بقلم .. رضا السيد
بعد ان تم تشكيل الحكومة العراقية في فترة تعتبر طويلة جدا قياسا بالنسبة لتشكيل الحكومات في العالم . وخصوصا إذا علمنا ان الانتخابات التي جرت في آذار من السنة الماضية انتهت ووضعت النقاط على الحروف وفق الاستحقاق الانتخابي أو بعبارة أدق وفق الصفقات أو المساومات التي جرت بين الكتل الفائزة بتلك الانتخابات ..؟ ولم يتبقى من التشكيلة الوزارية غير وزارتي الدفاع والداخلية اللتان لم تحضيا بفرصة تسمية مرشحين كي يتسلما الحقائب الوزارية لهذه الوزارات ، وبقيت كلا الوزارتين معلقة على أمل ان يتم اختيار أسماء تملئ هذه الأماكن . ولكن العديد من الأسماء التي قدمت من قبل الكتل السياسية لم تنال القبول من الكتل البرلمانية لوجود مؤشرات قانونية أو وجود ملفات اجتثاث بحقهم . وبقى الأمر على حاله إلى هذه اللحظة التي بدأت فيها الجلسات العلنية لمجلس الوزراء ليقدم كل وزير ملفات وزارته خلال فترة المائة يوم التي حددها السيد رئيس الوزراء لتقييم عمل الحكومة ، وبعد ان رأينا ما قدمه الوزراء خلال تلك الجلسات لم نلحظ للأسف الشديد من يمثل الوزارات الأمنية لأنها لازالت تحت وصاية السيد رئيس الوزراء ، وربما إلى نهاية ولايته الحكومية .. والسؤال هنا هو متى سيتم عرض ملفات هذه الوزارات خلال هذه الجلسات ..؟ ومن هو الشخص الذي سيقوم بتقديم تلك الملفات ..؟ فإذا ما اعتبرنا ان السيد رئيس الوزراء هو من يقوم بمهام وزير الدفاع وهو من يقوم بمهام وزير الداخلية ، ويقوم بعرض الملفات الخاصة بالوزارتين فمن سيناقشه بهذه الملفات ..؟ وهل يجرؤ احد من الوزراء ان يناقش في موضوع لا يعلم به شيئا ..؟ اعتقد بان المسالة ربما يراد منها إبعاد الأنظار عن الكثير من المشاكل التي باتت واضحة عند الشعب العراقي ، وحتى يتم إيضاح الموضوع بشكل مناسب لابد من ترك كرسيين من كراسي الجلسات العلنية احدهما للدفاع والأخر للداخلية لكي يتمكن الشعب من ملاحظة ان كلا الوزارتين لم يتم إشغالهما لحد ألان .
https://telegram.me/buratha