سعد البصري
لاشك ان الحروب في العصر الحديث تطورت كثيرا . فصارت تستخدم الإعلام كسلاح فتاك للتسقيط أو التشهير الذي يكون تأثيره مباشرا أكثر من استعمال السلاح الناري الذي قد يخطئ في إصابة العدو . لقد شهد المشهد السياسي في العراق منذ أحداث نيسان 2003 إلى يومنا هذا مئات الآلاف من الحروب الإعلامية التي ساهمت في زيادة التوترات والتشنجات ، ووضعت العقبات أمام نجاح الكثير من المشاريع التي رسمها السياسيون . فالحروب الإعلامية كان ورائها عدة أسباب من ضمنها الفضول الكبير الذي يتملك الكثير من السياسيين في حب الظهور أمام الكاميرات أو في وسائل الإعلام الأخرى ، والتي حتمت على النائب أو المسؤول ان يكون أمام طريقين .. أما ان يصرح بالحقيقة وبالتالي فانه سيكون أمام مسالة كتلته واعتبار ما أدلى به من تصريح يعبر عن وجهة نضره الشخصية ولا يعبر عن وجهة نضر الكتلة ، وربما إقصاءه من منصبه ، أو انه يبدأ باختلاق تصريحات بعيدة عن الواقع فقط حتى يذكر اسمه في وسائل الإعلام ..! وليت الأمر وقف عند هذا الحد فبعض الذين يدلون بتصريحات لا يراعون أنهم إنما يمثلون في تصريحاتهم كتل معينة لها وزنها في العملية السياسية ، وبالتالي يفقدون أعصابهم بمجرد ان يتم استفزازهم من قبل المراسلين أو من قبل التصريحات من الجهة الأخرى أي من بعض النواب الآخرين كما حدث أكثر من مرة في تصريحات النواب العراقيون عندما فقد الكثير منهم السيطرة على أعصابه وتفوه بكلمات بعيدة عن الدين والأخلاق والمنطق وبالتالي فما كان من الطرف المقابل إلا ان زاد الطين بلة وأجاب بنفس الأسلوب وفي حالات معينة تطور الموضوع إلى الشتم والاشتباك بالأيدي . فالحرب الإعلامية لابد ان تكون وفق السياقات القانونية وبعيدا عن القذف والشتم وتأجيج المواقف وتأزم الأوضاع ، ولابد ان يفهم المسؤول أو النائب ان الظهور أمام وسائل الإعلام ليس كل شيء . بل ان السيطرة على الأعصاب وامتصاص غضب وتشنج المقابل بالأخلاق الحسنة قد يساهم في زيادة الشعبية والاحترام ، والتالي تقديم صورة مشرقة وجيدة عن الشخص نفسه أو عن كتلته .
https://telegram.me/buratha