عادل الجبوري
يقع في خطأ كبير من يتوقع او ينتظر تحسن الاوضاع الامنية والخدمية والحياتية السيئة-والتي تسير من سيء الى اسوأ-في البلاد.مكمن الخطأ في مثل هذا التوقع هو انه لم تظهر او تبرز حقائق ومعطيات على ارض الواقع او مؤشرات في الافق على امكانية حدوث أي تحسن.يوم الثلاثاء الماضي تكررت ذات المشاهد الارهابية الدموية في العاصمة بغداد، ومحافظات اخرى من بينها الديوانية، بواسطة السيارات المفخخة وكواتم الصوت وصواريخ الكاتيوشا والعبوات الناسفة واللاصقة، وكالمعتاد كانت اعداد الضحايا من الشهداء والجرحى بالعشرات، ناهيك عن الاضرار المادية الكبيرة التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة.لايمكن ان يتحقق شيء اذا لم تتوفر وتتهيأ مقدماته، واذا كانت المقدمات صحيحة فمن الطبيعي والمنطقي جدا ان يكون ما متحقق ايجابيا، وبالعكس ، اذا كانت المقدمات خاطئة فأن ما ستفرزه لابد ان يكون خاطئا وسلبيا، ولان المقدمات خاطئة ومرتبكة ومتعثرة، ومحكومة بنزعات ضيقة ومصالحة خاصة، وحسابات تطغي عليها حالة الانا بمستويات عالية جدا، مع غياب فاضح للشعور بالمسؤولية الوطنية، فمن الطبيعي ان نشهد كل يوم مشاهد ارهابية مأساوية ومؤلمة، دون ان نلمس ردود افعال تتناسب مع فداحة وخطورة ومأساوية الاحداث من قبل السادة اصحاب الشأن والذين بأيديهم زمام الامور، بحيث ان المواطن العراقي لم يعد بحاجة الى ان يذهب الى وسائل الاعلام ليستمع الى ما يقوله المسؤولون بعد أي عمل ارهابي يقع، لان ما سيقال ذاته ماقيل قبل يوم وقبل اسبوع وقبل شهر وقبل عام، نفس الحجج والذرائع والتبريرات، ويضاف اليها اعتراف واقرار بأن الخلافات والتقاطعات بين شركاء العملية السياسية هي احد اسباب وعوامل التردي الامني وضعف وتدني الواقع الخدمي والحياتي في البلاد.بل انها السبب والعامل الرئيسي، والطامة الكبرى هي في ان من يقول ذلك ويقر ويعترف به هم اطراف الخلاف انفسهم قبل الاخرين، لكنهم لايظهرون أي استعداد حقيقي للتوصل الى حلول ومعالجات مساراتها واضحة ومشخصة، ولاتحتاج سوى الى ارادات حقيقية، ونوايا صادقة، وتنازلات مسؤولة من اجل هذا الوطن وابنائه.مادام الوضع السياسي بهذه الصورة فمن الخطأ ان نفترض ونتوقع ان يكون الوضع الامني والخدمي والحياتي في الغد افضل مما كان عليه في الامس او مما هو عليه اليوم، بل ربما ومن الممكن ان يكون اسوأ.
https://telegram.me/buratha