علاء التريج حقوقي ومستشار نفسي
ان حالة التخبط التي تعيشها اغلب الاحزاب والكتل السياسية في العراق قد تكون جديدة بالنسبة للبعض, ولكن بالنسبة للذين عاشوا في خط المواجهة في زمن المعارضة تعتبر حالة اقل من الطبيعية, وذلك لان الذين تصدوا للدولة في العراق هذا هو مستواهم في التعاطي, بل انهم اكثر دنوا من ذلك لكن هناك من يضغط ويجعلهم يبدون بصورة اخرى, ان التراشقات الاعلامية التي حصلت مؤخرا قد كشفت الذي كنا نتستر عليه ايام المعارضة من اجل اعطاء صورة تليق بجماعات تدعي انها من اصحاب المبادئ مع اننا نعلم ان معظمهم كانوا اصحاب دكاكين يعتاشون عليها.ان الذين يقودون العراق هم على اصناف: منهم البعثيون الاقحاح وهم بدورهم على انواع فمنهم من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين ومنهم من يعيش منهج البعث المقبور في كل سكناته. وصنف اخر من كان يعارض شهيد المحراب (رض) ولم يجعل صدام ونظامه في جدول اعماله طوال سنوات المحنة, وصنف كان يعيش على مساعدات الدول وكما يقول المثل العراقي الدارج ( حديده عن الطنطل ) اي فزاعة فارغة, واصناف اخرى طارئة على الساحة السياسية والتي ظهرت بعد سقوط النظام والذين يمكن ان نعبر عنهم المراهقون في عالم السياسة. لم نجد طوال تلك السنوات العجاف غير خط شهيد المحراب والاخوة الكرد حيث مثلوا جبهة حقيقية ضد النظام في المجال العسكري والسياسي وغيره مع احترامنا للاخرين لكن هذه حقيقة لا يمكن ان ينكرها اي منصف. فبعد هذه العقود فلننظر اليوم الى من يحكم العراق؟ والى اين اوصلوا البلد؟ الجواب وصلنا الى مهزلة يخجل الانسان ان يقف عندها والسبب هم البعثيون و معارضو شهيد المحراب ( رض ) واصحاب الدكاكين الصغيرة والمراهقون الذي يحكمون العراق, السؤال هل هذا العراق الذي اراده مراجعنا العظام الذين قدموا ارواحهم الزكية من اجله!!؟؟.العراق اليوم يعيش حالة من الفوضى على كل المستويات من الوصاية الاجنبية على الساسة الى الفساد المالي والاداري الى التكتلات التي هي اشبه بجماعات من النصابين والمحتالين والقتلة الذين يخوضون بدماء الابرياء من اجل مكاسب حزبية وشخصية حتى اصبح الجميع رؤوس خصوصا بعد رحيل عزيز العراق ( قدس سره ).على عاتق من تقع مسؤولية الفوضى في العراق؟ على الساسة فقط؟ ام على الشعب الذي انتخبهم؟ ام على مراجع الدين؟ ام على الدول التي تتدخل في الشأن العراقي؟..؟ ..؟. الجواب ان الساسة هم من المنتفعين يغتنمون الفرص بغض النظر عن الوسيلة التي ينتفعون بها, فهم غير ملومين. اما الشعب فهو من جانب ضحية ومن جانب اخر هو الجاني, فهو الضحية عندما اختلطت عليه الاوراق واخذت روايات ابى هريرة مأخذها منه حتى اصبح لا يميز بين الخبيث من الطيب فكما ان روايات ابو هريرة جعلت اهل الشام يستغربون عندما سمعوا ان عليا ( ع ) قتل في محرابه حيث اخذوا يتساءلون هل علي ابن ابي طالب كان يصلي؟!!! هكذا هو حال الاكثرية من اهلنا في العراق. اما كون شعبنا هو جاني لانه قام بانتخاب هذه المجموعات التي لا يمكن ان تؤتمن على ماعز لانهم لا يحسنون شئ غير الكذب والضحك على جراحات الابرياء, فكان عليهم التمحيص قبل ان يصوتوا. اما المرجعيات الدينية فلا يمكن ان يشكل عليها احد لانها تؤدي تكليفها كما هي ترى لا كما يريد الناس فقد سددهم الله تعالى في جميع المواقف. وبالنسبة للتدخلات الاجنبية فكانت ذات الاثر الكبير في رفع الوضيع و وضع الرفيع من خلال تدخلات مشينة على المستوى الاعلامي والمادي و المخابراتي....بعد كل الذي جرى تبين للقاصي والداني ان الذين تصدوا للحكم في العراق هم ليسوا اهلا لذلك فهل سيغير شعبنا مواقفه وهل عرف عدوه من صديقه ام سيغرر بهم مرة اخرى؟ في عقيدتي سيغرر بهم مرة اخرى وسيرمي الشعب الكرة في ملعب المرجعية الدينية والتي نتوقع انها ستقف على مسافة واحدة من الجميع, لكن على شعبنا ان يعي قضية مهمة جدا وهي ان المرجعية على مسافة واحدة, لكن هناك من الاحزاب والتيارات السياسية التي اقتربت من المرجعية واصبحت اقرب من غيرها وقصرت تلك المسافة التي قالت عنها المرجعية الدينية, وكذلك هناك من هذه الاحزاب والتيارات السياسية التي ابتعدت عن المسافة الواحدة التي وضعتها المرجعية؟ فمن كان لا يعلم فقد علم في التصويت على نواب رئيس الجمهورية في البرلمان العراقي, حتى ان رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري الذي كان يجب عليه ان يكون مطيعا لتوجيهات المرجعية الدينية رفع يده بالتصويت بطريقة لم اره يوما متحمسا الى هذه الدرجة حتى كادت تنفتق سترته من سرعة وقوة رفع يده للتصويت على خلاف توجيهات الامام السيستاني ( دام ظله الوارف ), وكذلك التوجهات السياسية الاخرى, وفي نفس الوقت علم الجميع ان تيار شهيد المحراب ( رض ) عمل بهذه التوجيهات حيث لم يصوت على نواب الرئيس وقدم استقالة نائب الرئيس تماشيا مع توجيهات المرجعية. لكن هل هذا سيقنع من يركض وراء الشبهات؟ الجواب سيقنع القليل والقليل جدا اما الاكثرية سيجدون مبررات يقنعون بها انفسهم.اذن ما هو الحل؟ باعتبار ان مثلي لا يستطيع ان يقترح على مراجعنا العظام, لكن اقول لو ان شهيد المحراب( رض) قد قدر الله تعالى له العيش في هكذا فوضى لذهب الى بغداد واسقط جميع هذه العروش الخاوية بصيحة واحدة, وهذا لا يعني ان مراجعنا العظام ( دام ظلهم ) اقل قدرة او شجاعة او... ( لا سمح الله تعالى ) لكن شهيد المحراب ( رض ) يعرف طبيعة هؤلاء ومستواهم وبالتالي كيفية التعامل معهم ومع الشعب العراقي فظلا عن انه ( رض ) كان دوره وحياته حسينية في النهضة, فكما ان اهل البيت عليهم السلام لهم ادوار متعددة فلمراجعنا العظام كذلك ادوار متعددة, وايضا هذا لا يعني بالضرورة ان مراجعنا سينتهجون الادوار الاخرى لأهل البيت ( ع ) فمن الممكن ان نرى عصى الامام السيستاني او عصى احد مراجعنا العظام تحطم اصنام السلطة في اي وقت وتنهي هذه المهازل التاريخية, يا ساسة العراق احذروا غضب الحليم.
https://telegram.me/buratha