المقالات

بعيدا عن التسييس

815 16:50:00 2011-06-19

احمد عبد الرحمن

الحكم القضائي الذي صدر بحق مرتكبي جريمة عرس الدجيل جاء متناسبا مع فداحة ودموية وبشاعة تلك الجريمة التي عكست في جانب منها حقيقة الجماعات الارهابية المسلحة بعناوينها المختلفة التي حاولت طيلة اعوام عدة تضليل الكثير من الناس عبر رفعها شعارات زائفة عن المقاومة والسيادة والاستقلال والوطنية، كانت بعيدة كل البعد عن منهجيات وسلوكيات واجندات تلك الجماعات ومن يقف ورائها ويدعمها ماديا ومعنويا ايا كان موقعه وعنوانه وانتماءه.واذا كان مهما جدا كجزء من منهج انصاف الضحايا هو الاسراع بتنفيذ ذلك الحكم القضائي، وعدم ادخال ملف الجريمة البشعة في متاهات الروتين الاداري والمؤسساتي، واخضاعها لمساومات وحسابات وصفقات سياسية من نوع معين، فأن الاهم في الاطار الاوسع والاشمل هو ان تعكف الجهات المعنية القضائية والتنفيذية -وزارة العدل تحديدا-على اعادة تفعيل وفتح اعداد هائلة من الملفات الجرمية التي ركنت على الرفوف، او وضعت في ادراج المكاتب، ليبقى الارهابيين والقتلة احرار وطليقين، او نزيلي السجون حيث الراحة والدعة والاسترخاء، انتظارا لفرصة الهروب، وبقاء الضحايا في اسى ولوعة والم جراء اهمالهم، وتهميش وتغييب قضاياهم.كم من القتلة والارهابيين والمجرمين امثال مرتكبي مجزرة عرس الدجيل لم تطلهم يد العدالة حتى الان، نتيجة ضعف الاجهزة والمؤسسات المعنية، او بسبب الفساد الاداري والمالي المستشري في اجهزة الدولة الامنية والقضائية والادارية، او بفعل الواقع السياسي السيء الذي غالبا ما تنعكس سلبياته على مختلف الجوانب الامنية والاقتصادية والخدمية والقضائية والتربوية والصحية، والانسانية على وجه العموم. لاشك ان اعداد القتلة والمجرمين كبير جدا، سواء من هم خلف القضبان او خارجها ، ولا يوازيه الا عدد الضحايا والمظلومين. وهذه معادلة مؤلمة ومأساوية تعكس وجود خلل كبير في التعاطي مع ملف الارهاب، وهذا امر تتحمل مسؤوليته بالدرجة الاساس السلطة القضائية ومعها السلطة التنفيذية-الحكومة، ومن الخطأ جدا ان لاتحسم ملفات الارهاب والجريمة الا وفق حسابات واعتبارات سياسية خاصة لهذا الطرف او ذاك، لان اخطر شيء هو تسييس القضاء وتسييس الجريمة، اذ ان ذلك المنهج لابد ان يؤدي الى زيادة اعداد المجرمين، وزيادة اعداد الضحايا ايضا.ومن يريد بصدق ان ينصف الضحايا، عليه ان ينزل القصاص العادل بالمجرمين قبل كل شيء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك