المقالات

اين عصى الامام السيستاني؟؟؟

1207 21:10:00 2011-06-20

علاء التريج حقوقي ومستشار نفسي

ان حالة التخبط التي تعيشها اغلب الاحزاب والكتل السياسية في العراق قد تكون جديدة بالنسبة للبعض, ولكن بالنسبة للذين عاشوا في خط المواجهة في زمن المعارضة تعتبر حالة اقل من الطبيعية, وذلك لان الذين تصدوا للدولة في العراق هذا هو مستواهم في التعاطي, بل انهم اكثر دنوا من ذلك لكن هناك من يضغط ويجعلهم يبدون بصورة اخرى, ان التراشقات الاعلامية التي حصلت مؤخرا قد كشفت الذي كنا نتستر عليه ايام المعارضة من اجل اعطاء صورة تليق بجماعات تدعي انها من اصحاب المبادئ مع اننا نعلم ان معظمهم كانوا اصحاب دكاكين يعتاشون عليها.ان الذين يقودون العراق هم على اصناف: منهم البعثيون الاقحاح وهم بدورهم على انواع فمنهم من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين ومنهم من يعيش منهج البعث المقبور في كل سكناته. وصنف اخر من كان يعارض شهيد المحراب (رض) ولم يجعل صدام ونظامه في جدول اعماله طوال سنوات المحنة, وصنف كان يعيش على مساعدات الدول وكما يقول المثل العراقي الدارج ( حديده عن الطنطل ) اي فزاعة فارغة, واصناف اخرى طارئة على الساحة السياسية والتي ظهرت بعد سقوط النظام والذين يمكن ان نعبر عنهم المراهقون في عالم السياسة. لم نجد طوال تلك السنوات العجاف غير خط شهيد المحراب والاخوة الكرد حيث مثلوا جبهة حقيقية ضد النظام في المجال العسكري والسياسي وغيره مع احترامنا للاخرين لكن هذه حقيقة لا يمكن ان ينكرها اي منصف. فبعد هذه العقود فلننظر اليوم الى من يحكم العراق؟ والى اين اوصلوا البلد؟ الجواب وصلنا الى مهزلة يخجل الانسان ان يقف عندها والسبب هم البعثيون و معارضو شهيد المحراب ( رض ) واصحاب الدكاكين الصغيرة والمراهقون الذي يحكمون العراق, السؤال هل هذا العراق الذي اراده مراجعنا العظام الذين قدموا ارواحهم الزكية من اجله!!؟؟.العراق اليوم يعيش حالة من الفوضى على كل المستويات من الوصاية الاجنبية على الساسة الى الفساد المالي والاداري الى التكتلات التي هي اشبه بجماعات من النصابين والمحتالين والقتلة الذين يخوضون بدماء الابرياء من اجل مكاسب حزبية وشخصية حتى اصبح الجميع رؤوس خصوصا بعد رحيل عزيز العراق ( قدس سره ).على عاتق من تقع مسؤولية الفوضى في العراق؟ على الساسة فقط؟ ام على الشعب الذي انتخبهم؟ ام على مراجع الدين؟ ام على الدول التي تتدخل في الشأن العراقي؟..؟ ..؟. الجواب ان الساسة هم من المنتفعين يغتنمون الفرص بغض النظر عن الوسيلة التي ينتفعون بها, فهم غير ملومين. اما الشعب فهو من جانب ضحية ومن جانب اخر هو الجاني, فهو الضحية عندما اختلطت عليه الاوراق واخذت روايات ابى هريرة مأخذها منه حتى اصبح لا يميز بين الخبيث من الطيب فكما ان روايات ابو هريرة جعلت اهل الشام يستغربون عندما سمعوا ان عليا ( ع ) قتل في محرابه حيث اخذوا يتساءلون هل علي ابن ابي طالب كان يصلي؟!!! هكذا هو حال الاكثرية من اهلنا في العراق. اما كون شعبنا هو جاني لانه قام بانتخاب هذه المجموعات التي لا يمكن ان تؤتمن على ماعز لانهم لا يحسنون شئ غير الكذب والضحك على جراحات الابرياء, فكان عليهم التمحيص قبل ان يصوتوا. اما المرجعيات الدينية فلا يمكن ان يشكل عليها احد لانها تؤدي تكليفها كما هي ترى لا كما يريد الناس فقد سددهم الله تعالى في جميع المواقف. وبالنسبة للتدخلات الاجنبية فكانت ذات الاثر الكبير في رفع الوضيع و وضع الرفيع من خلال تدخلات مشينة على المستوى الاعلامي والمادي و المخابراتي....بعد كل الذي جرى تبين للقاصي والداني ان الذين تصدوا للحكم في العراق هم ليسوا اهلا لذلك فهل سيغير شعبنا مواقفه وهل عرف عدوه من صديقه ام سيغرر بهم مرة اخرى؟ في عقيدتي سيغرر بهم مرة اخرى وسيرمي الشعب الكرة في ملعب المرجعية الدينية والتي نتوقع انها ستقف على مسافة واحدة من الجميع, لكن على شعبنا ان يعي قضية مهمة جدا وهي ان المرجعية على مسافة واحدة, لكن هناك من الاحزاب والتيارات السياسية التي اقتربت من المرجعية واصبحت اقرب من غيرها وقصرت تلك المسافة التي قالت عنها المرجعية الدينية, وكذلك هناك من هذه الاحزاب والتيارات السياسية التي ابتعدت عن المسافة الواحدة التي وضعتها المرجعية؟ فمن كان لا يعلم فقد علم في التصويت على نواب رئيس الجمهورية في البرلمان العراقي, حتى ان رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري الذي كان يجب عليه ان يكون مطيعا لتوجيهات المرجعية الدينية رفع يده بالتصويت بطريقة لم اره يوما متحمسا الى هذه الدرجة حتى كادت تنفتق سترته من سرعة وقوة رفع يده للتصويت على خلاف توجيهات الامام السيستاني ( دام ظله الوارف ), وكذلك التوجهات السياسية الاخرى, وفي نفس الوقت علم الجميع ان تيار شهيد المحراب ( رض ) عمل بهذه التوجيهات حيث لم يصوت على نواب الرئيس وقدم استقالة نائب الرئيس تماشيا مع توجيهات المرجعية. لكن هل هذا سيقنع من يركض وراء الشبهات؟ الجواب سيقنع القليل والقليل جدا اما الاكثرية سيجدون مبررات يقنعون بها انفسهم.اذن ما هو الحل؟ باعتبار ان مثلي لا يستطيع ان يقترح على مراجعنا العظام, لكن اقول لو ان شهيد المحراب( رض) قد قدر الله تعالى له العيش في هكذا فوضى لذهب الى بغداد واسقط جميع هذه العروش الخاوية بصيحة واحدة, وهذا لا يعني ان مراجعنا العظام ( دام ظلهم ) اقل قدرة او شجاعة او... ( لا سمح الله تعالى ) لكن شهيد المحراب ( رض ) يعرف طبيعة هؤلاء ومستواهم وبالتالي كيفية التعامل معهم ومع الشعب العراقي فظلا عن انه ( رض ) كان دوره وحياته حسينية في النهضة, فكما ان اهل البيت عليهم السلام لهم ادوار متعددة فلمراجعنا العظام كذلك ادوار متعددة, وايضا هذا لا يعني بالضرورة ان مراجعنا سينتهجون الادوار الاخرى لأهل البيت ( ع ) فمن الممكن ان نرى عصى الامام السيستاني او عصى احد مراجعنا العظام تحطم اصنام السلطة في اي وقت وتنهي هذه المهازل التاريخية, يا ساسة العراق احذروا غضب الحليم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2011-06-21
يااخي الكاتب ان جميع الاحزاب والتيارات جربناها . وليس حل المشكلة هو استبدال تيار بتيار اخر هذا خطأ كبير... الحل يتمثل بأن يشعر الجميع بمسؤولياتهم تجاه هذا البلد والشعب ومن لايشعر بمثل هذه المسؤولية يجب ابعاده لاننتظر ان يبتعد هو بأختياره لانه لن يبتعد بالتأكيد... كذلك لدينا مشكلة اخرى الا وهي مشكلة التطرف الطائفي في بعض المناطق فهؤلاء لازالوا يعتبرون الشيعة ليس اهلا للحكم وان الحكم يجب ان يكون بيد القتلة والمجرمين!!ماهو الحل ! نريد رجالا شجعان لايهابون الموت يعملون لاجل العراق بروح صلبة وضمير حي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك