بقلم علي الموسوي / هولندا
سؤال عنوانه ثلاثون مليون عراقي .... من يقف وراء التفجيرات والمفخخات واللاصقات والكواتم والعمليات الانتحارية في العراق ؟؟ هل هي القاعدة ؟ بقايا النظام السابق ؟ قوات الاحتلال ؟ الدول المجاورة والأجندات الخارجية ؟ أم هناك لغز محير ؟ قد يجمع الكل أو يستثني الكل !!
من الملفت أن يجد المتابعون في الشأن العراقي زيادة ملحوظة في الانفجارت والأعمال التخريبية كلما زادت معها حالة الشد والجذب في العملية السياسية !! وكأن هذه الأطراف تريد ايصال رسالة واحدة فقط لا حكم ولااستقرار من دوننا ... ؟
مقطع عراقي جميل يقول ( وآني اللي اجرحت ايدي بديه ) والمعنى يدل على الحسرة والندم لما جلبنا لأنفسنا من مصائب وويلات وللتذكير في أهم النقاط التي أوقعتنا في هذه المطبات نذكر منها :
أولآ : ارجاع البعثين السابقين وبقايا النظام السابق واشراكهم في العملية السياسية وايجاد المسوغات القانونية لذلك وتعطيل القوانين الأخرى في اجتثاث البعث وما شاكل ذلك لأجل سواد عيونهم !! بل التسابق المحموم بين الكتل السياسية لاحتضان البعثين تحت طائلة المصالحة الوطنية وارجاعهم الى المواقع الأمنية والعسكرية الحساسة بذريعة المصالحة والخبرة والكفاءة !! والخضوع للضغوط العربية والأمريكية وابعاد المخلصين والمضحين والمجاهدين والكفوئين !! ونذكر القارىء العزيز كيف تم تهديد وزير الداخلية السابق الاستاذ باقر الزبيدي لمحاولته تفريغ الوزارة من العناصر الاجرامية ومن رؤوس الفتنة وتم ذلك في حينه بتراضي الضباط أنفسهم واحالتهم الى التقاعد ولكن هذا الأمر لم يرضي الأمريكان والطائفيين وتم استهداف الزبيدي وكتلته بالتهويل والتطبيل بالانتهاكات لحقوق الانسان المصطنعة والمفبركة واعتراض السفير الأمريكي الطائقي السابق زلماي خليل على ترشيح الزبيدي لهذا المنصب من جديد بعد أن أبلى بلاءآ حسنآ وكان أفضل وزير شغل هذا المنصب منذ السقوط والى يومنا هذا وبشهادة الجميع .. وبالمقابل تم بناء المنضومة العسكرية والأجهزة الأمنية بعد السقوط بتشكيل الفرق الجديدة وكان مجموع ما وصلت اليه الفرق العسكرية الى وقت قريب ( 11 احدى عشر فرقة ) ومن الطبيعي أن يفرح المواطن العراقي لشعوره بعودة الهدوء واستتباب الأمن ولكن المصيبة الأعظم عندما نجد ( 9 تسعة من قادة هذه الفرق هم من كبار القادة العسكريين في النظام السابق ولديهم انواط شجاعة وبعثين وأعضاء فرق وفروع وفلك وشوارع !! وباختصار بعثين عقائدين للنخاع !! وان هذا الفرح والتفاؤل مؤقت ومرهون بالمكتسبات السياسية للبعثين وان الأوضاع ستتفجر كلما أرادوا لها ذلك وأما الخطط الأمنية والمنفلوطية والوزارات الأمنية والقيادة العامة كلها باتت هباء منثورا ...
ثانيآ : التنازل عن الاستحقاق الانتخابي لصالح المكون الآخر في أول انتخابات بعد ما رفضوا المشاركة في العملية السياسية والقبول بنسبة الثلث لتكون القسمة ثلث للعرب الشيعة وثلث للعرب السنة وثلث للأكراد وتكون النتيجة والمعادلة محسوبة بدقة لاغالب ولامغلوب ..
ثالثآ : التناحر والانقسام في البيت الشيعي الواحد ، لعله السبب الرئيسي والأهم في ضعف الكتلة الحاكمة وتمزقها والتي لولاها لما أسقط النظام أصلآ ، وما قامت العملية السياسية برمتها .. وبالتأكيد البقاء والاستمرار على هذا النهج سوف يكلف الأسلاميين وهذا البيت ثمنآ كبيرآ قد يصل الى مطالبة شركائهم من البعثيين برؤوسهم عاجلآ أم آجلآ وسيرجع الحلم البعثي والعربي بالعودة لحزب العودة وسيقف الاسلاميون أنفسهم أمام القضبان وفي المحاكم الخاصة ! ...
رابعآ : انعدام عامل الثقة بشكل كامل بين الأطراف العراقية جميعها فالأكراد لايثقون بالعرب والعكس هو الصحيح واالشيعة والسنة في صراع أزلي يبدء من العقائد لينتهي الى عقدة الحكم .. وتبقى الهواجس والشكوك قائمة في أي حراك سياسي وتبقى حالات التهديد والانتقام قائمة ومن معظم الأطراف طبقآ للمكتسبات وصراع الارادات ..
خامسأ : ارتباط بعض الشخصيات السياسية المتنفذة وبشكل مباشر مع مخابرات دولية أجنبية منها وعربية والعمل على زعزعة النظام وابقاء حالة اللا استقرار الداخلي وتعطيل العملية السياسية خدمة لأجندات خارجية ولأغراض ومصالح سياسية وطائفية بحته .. ونجد هذه الرسائل تصل بشكل قوي ومباشر وعلى شكل تفجيرات كبيرة واغتيالات لشخصيات ورموز مؤثرة على الساحة السياسية كلما اختلفت المصالح والارادات ...
سادسآ : تكاتف الطرف الآخر ومحاولة ابراز وحدته على الرغم من حجم الخلافات الكبيرة بين قياداته خدمة لنهجه السياسي وانتمائه الطائفي عكس الطرف الحاكم الذي كان سهل المنال في التفريق والتمزيق وقد خسر الجولات الأولى بامتياز وهو في انتظار الضربة القاضية !! .. وبالمناسبة ان الخلافات في البيت السياسي الواحد أقل بكثير من البيت السياسي الآخر ولكننا متفرقون ونحن على الحق !! والآخرون متحدون وهم على الباطل !!!
وأخيرآ وبعد ذكرنا لهذه الأسباب والنقاط المهمة نستنتج ان من يقف وراء هذه التفجيرات هو نحن !!! نعم نحن من جرح الأيادي ولم ننتصر لمبادئنا !! ولخيارات شعبنا في الانتخابات والدستور ، وعلى العكس انتصرنا للمحاصصة السياسية على حساب الأكثرية والأغلبية .. ونبقى نحلم في صحوة تعيد الامور الى نصابها أو يخرج لنا منقذ جديد أو لامي آخر نعاضده ونقويه ونلتف حوله ليرجع الامور الى نصابها ويأخذ كل ذي حق حقه ...
وأخيرآ رسالتي لأحبتي القراء أن لايتأخروا في الردود والتعليقات والبناءة المفيدة فلديكم جمهور عريض يريد معرفة الحقيقة وايصالها الى من يهمه الأمر وتأكدوا ان رأيكم المحترم وتعليقكم سيساهم في ايضاح الامور والحقائق وسيكون رافدآ للعملية السياسية وتصحيح مساراتها .....
https://telegram.me/buratha