المقالات

الوطنية المفقودة

717 13:35:00 2011-06-24

صلاح السامرائي

الوطنية من المفاهيم الحديثة التي اشارت الى دلالات بمضمون الولاء والانتماء وقد مرت الوطنية بعدة مراحل وفي كل مرحلة كانت تتقمص شكلا من الاشكال فنراها في الانظمة الشمولية اخذت شكل الولاء الى النظام الذي يحكم ابناء الشعب والخروج او عدم تقديم فروض الطاعة او معارضة النظام يعني فقدانها والاتهام بالخيانة العظمى والعمالة للغير .وما في ظل الانظمة الديموقراطية اخذت اكثر من توجه وحسب الانتماء او الهوية السائدة والمسيطرة على الفرد حتى اصبح مضمونها العام فاقد للمعايير الحقيقية التي تعنيها وقد عاش العراق تلك المراحل وضاعت الوطنية وحقيقتها ففي ظل النظام السابق كانت الولاءات متوجة ليس الى الوطن او الشعب بل للحزب الواحد وللقائد الواحد والخروج عن هذا المفهوم يعني عدم الانتماء للوطن وهذا ما جعل كل الاحزاب المعارضة خائنة من وجهة نظر النظام وفرضها على العراقيين كواقع حال واما اليوم في ظل النظام الديمقراطي الجديد فتعددت فيه التوجهات فصارت التوجهات اما حزبية او قومية او دينية او طائفية متناسين الوطنية ومغزاها بل اصبحت مصدر للتشكيك والطعن بالاخر والكل يدعيها ويتفاخر بها حتى اعداء الوطن ومن يحاولون القضاء عليه وانتهاك حرماته وبذلك نكون قد ادخلنا مفهوم الوطنية في طور جديد غير معهود ولكن يبقى مفهومها المختصر والوافي ( الوطني الحق هو من يعمل لصالح العراق ارضا وشعبا ولايخون امانة المسؤولية التي يتحملها ولديه المصلحة العامة فوق كل المصالح ) يعز على الجميع ان نرى انتشار الفساد باشكاله و انتهاكات المصلحة العامة وما يمر به العراق من دمار وارهاب وتاخير كل ما يصب في صالح الوطن والشعب والصراعات السياسية التي اخذت ابعادا واسعة حتى اثرت على تقديم الخدمة لابناء الشعب والنهوض بواقعه المرير مما جعل الغالبية من ابناء الشعب يشكك بعضهم بوطنية الاخر وفقدان الثقة بين المتصارعين وتغليب المصالح الفئوية والحزبية على المصلحة العامة ادى الى فقدان الوطنية وبالتالي اثر واعطى صورة سلبية لدى الغالبية وزعزع ثقتهم بالايمان بالوطنية وحتى باتت من المصطلحات التي لايرغب الكثير بسماعها كانها حالة غير موجودة , واذا اردنا ان نشخص اسباب هذه الظاهرة سنجد محورها الاساس الذي ادى لهذه النتيجة هو السياسة باعتبارها المحور الاساس الذي تدور في فلكه كل الجوانب الحياتية الاخرى والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق رجال السياسة الذين يقودون هذا المحور وحسب مقتضيات مصالحهم الحزبية الضيقة ومن المفارقات سالت احدهم عن الوطنية وهو صاحب معاناة ويقتات يوما بيوم ويسكن في بيت للايجار وليس بالمستوى المطلوب ويعاني الكثير فاجابني سالتني عن شيء تناساه الكثيرين ممن حالهم مثل حالي ناهيك عمن هم افضل مني فلا يذكرون الوطنية وسالني بان لااطلب منه ان يكون وطنيا لانه لايملك بهذا الوطن شبرا ياويه ولاحقا علما ان الوطن ومن يدعون الوطنية والمستفادين من الوطن لايقدمون ما قدمناه نحن فهل الوطن وطني وحدي .... وتبقى الوطنية ازمة من ازمات العراق سببها عدم وضع معايير حقيقية تنطبق وتطبق على الجميع ونبقى فاقدين لكل المفاهيم الصحيحة اذ لم يكن هناك ميزان حقيقي يكال به ... ويبقى السؤال من هو الوطني ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك