم وتكريمهم ، من الذي يجب ان يكرم في العراق الجديد الصحفي الذي قاتل نظام صدام قبل التغيير ويقاتل عوامل الانحراف والفساد الآن أم الذي قاتل مع صدام ويبحث اليوم عن طاغية جديد ليكون عصعوصا في بلاطه ؟ لماذا يفتخر الصحفي الذي كان يعمل في جريدة الثورة الصدامية بماضيه ؟ والصحفي الذي كان يعمل في جريدة بدر المعارضة يخاف ان يذكر ماضيه ويتلفت بكل اتجاه خائفا مترقبا ؟ هل هذه من عجائب الصحافة ام عجائب السياسة ؟ انه عيد لصحافة البلاط المخضرمة ومأتم لصحافة الكفاح والتغيير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك