المقالات

ظواهر غريبة في ساحة التحرير!

1000 19:37:00 2011-06-19

عماد الاخرس

شهدت ساحة التحرير صباح يوم الجمعة المصادف 1762011 تنظيم تظاهرتان .. الأولى .. تأييد لقرار حكم إعدام مجرمي عرس الدجيل والثانية تطالب بالإصلاح وتحسين الخدمات والحرب على الفساد .وبينما كنت أُتابع عن قرب سير الأحداث فيهما رصدت ظواهر جديدة لم أشهدها في التظاهرات السابقة منذ انطلاقها في شباط من هذا العام .

الظاهرة الأولى .. ( فرق أعراس موسيقيه تحت نصب الحرية ) .واعتقد إنها المرة الأولى الذي يشهد هذا النصب حضور فرق بآلات موسيقيه متخصصة لإطلاق أعلى الأصوات .والمتعارف عليه منذ تشييده بأنه مكان خاص للنشاطات والفعاليات السياسية ومنها التظاهر .. الاحتجاج .. الاحتفال بالمناسبات الوطنية .والغريب في الأمر هو عدم وجود أي حفل زفاف في الساحة ولكن العازفين يستخدمون آلاتهم بقوه وانفعال غير مشهود له حتى في الأعراس الجماعية التي تحضرها عشرات الفرق !

الظاهرة الثانية .. ( تزايد أعداد السقاة بائعي شربت الزبيب ) .والمعتاد أن يتواجد واحد أو على الأكثر اثنين في هذه الساحة يتجولون بين المتظاهرين . لكن الغريب هذه المرة تواجد ما لا يقل عن ثمان أفراد أو أكثر من السقاة الشباب ببدلات صفراء جديدة وهم يتجولون بشكل منفرد أو مجتمعين يتمازحون فيما بينهم !لقد كان هؤلاء يتعمدون الضرب بقوه وبنغمات مختلفة في أقداح النحاس المخصصة لشرب الزبيب و التي يحملونها بأيديهم لإصدار أصوات عاليه تزعج المتواجدين في الساحة .

الظاهرة الثالثة .. ( التجول الانفعالي لأحد الأفراد المأجورين بين المتظاهرين ويدعى انتسابه إلى منظمة أين حقي ) .والغريب في الأمر بان هذا الشخص يتجول بنشاط بين المتظاهرين ويتحدث لهم والى الفضائيات بضرورة الكف عن التظاهر .. ولا يكتفى بهذا فقط بل يوزع اسمه ورقم تلفونه بينهم ويطالبهم بالاتصال به أو الذهاب إلى منظمة أين حقي وعرض مشاكلهم الشخصية وستقوم بدورها في إيصالها إلى مجلس الوزراء أو البرلمان أو أي فرد من الحكومة لإيجاد الحلول الفورية لها !يتضح من تصرفاته بأنه ضيق الأفق والتفكير ويفهم بان أزمة الغضب الجماهيري التي تعيشها ساحة التحرير منذ ما يقارب الخمسة شهور محصورة في المشاكل الشخصية !وبقصد المزاح اقتربت منه وسألته .. عفوا .. هل بإمكانك أن تطلب من الحكومة البدء بترشيق الوزارات من 43 إلى 16 وزاره كما موجود في الصين الأكثر بلد في العالم نفوساً ؟ .. نظر لي بحقد وتركني دون أن يجيب على سؤالي لأنه الظاهر كان يبحث عن الجهلة والأميين من المتظاهرين فقط.

الظاهرة الرابعة .. ( اصطفاف العشرات من المدنيين بشكل منظم على جدران المحلات التي تحيط بساحة التحرير ) .لقد كانت غاية تواجدهم مفضوحة في مراقبة ما يجرى في الساحة وهم يجلسون على الأرض يتوسطهم ضباط يرتدون الزى العسكري .وبصراحة كانت هويتهم الأمنية لا تخفى على احد وكأنها كتبت على جبينهم .ورغم تشخيصي السريع لهم ومن باب المزاح أيضاً اقتربت من احد الإعلاميين وكان يقف على مقربه منهم وسألته .. ما هذا التجمع الشبابي المنظم والغير طبيعي ؟ .. فأجابني .. اسكت إنهم من الاستخبارات!ودندنت مع نفسي .. أسهل شيء في بلدي هو تشخيص رجال الأمن !وفى العودة إلى أحداث الجمعة السابقة بتاريخ 1062011 والاستعراض البطولي لقوى الإسناد وأتباع الحكومة في نفس الساحة واعتداءهم بالضرب على المتظاهرين نجد بان الظواهر الأربعة أعلاه تلتقي معها في الغاية وهى التضييق والتشويش ومحاولة الحد من التظاهرات ولكن باختلاف الأسلوب والأداء . أخيرا أقولها .. حقا أمر غريب يثير الدهشة أن تستمر القوى المتسلطة في الحكومة إلى ابتكار أساليب رخيصة جداً لقمع التظاهرات بسببها تغيرت مطالب المتظاهرين من الإصلاح إلى إسقاط الحكومة وإعادة الانتخابات!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اسماعيل
2011-06-20
تعليقا على مقترح الاخ متابع براثا لنشر نبذه تعريفيه عن الكتاب فانا اعرف الكاتب بصفه شخصيه لعده سنوات فقد كان اشد المناصرين لحارث الضاري بعد سقوط سيده صدام و كان يسب الحكومه علنا جهارا نهارا و كل من كان في ماليزيا بعد السقوط يمكن ان يشهد بذلك و لكن موقفه تبدل بعد ذلك لحاجته الى الرجوع الى العراق فبدء بتغيير موقفه ليكون مساندا للحكومه و بدء الادعاء انه مناضل و مفصول سياسي مع العلم انه كان موظفا في زمن صدام و قد خرج من العراق بجواز اصولي و اخو زوجته كان بعثيا كبيرا و مرشحا لمنصب وزير قبل السقوط
متابع لبراثا
2011-06-20
هذه ملاحظات لا تأتي من شخص عادي .. يبدو ان السيد عماد له خبرة بالرصد و المراقبة والتقصي يحسد عليها .. تنبيه الى كافة المتظاهرين بأخذ الحيطة والحذر من أزلام النظام الحالي لدينا معلومات استخبارية مهمة بأن الزمرة الحاكمة سيستخدمون سيارات ألأطفاء (طبعا فارغة) لأعتقال المتظاهرين حيث سيتم حجزهم بالتنكر حتى لاينكشفوا كما حدث مع سيارات ألأسعاف. أقول هناك قلة من الشرفاء الذين يتظاهرون بهدف وطني. نرجو من موقع براثا المحترم ان ينشر نبذه تعريفية عن الكتاب الذين ينشرون مقالاتهم فيه ليتسنى للقراء التعرف عليهم
مواطن بسيط
2011-06-20
اخي الكاتب , هنا بلد الجلاوزة , هنا بلد استطعم الطغيان واستلذ العيش مع الطغاة , هنا بلد يصنع الطغاة , هنا بلد يتفنن فيه الجلاوزة كيف يتملقوا للطاغية والدكتاتور , هنا بلد الجلاوزة. شكرا اخي الكاتب و كم انت رائع في تشخيصك ونقلك لاشياء عجيبة غريبة لكنها ليست بعيدة عن بلد الجلاوزة.
سالم
2011-06-19
اين الابواق الماجورة التي تدعي بان ثورة الشباب صنيعة بعثية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك