المقالات

كل ذلك متوقع !

626 13:34:00 2011-06-23

عادل الجبوري

يقع في خطأ كبير من يتوقع او ينتظر تحسن الاوضاع الامنية والخدمية والحياتية السيئة-والتي تسير من سيء الى اسوأ-في البلاد.مكمن الخطأ في مثل هذا التوقع هو انه لم تظهر او تبرز حقائق ومعطيات على ارض الواقع او مؤشرات في الافق على امكانية حدوث أي تحسن.يوم الثلاثاء الماضي تكررت ذات المشاهد الارهابية الدموية في العاصمة بغداد، ومحافظات اخرى من بينها الديوانية، بواسطة السيارات المفخخة وكواتم الصوت وصواريخ الكاتيوشا والعبوات الناسفة واللاصقة، وكالمعتاد كانت اعداد الضحايا من الشهداء والجرحى بالعشرات، ناهيك عن الاضرار المادية الكبيرة التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة.لايمكن ان يتحقق شيء اذا لم تتوفر وتتهيأ مقدماته، واذا كانت المقدمات صحيحة فمن الطبيعي والمنطقي جدا ان يكون ما متحقق ايجابيا، وبالعكس ، اذا كانت المقدمات خاطئة فأن ما ستفرزه لابد ان يكون خاطئا وسلبيا، ولان المقدمات خاطئة ومرتبكة ومتعثرة، ومحكومة بنزعات ضيقة ومصالحة خاصة، وحسابات تطغي عليها حالة الانا بمستويات عالية جدا، مع غياب فاضح للشعور بالمسؤولية الوطنية، فمن الطبيعي ان نشهد كل يوم مشاهد ارهابية مأساوية ومؤلمة، دون ان نلمس ردود افعال تتناسب مع فداحة وخطورة ومأساوية الاحداث من قبل السادة اصحاب الشأن والذين بأيديهم زمام الامور، بحيث ان المواطن العراقي لم يعد بحاجة الى ان يذهب الى وسائل الاعلام ليستمع الى ما يقوله المسؤولون بعد أي عمل ارهابي يقع، لان ما سيقال ذاته ماقيل قبل يوم وقبل اسبوع وقبل شهر وقبل عام، نفس الحجج والذرائع والتبريرات، ويضاف اليها اعتراف واقرار بأن الخلافات والتقاطعات بين شركاء العملية السياسية هي احد اسباب وعوامل التردي الامني وضعف وتدني الواقع الخدمي والحياتي في البلاد.بل انها السبب والعامل الرئيسي، والطامة الكبرى هي في ان من يقول ذلك ويقر ويعترف به هم اطراف الخلاف انفسهم قبل الاخرين، لكنهم لايظهرون أي استعداد حقيقي للتوصل الى حلول ومعالجات مساراتها واضحة ومشخصة، ولاتحتاج سوى الى ارادات حقيقية، ونوايا صادقة، وتنازلات مسؤولة من اجل هذا الوطن وابنائه.مادام الوضع السياسي بهذه الصورة فمن الخطأ ان نفترض ونتوقع ان يكون الوضع الامني والخدمي والحياتي في الغد افضل مما كان عليه في الامس او مما هو عليه اليوم، بل ربما ومن الممكن ان يكون اسوأ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هيثم
2011-06-24
ليس هناك شراكة، بل تقاسم للسلطة، والدليل المطالب المتكررة لزعماء العراقية وعلى رأسهم العائد من الاجتثاث صالح المطلك بالتوازن في المناصب والمشاركة في القرار السياسي والامني. يريدون دولة بعدد رؤوس التنين ثم تسقط بأيديهم ثانية. ولا اعرف على اي اساس يجب التوازن بالعدد الطائفي ام بغيره حيث لا يوجد غيره، فسابقاً كان يتحدث طارق الهاشمي بمنطق المكون السني وحقوقه المهضومة وكأن باقي العراقيين يعيشون في رغد.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك