مصطفى سليم
مع ان تأسيس حزب الدعوة الإسلامي محكوم بأدبية الرجوع الى الفقيه أو المجلس الفقهي ألا ان قيادات الحزب الجديدة عملت على التملص وتمييع كل محاولات الإصلاح التي قادها السيد الحائري والشيخ الاصفي لواقع الدعوة والاحتيال لمنع تشكيل المجلس الفقهي المنصوص عليه في ميثاق الحزب ثم قرار الحذف إضافة الى حالات الهجرة الجماعية لعناصرها والتي أخذت تتجمع في لندن لتنشئ هناك حزب الدعوة -الخارج- الذي أصبح لاحقا المقر والثقل الحقيقي للحزب وقيادته ولتقطع الطرق على كل المحاولات المحتملة اللاحقة للإصلاح أو لربط الحزب بالمرجعية أو بفقيه معين بعد ان فشلت كذلك محاولات الحزب ذاته لمرتين في صنع مرجعيات خاصة به تأتمر بأمره وتتقاطع مع المرجعيات الأخرى حيث كانت المحاولة الأولى مع الشهيد الصدر والثانية مع السيد الحائري وانتهت كلتا المحاولتين بمهاجمة كلا المرجعين وابتعادهما عن الحزب الذي انحرف عن أهداف تأسيه..
لتعد العدة ليتبوأ المنصب الشاغر .....مرجع على مزاج الحزب .. وقد أعطت المحاولة ثمارها فأعلن صاحبنا مرجعيته وصارت قيادة وكوادر الحزب تثقف لمرجعية الرجل الذي سيهبها (الشرعية ) لمن يبحث عن رأي لفقيه وألا فان الحزب قرر انه ليس بحاجة لفقيه أو مرجع وان مبادئ الحزب ومنهاجه تعد بمثابة أحكام شرعية واجبة الأتباع كما الأحكام التعبدية وهذا ما تضمنه رد الحزب على كراس (قرار الحذف) الذي صدر لإدانة التعديل الذي أجراه الحزب على نظامه الداخلي وألغى بموجبه منصب فقيه الحزب تارة والمجلس الفقهي تارة أخرى..
أما (فقيه الحزب) الجديد فقد اخذ يعمل على مزاج الحزب بسلاسة و(أفتى) بان لا ضرورة لأذن الفقيه في عمل الحزب ولا ضرورة للارتباط كذلك بأي فقيه أو مرجع..! لينطلق عهد جديد في تاريخ هذا الحزب الإسلامي المزعوم ( اجتهاد المكلف كاشفا عن حكم الله)..؟
جاءت هذه الفتوى , إضافة الى كم من الفتاوى والآراء الشاذة المنحرفة عن خط أهل البيت(ع) طيلة هذه القرون لتلتقي مع الفكر الوهابي التكفيري فمن يقول (ياعلي)فقد أشرك والتوسل بالأئمة شرك ولا صحة لدعاء التوسل ولا صحة لزيارة عاشوراء والزيارة الجامعة ولا صحة لظلامه الزهراء (ع) والشعائر الحسينية بدع والدين ميسر وكل ماسبب لك إحراجا تخلى عنه والى ما لانهاية..ليصدر عن الحوزة العلمية كراس جديد يحمل عنوان ..الحوزة العلمية تدين الانحراف ! واليوم تتجدد تلك الهواجس المؤكدة من انحراف حزب الدعوة عن توجيه وإرشادات المرجعية الدينية وهم يدعون،وكذبا على العلماء الانتماء لهم والائتمار بتوجيهاتهم...
ومن أهم مشاكل الحزب السياسية التي يعاني منها اليوم :-
1. العلاقات الخارجية مع الأحزاب هشة نتيجة إصراره على انه الحزب المؤسس لتيار الوعي الإسلامي في العراق وحقيقة تلك الدعوة هي تهميش باقي القوى والتيارات الاسلاميه من الساحة العراقية.
2. ضعف أمكانية خلق تحالفات مع الأحزاب الإسلامية،وبناء علاقات طويلة الأمد معها..
3. عدم إمكانية إيجاد الكوادر (الدعاة وكما يزعمون) القادرون على استيعاب الساحة الحزبية وتسليط الضوء مختصر على شخصيات محدودة.
4. قلة وجود دعاة إسلاميين أو وجود مؤسسات إسلامية ترعى من الحزب واغلب كوادر الحزب انخرطوا في المهام الحكومية وبتسابق كأنما أهداف الحزب التمثيل الحكومي مما شكل فراغ في العمل الحزب الإسلامي وخاصة أن منحنيات الحزب أصبحت اليوم اقرب للعلمانية تنظيرا وتطبيقا بخلاف تصريحات قيادات الحزب باعتبار أنفسهم الوارثين الوحيدين لانجازات علماء الدين والخط الإسلامي ..
5. عدم وضوح رؤيا واقعية حاليا من موقف الحزب من المرجعية الدينية ما هو موقفهم السياسي نحو الولي الفقيه أو مجلس الفقهاء والرجوع للفقهاء في إدارة حكومة البلاد .
6. التحالف المبهم مع السيد مقتدى الصدر ليضمن التيار الصدري دعمه لمرشح حزب الدعوة مما ساهم بتوليه رأسه الحكومة للحزب.
7. استغلال المنصب الحكومي لتقوية تأييد الشارع من خلال إيجاد مؤسسات حكومية تكون حكرا على الحزب فحسب( مؤسسة الشهداء - مؤسسة السجناء السياسيين - الإسناد... ) .
8. نقض المواثيق والاتفاقات السابقة مع الأحزاب الإسلامية بما في ذلك التيار الصدري وحتى التحالف الوطني الذين هم جزء منه قبل وصوله إلى رئاسة مجلس الوزراء مما جعل القوى السياسية لا تثق كثيرا بهم..
https://telegram.me/buratha