قاسم الخفاجي
بسبب ان الحكومة العراقية لايمكنها ان تقرر في ابسط الامور فكيف يمكنها اتخاذ قرار بشان مسالة مثل بقاء القوات الامريكية من عدمه.وايضا فان المحاصصة سبب رئيسي في اضعاف موقف الحكومة من اتخاذ قرار حاسم بهذا الشان وكون ان كل مكون عراقي يرفع صوته وان كان الموضوع ليس من شانه.ولكن الامر ينطوي ايضا على حيلة ونفاق وخبث وظاهر وباطن وان كل طرف يظهر خلاف ما يتمنى. وكالاتي
اولا السنة بزعامة الهاشمي والمطلق يرون ان مصلحتهم تكمن في بقاء الامريكيين والسبب لان الامريكيين عملوا على حمايتهم من القصاص العادل وارغموا انف الحكومة على التعامل الناعم مع عتاة المجرمين السنة وتم اطلاق اغلبهم حيث فروا الى خارج العراق او داخله. كما ان مغادرة الامريكيين سوف تطلق يد الحكومة لتاديب المجرمين وعناصر الارهاب واستعادة الدولة سيطرتها وهيبتها لكن العجيب ان السنة لايقولون الحقيقة ويتظاهرون بان لديهم مقاومة ضد الامريكان ولكن حين جد الجد قالوا ان الامر عائد الى الحكومة ورئيس الحكومة نوري المالكي وهو من يقرر ويحسم . فالسنة يرون ان وجود الامركيين فرصة لاتعوض ليس لاضعاف الحكومة فحسب وانما لاجبارها على المزيد من التنازلات لصالح الارهابيين وتخفيف العقوبات عنهم لابل واطلاق سراحهم ليعودوا الى جرائمهم من جديد.ثانيا الاكراد كانوا صادقين مع انفسهم وموقفهم واضح فهم يرون ان مصلحتهم في بقاء الامريكيين والسبب لان وجودهم يضعف نفوذ حكومة بغداد ويؤخر امكانية حسمها لكثير من القضايا العالقة والتي يريد الاكراد حسمها بوجود الامريكيين لاعتقادهم ان الامريكيين متعاطفون معهم وهو امر مشكوك فيه ولايستند الى دليل ملموس. فالنظام الفدرالي عند تطبيقه بشكل متقن لايسمح باي فوضى او ضعف للحكومة المركزية ولا للاقاليم الفدرالية. ثالثا الشيعة يريدون خروج الامريكيون حالا ويدركون ان جل مشاكل البلاد وفي مقدمتها حجج الارهاب تكمن في وجود القوات الامريكية.لكن الشيعة مترددون في حسم موقفهم لسببين اولا خوفا من امريكا التي تريد البقاء باي ثمن وتختلق الذرائع بهذا الشان وثانيا مداراة لبعض المكونات بهدف حفظ تحالفاتها السابقة معها.لكن اين تكمن مصلحة العراق كدولة وشعبالجواب في انسحاب القوات الامريكية لاسقاط حجج وذرائع الارهابيين وتستطيع الدولة التفرغ لهم بعد ذلك وتاديبهم وقمع وجودهم وهو حق تقوم به ارقى الديمقراطيات في العالم.
ان بقاء القوات الامريكية سيلحق الضرر بالحكومة وبمصداقيتها حتى وان وافقت مرغمة وتحت الضغط الكردي والسني. وسوف نرى التصريحات في الاعلام والفضائيات تتعالى بان الشيعة وحكومتهم هم من قرر بقاء القوات الامريكية. ولذا على الحكومة العراقية ان تتصرف بحكمة وان لاتنصاع للضغوط والابتزاز وان تعلن بصراحة ان لاتجديد للامريكيين وان عليهم المغادرة ويجب ان يواجه العراق مصيره وقدره واعتقد ان العراق سيكون اقوى واكثر استقرارا وان لامخاوف كتلك التي تطلقها بعض الاطراف والتي ترى بوجود الامريكيين قوة لها.نعم ربما تحدث بعض العمليات الارهابية بعد خروج الامريكان مباشرة لكن سرعان ما سيستعيد العراق هدوئه واستقراره
موقف اياد علاوي باطنا مع بقاء القوات ومصلحته في ذلك لكنه يتظاهر بانه ضد البقاء ويطلب من الحكومة اعلان موقفها حتى اذا اعلنت انها لاتريد بقائهم يستغل علاوي الامر لتقوية حظوظه عند الامريكان و بانه الانسب لتلبية طلباتهم. واما اذا طلبت الحكومة بقاء الامريكان فيستغل علاوي الامر اعلاميا للقول بان الحكومة عميلة وهي تتحمل مسؤولية وجود القوات الامريكية وماينتج عنها.
انصح الحكومة برئاسة نوري المالكي باتخاذ موقف حاسم ونهائي بعدم التجديد للقوات الامريكية وان على هذه القوات ان تغادر في الموعد المقرر لها لان الضرر والتداعيات السلبية في بقائها يفوق بكثير النفع.
https://telegram.me/buratha