المقالات

الحرب الإعلامية بين حب الظهور والسيطرة على الأعصاب

933 14:30:00 2011-06-23

سعد البصري

لاشك ان الحروب في العصر الحديث تطورت كثيرا . فصارت تستخدم الإعلام كسلاح فتاك للتسقيط أو التشهير الذي يكون تأثيره مباشرا أكثر من استعمال السلاح الناري الذي قد يخطئ في إصابة العدو . لقد شهد المشهد السياسي في العراق منذ أحداث نيسان 2003 إلى يومنا هذا مئات الآلاف من الحروب الإعلامية التي ساهمت في زيادة التوترات والتشنجات ، ووضعت العقبات أمام نجاح الكثير من المشاريع التي رسمها السياسيون . فالحروب الإعلامية كان ورائها عدة أسباب من ضمنها الفضول الكبير الذي يتملك الكثير من السياسيين في حب الظهور أمام الكاميرات أو في وسائل الإعلام الأخرى ، والتي حتمت على النائب أو المسؤول ان يكون أمام طريقين .. أما ان يصرح بالحقيقة وبالتالي فانه سيكون أمام مسالة كتلته واعتبار ما أدلى به من تصريح يعبر عن وجهة نضره الشخصية ولا يعبر عن وجهة نضر الكتلة ، وربما إقصاءه من منصبه ، أو انه يبدأ باختلاق تصريحات بعيدة عن الواقع فقط حتى يذكر اسمه في وسائل الإعلام ..! وليت الأمر وقف عند هذا الحد فبعض الذين يدلون بتصريحات لا يراعون أنهم إنما يمثلون في تصريحاتهم كتل معينة لها وزنها في العملية السياسية ، وبالتالي يفقدون أعصابهم بمجرد ان يتم استفزازهم من قبل المراسلين أو من قبل التصريحات من الجهة الأخرى أي من بعض النواب الآخرين كما حدث أكثر من مرة في تصريحات النواب العراقيون عندما فقد الكثير منهم السيطرة على أعصابه وتفوه بكلمات بعيدة عن الدين والأخلاق والمنطق وبالتالي فما كان من الطرف المقابل إلا ان زاد الطين بلة وأجاب بنفس الأسلوب وفي حالات معينة تطور الموضوع إلى الشتم والاشتباك بالأيدي . فالحرب الإعلامية لابد ان تكون وفق السياقات القانونية وبعيدا عن القذف والشتم وتأجيج المواقف وتأزم الأوضاع ، ولابد ان يفهم المسؤول أو النائب ان الظهور أمام وسائل الإعلام ليس كل شيء . بل ان السيطرة على الأعصاب وامتصاص غضب وتشنج المقابل بالأخلاق الحسنة قد يساهم في زيادة الشعبية والاحترام ، والتالي تقديم صورة مشرقة وجيدة عن الشخص نفسه أو عن كتلته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك