المقالات

أعلموا أني زينب بنت علي بن أبي طالب

1070 09:26:00 2011-06-20

خضير العواد

ولدت السيدة زينب (ع) في عام 5 هجري وقد سماها بهذا الأسم المولى عزه قدره , وعاشت هذه السيدة الجليلة بين أفضل الخلق ولولاهم لما خلق ألله الأفلاك ولم تكن ارضٌ ولا سماء هم محمد (ص) وأهل بيته المصطفين الأبرار , وقد اخذت هذه الجليلة (ع) من سمو الاخلاق بما يعجز عن تبيانه البيان لأن الذي يكتب لايعرف مستوى أخلاقهم الحقيقية لأنهم فوق مستوى الكائنات لهذا أتى المدح من الكمال المطلق الذي خلق كل شئ أذ قال ( وإنك لعلى خلق عظيم ) , ولولا شجاعة ابيها علي أبن أبي طالب (ع) وعطاء جدتها خديجة الكبرى (ع) لم يكن هناك إسلام إذ قال رسول الله (ص)( لولا سيف علي وأموال خديجة لما قام الأسلام ) فمن هذا البحر الزاخر اخذت وتروت حتى أصبحت أكمل نساء الإسلام قاطبةً , عندما توفى جدها رسول الله (ص) كان عمرها خمس سنوات وبعض ألأشهر أذ خرجت مع أمها فاطمة (ع) تدافع عن ألأسلام المحمدي بعد أن أنحرف مساره عن الخط الحقيقي , ونقلت للعالم أروع وأبلغ خطبة عرفها التاريخ , أذ تضمنت هذه الخطبة أوضح صورة للأسلام كدين والمجتمع الأسلامي في ذلك الزمان , وقد حاولت سيدة النساء (ع) من خلال خطبتها أن تعيد الأمة الى الطريق الصحيح بعد أن انحرفت واظهرت فيها ظلامة زوجها علي بن أبي طالب (ع) بأبعاده عن الخلافة وظلامتها بعد أن أُغتصب أرثها . وقد بينت واقع الأمة الأسلامية بعد وفاة الرسول (ص) لأنها الملاك أو المقياس الذي تقاس به المواقف أذ قال رسول الله (ص) ( فاطمة بضعةٌ مني من أذاها فقد أذاني ومن أذاني فقد أذى ألله ) (يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها )أي من خلال مواقف سيدة النساء (ع) نعلم من الذي يقتدى به ومن لا يقتدى به , أذ يقول الله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين أمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الأخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ) . فقد كانت السيدة زينب (ع) مصداق الشاهد الأمين الذي نقل لنا هذه الصورة المهمة من التاريخ الأسلامي , لأن لولا هذه الخطبة لأصبحت الصورة عن تلك الفترة من الزمان مشوشة وأكثر ضبابية .وبعد مأساة أمها وما جرى عليها من مصائب فانها عاشت مع أبوها علي (ع) وهو مُغتصب الخلافة أي عاشت معه في مظلوميته وكذلك في عدالته عندما حكم و مصيبته عندما سقط صريعاً في محراب صلاته (ع) ومن ثم عاشت مع أخيها الحسن (ع) وعانت معه أنهزام الأمة وأنحرافها بشكل واضح الى الخط الأموي وذاقة المرارة وهي تشاهد أخيها الحسن (ع) وهو يقذف أحشاءه من شدة السم التي سقته له جعدة بنت الأشعث بن قيس الذي كان لأمير المؤمنين (ع) كما كان ابن سلول لرسول الله (ص) من شدة النفاق , ومن بعد الأمام الحسن (ع) عاشت مع أخيها الحسين (ع) وهي تلاحظ أخيها سيد شباب الجنة (ع) كيف يعاني وهو يشاهد أمة جده (ص) تعيش الظلم الحقيقي وهو الأنحراف الكامل عن جادة الحق ولكن شروط المعاهدة التي كانت بين أخيه الحسن (ع) ومعاوية من الأسباب المهمة التي لم تدفع الامام الحسين (ع) الى التحرك ضد الحكم الأموي البغيض , ولكن في عام 60 هجري وعند وفاة معاوية بن أبي سفيان وأعطاء الخلافة الى الفاسق يزيد عندها صرخ الحق من مثلي لا يبايع مثله فبعد هذه الصرخة المدوية بدأ توقيت جديد للتاريخ الأسلامي وهو تصحيح المسار كما قال محمد أقبال ( الأسلام محمدي النشوء وحسيني البقاء) , وقاد هذا التغير الحسين بن علي (ع) وأخته عقيلة بني هاشم (ع) التي كانت تقوم بمقام وزير الأعلام في هذا الزمان , لأن إظهار كل حدث يحتاج الى ألإعلام وكلما كان الإعلام قوياً كلما كان إظهاره أوسع عندها نصل الى النتائج المرجوة منه , فكان من الأسباب المهمة التي جعلت الحسين (ع) يسطحب أخته زينب(ع) الى كربلاء هو نقل الحدث الى العالم بألاضافة الى إظهار حقيقة بني أمية الى الأمة , فقامت بمهمتها على أكمل وجه وهي التي فقدت ما فقدت في هذه الواقعة الأليمة فكان في مقدمتهم رفيق دربها وإمامها وسيدها الحسين (ع) ولم تنطق إلا بما يرض الله سبحانه وتعالى ( اللهم تقبل منا هذا القربان ) فأي إيمان هذا وأي يقين وصلت اليه هذه السيدة الجليلة فكيف لا وهي التي قال فيها الامام زين العابدين (ع) (ياعمة إنك عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة ) , فبعد إستشهاد أبا عبد الله (ع) بدأ الدور الحقيقي لعقيلة الطالبيين (ع) كأنها ولدت لمثل هذه الأيام فهي التي مثلت الإمامة بكل معانيها لإنها كانت تخاف على إمامها من الأعداء بالإضافة لمرضه , وهي التي لا تتحرك ولو لخطوة ألا أن تأخذ من الامام زين العابدين (ع) الحكم في هذه الخطوة , وقد أنقذت الإمامة من القتل في ثلاث مواقع , الأول : عندما هجم جيش عمر بن سعد على المخيم وشاهد الشمر اللعين الامام زين العابدين (ع) وعرف شخصيته ومكانته من الحسين (ع) عندها هجم عليه ليقتله لاكن دفاع السيدة زينب (ع) المستميت هو الذي أبعد هذا اللعين عن قتل الإمام (ع) والثاني : في الكوفة عندما عرف عبيد الله بن زياد الامام علي بن الحسين (ع) وبعد موقف الإمام(ع) الشجاع أمامه هَم بن زياد لقتله ولكن وجود زينب (ع) ودفاعها عنه حال دون قتل الامام (ع) ,والثالث : عندما وصلت السبايا الى دمشق ودخلوا على يزيد , سأل يزيد عن الامام زين العابدين (ع) فأخبروه عن شخصيته فأرادَ قتله ولكن القت زينب (ع) بنفسها عليه وطلبت أن يقتلها قبل قتله عندها تراجع يزيد عن قراره بعد أن شاهد الجدية من قبل السيدة الجليلة (ع) على التضحية , وكانت سلام الله عليها السان الحق الناطق الذي يدوي بمظلومية أهل البيت (ع) وأجرام بني أمية في ذلك الزمان فلم تكترث لسطوة الحكام , بل خطبة في الكوفة وكشفت ظلم بن زياد ويزيد بن معاوية وكل أصحاب الجور وأرعبت ألأمة بألمستقبل الأسود الذي ينتظرها إذا لم تنتفض على الجور فبقيت كلماتها تدوي عبر العصور حتى وصلت ألينا وأصبحت شعار لكل الثورات في العالم , وهزت عرش يزيد في قصره وبين جلاوزته وفضحته وقد أنهزم أمامها أشر هزيمة وهو لا يقدر أن يرد على كلماتها النورانية الحقة وهي القائلة ( فكد كيدك وأسع سعيك وناصب جهدك فو الله لاتمحوا ذكرنا ولا تميت وحينا ) بل أراد يزيد فقط أن يبعدهم عن عاصمته حتى لا تثور عليه الناس , فقد كانت بحق مكملة لرسالة أخيها الحسين (ع) وأوصلت الى العالم بأسره ما كان يريد إصاله أبا عبد ألله (ع) لهم , فمقولة كل ما لدينا من عاشوراء أي الأسلام المحمدي الصحيح تم الحفاظ عليه بعاشوراء ومأساتها , ووصلت إلينا عاشوراء عن طريق عقيلة بني هاشم (ع) أي لولا زينب (ع) لم يصل إلينا الإسلام الحق ولولا زينب (ع) لم تبقى الإمامة, فأرادَ الله سبحانه وتعالى بزينب (ع) أن يصل الإسلام الحق إلينا وبزينب (ع) أن تستمر الإمامة أي لولاها لما أستمر ألأسلام الحق الى هذا اليوم , فسلامٌ عليك يا أم المصائب يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعثي حيا .

خضير العواد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك