صلاح السامرائي
لقد أصبح مصطلح الفدرالية مصدرا للمشاكسات والمزايدات السياسية وبذلك يكون قد خرج عن مفهومه الحقيقي 0 ومفهوم الفدرالية إذا ما أردنا إن نعرفه على انه مصطلح ليس عربي وإنما هو مصطلح انكليزي ويعني الاتحاد او شكلا من إشكال الاتحاد ويتم بين مجموعة من الدويلات أو المجتمعات بشكل اختياري وليس إجباري وانطواء هذا الاتحاد تحت راية حكومة موحدة تعمل بعنوان عام ومن اجل تحقيق مصالح هذا الاتحاد المشتركة وبذات الوقت تمنح الصلاحيات للحكومات الخاصة بكل دولة بحيث يكون لها قوانينها وتشريعاتها وسياستها الاقتصادية الخاصة وذلك بالاعتماد على إمكانياتها وقدراتها ومواردها من اجل النهوض بواقع تلك الدول 0 وإذا ما عدنا بالتاريخ العربي والإسلامي إلى الوراء سنجد للفدرالية مساحة واسعة من إدارة الدولة الإسلامية حيث كانت تعتمد نظام الولايات الإداري فنرى مثلا بلاد العراق والشام ومصر والحجاز واليمن والمغرب كانت تقوم هذه الإدارة على أساس الفدرالية بمفهوم اليوم 0 ولقد خضع هذا المفهوم إلى التشويه والتمييز لإغراض سياسية مما أصبح هذا المفهوم يعطي مؤشر ودلالة على الفرقة والتجزئة وهذا عكس الواقع وقد نادي السيد عبد العزيز الحكيم قبل رحيله بالفدرالية وقد جوبه بموجه إعلامية ودعائية مضادة شوهت هذا المفهوم وعكست حالة سلبية ونرى اليوم الكثير ممن ينادون بأقاليم ويطالبون بتطبيق الفدرالية وإذا ما أردنا إن نحمل مسؤولية الفهم الخاطئ الذي تملك الجماهير حول مفهوم الفدرالية فيكون المسئول الأول هو الأعلام الذي لم يؤدي واجبه الحقيقي في التوعية والإيضاح لهذا المفهوم 0فالفدرالية كانت وما زالت لحد الآن بين الرفض والقبول فمن يعمل بمبداء الرفض له دوافعه التي أدت به لاتخاذ هذا الموقف ولديه رصيد من المفاهيم التي فرضتها الأنظمة السابقة إضافة إلى انه يعمل ضمن معيار التمايز والأغلب يعمل وفق مفهوم القومية العربية متناسيا إن العراق فيه من القوميات العربية والكردية والتركمانية وغيرها من الأقليات ومنهم من يعمل وفق مفهوم الطائفية وغيرها من المفاهيم الأخرى 0 إما من يؤمن مبدءا القبول إما إن يكون قد فهم معنى الفدرالية الحقيقية وما لها من تبعات يمكن إن تعود على البلاد بأفضل حال وإما يعمل بعناوين أيضا مثل الطائفية أو القومية وغيرها 0 ولكن نرى التجربة العراقية في هذا الجانب فالأكراد قد استفادوا من الفدرالية ونرى اليوم المحافظات الثلاثة التي انطوت تحت تسمية إقليم كردستان فقد قفزت بخطوات مضاعفة عن بقية محافظات القطر في التنمية والتطور على عكس ما حصل في محافظات الوسط والجنوب التي لم تلبي متطلبات الجماهير في النمو والتنمية 0 ما يهمنا اليوم إن نعرف هل هناك بديل عن الفدرالية إلى إن يستوعب المجتمع هذا المفهوم ربما يكون الطرح الجديد هو إعطاء صلاحيات للمحافظات وتوسيع هذه الصلاحيات بما يخدم متطلبات جماهيرها 0وعودة مرة أخرى إلى الأعلام الهادف يجب إن يتحمل مسؤوليته اتجاه المجتمع بشكل لا يقبل اللبس أو الانحياز نحو فكرة تخدم بعض المصالح فهذه أمانه يجب إن تؤدى 0
https://telegram.me/buratha