المقالات

الفدرالية بين الرفض والقبول

732 17:24:00 2011-06-21

صلاح السامرائي

 لقد أصبح مصطلح الفدرالية مصدرا للمشاكسات والمزايدات السياسية وبذلك يكون قد خرج عن مفهومه الحقيقي 0 ومفهوم الفدرالية إذا ما أردنا إن نعرفه على انه مصطلح ليس عربي وإنما هو مصطلح انكليزي ويعني الاتحاد او شكلا من إشكال الاتحاد ويتم بين مجموعة من الدويلات أو المجتمعات بشكل اختياري وليس إجباري وانطواء هذا الاتحاد تحت راية حكومة موحدة تعمل بعنوان عام ومن اجل تحقيق مصالح هذا الاتحاد المشتركة وبذات الوقت تمنح الصلاحيات للحكومات الخاصة بكل دولة بحيث يكون لها قوانينها وتشريعاتها وسياستها الاقتصادية الخاصة وذلك بالاعتماد على إمكانياتها وقدراتها ومواردها من اجل النهوض بواقع تلك الدول 0 وإذا ما عدنا بالتاريخ العربي والإسلامي إلى الوراء سنجد للفدرالية مساحة واسعة من إدارة الدولة الإسلامية حيث كانت تعتمد نظام الولايات الإداري فنرى مثلا بلاد العراق والشام ومصر والحجاز واليمن والمغرب كانت تقوم هذه الإدارة على أساس الفدرالية بمفهوم اليوم 0 ولقد خضع هذا المفهوم إلى التشويه والتمييز لإغراض سياسية مما أصبح هذا المفهوم يعطي مؤشر ودلالة على الفرقة والتجزئة وهذا عكس الواقع وقد نادي السيد عبد العزيز الحكيم قبل رحيله بالفدرالية وقد جوبه بموجه إعلامية ودعائية مضادة شوهت هذا المفهوم وعكست حالة سلبية ونرى اليوم الكثير ممن ينادون بأقاليم ويطالبون بتطبيق الفدرالية وإذا ما أردنا إن نحمل مسؤولية الفهم الخاطئ الذي تملك الجماهير حول مفهوم الفدرالية فيكون المسئول الأول هو الأعلام الذي لم يؤدي واجبه الحقيقي في التوعية والإيضاح لهذا المفهوم 0فالفدرالية كانت وما زالت لحد الآن بين الرفض والقبول فمن يعمل بمبداء الرفض له دوافعه التي أدت به لاتخاذ هذا الموقف ولديه رصيد من المفاهيم التي فرضتها الأنظمة السابقة إضافة إلى انه يعمل ضمن معيار التمايز والأغلب يعمل وفق مفهوم القومية العربية متناسيا إن العراق فيه من القوميات العربية والكردية والتركمانية وغيرها من الأقليات ومنهم من يعمل وفق مفهوم الطائفية وغيرها من المفاهيم الأخرى 0 إما من يؤمن مبدءا القبول إما إن يكون قد فهم معنى الفدرالية الحقيقية وما لها من تبعات يمكن إن تعود على البلاد بأفضل حال وإما يعمل بعناوين أيضا مثل الطائفية أو القومية وغيرها 0 ولكن نرى التجربة العراقية في هذا الجانب فالأكراد قد استفادوا من الفدرالية ونرى اليوم المحافظات الثلاثة التي انطوت تحت تسمية إقليم كردستان فقد قفزت بخطوات مضاعفة عن بقية محافظات القطر في التنمية والتطور على عكس ما حصل في محافظات الوسط والجنوب التي لم تلبي متطلبات الجماهير في النمو والتنمية 0 ما يهمنا اليوم إن نعرف هل هناك بديل عن الفدرالية إلى إن يستوعب المجتمع هذا المفهوم ربما يكون الطرح الجديد هو إعطاء صلاحيات للمحافظات وتوسيع هذه الصلاحيات بما يخدم متطلبات جماهيرها 0وعودة مرة أخرى إلى الأعلام الهادف يجب إن يتحمل مسؤوليته اتجاه المجتمع بشكل لا يقبل اللبس أو الانحياز نحو فكرة تخدم بعض المصالح فهذه أمانه يجب إن تؤدى 0

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د. ام حسنين
2011-06-23
العراق بلد متعدد القوميات والمذاهب.. ولاننسى جرائم الامس الذي ارتكبه حفنة من القذرين من نظام استبدادي دموي طائفي بكل معانيه حيث استعمل كل الاسلحة الكيمياوية والمحرمةدوليا!! على الكرد في العراق وكذلك على الشيعة في الجنوب اسلحة ..اليوم بعد سقوط تنفس العراق والعراقيين الحرية.. لكن هناك حثالات بعثية قذرةتنعق وتعيق بحقدها الطائفي الاسود هذه الحرية؟! والفدرالية هو شفاء العراق ودواء للمجرمين الطائفيين الذين لايريدون الخير للعراق؟؟ ويجب ان تفعل قبل فوات الآوان.. 
المراقب
2011-06-22
ان الاقاليم المقترحة لن تكون كردستان اخرى، لان المحافظات الثلاثة لاتعيش نظاماً فدرالياً بل هو شيئ مختلق فصل على المقاس الكردي ولاتوجد تجربة مشابهة في الكون تماثله، وهكذا تجربة فريدة في ظروف نشأتها امامها احتمالين لاثالث لهما، اما التغول وابتلاع الاخرين بما يتاح لها من دعم ظاهر وباطن وتنازلات تقدمها وفي مقدمته دعم الدولة العبرية، واما الانهيار والتمزق مرة اخرى ولكن هذه المرة اشد لانها اغاضت الجميع. ارجو من براثا ان تنشر هذا التعليق لانها عودتنا علىنشر كل مايسيئ للمالكي وتتغفل عن الاكراد
مروان العاني ابو الحكم - بغداد الاعظميه
2011-06-22
سيدي الكريم - لايختلف اثنان ان النظام اللامركزي او الفديرالي هو من احسن النظم في ادارة الدوله لاكن المنادات باقليم الوسط والجنوب جاء في وقت صعب جدا حيث كانت الحرب الطائفيه والتهجير مما شوه الفكره وكانها محاولة تقسيم البلد وجعله ضعيفا علما هناك مشاكل ولربما اطماع من دول الجوار والان بعد مضي السنوات العجاف اليوم المركز وبتصرفاته الخاطئه والمدمره لطموح ابناء المحافظات نرى اكثر من جهه تسعى لتشكيل اقليم للتخلص من تسلط المركز والسعي الى حياة افضل شبيهه بكردستان العراق وهو بالطبع النظام السليم للعراقي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك