اسعد عبد الجبار
القسم الثاني
كان خروج اية الله العظمى السيد كاظم الحائري من حزب الدعوة الاسلامية المنعطف الخطير ونقطة التحول الكبرى في مسار الحزب الفكري والعقائدي والسياسي، ولو كان اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر على قيد الحياة لكان الانقلاب الدعوتي قد حدث عليه.والسبب البسيط والواضح في ذلك الامر هو ان كبار القيادات السياسية ضاقوا ذرعا منذ وقت طويل برجال الدين ولكن في اوقات سابقة لم تسنح لهم الظروف لاتخاذ موقف معين الى ان توفرت الظروف الملائمة في خارج العراق، وبعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر وخروج كبار الرموز الدينية من الحزب، وظهور التنافس الشديد بين حزب الدعوة وقوى اسلامية كالمجلس الاعلى الذي اسسه السيد محمد باقر الحكيم بدعم ومساندة القيادة الايرانية المتثملة حينذاك بالامام الخميني، ورغم ان الحزب دخل في تشكيلة المجلس الاعلى الا ان الخصومة والعداء بقيت ، بل انها كان تزداد يوما بعد اخر وما كان يغذيها الموقع الذي كان يتنامي للسيد محمد باقر الحكيم والحظوة التي يتمتع بها لدى ايران.وفي ظل ظروف معقدة وصعبة للغاية كانت قيادات حزب الدعوة السياسية تريد ان تتخلص من القيود والضوابط التي تحددها، والمجلس الفقهي كان القيد الابرز والاكبر لانه يحدد ويوجه ويقرر ما ينبغي ان يكون وما ينبغي ان لايكون .وبعد ان الغي المجلس الفقهي، وخرج السيد الحائري من الحزب الاسلامي الاول في العراق، انفتح باب الاستقالات والانشقاقات على مصراعيه بعد ان كان مواربا. ولم يبق احد من رجال الدين الكبار فيه بعد ان خرج منه السيد محمود الهاشمي وتبعه بعد عدة اعوام الشيخ محمد مهدي الاصفي، وراح سياسيو الحزب يتحركون كيف يشاءون من ابراهيم الجعفري الى محمد عبد الجبار الى ال الشابندر الى شبر بين ليبيا وسوريا ومصر واوربا وامريكا .مااراده الحزب بأختصار من خلال الغاء وحل المجلس الفقهي الفصل بين الدين والسياسة وان لم يعلن السياسيون ذلك بصراحة، والقرار الذي توصلوا اليه واجمعوا عليه هو انهاء هيمنة رجال الدين على الحزب، وجعل دورهم وموقعهم شكليا من اجل المحافظة على الهوية والصورة الدينية للحزب وذلك شيء لابد منه.لم تمر الامور في ذلك الوقت بشكل طبيعي وهاديء، بل ظهرت اصوات معارضة من داخل مستويات تنظيمية مختلفة في الحزب، لكن القيادات السياسية الكبرى للحزب صمت اذانها ولم تعر اهمية او بالا لاصوات الرفض والمعارضة، وقررت ان لاتتوقف ولا تتردد. ولتبدأ مسيرة البحث عن مرجع ديني لها بدلا من المجلس الفقهي يكون على مقاساتها وطوع امرها ومسوقا ومروجا لاطروحاتها وتوجهاتها ومواقفها، واخيرا بعد جهد وعناء طويل عثرت على ضالتها في رجل الدين اللبناني العراقي اية الله السيد محمد حسين فضل الله.وللموضوع صلة.....
https://telegram.me/buratha