قاسم التميمي
في السابع من صفر سنة ثلاث وثمانين للهجرة النبوية الشريفة ولد للأمام جعفر الصادق عليه السلام مولودا سماه ( موسى ) وكانت ولادته الشريفة في منطقة تسمى ( الأبواء ) بين مكة والمدينة المنورة حيث عاش الأمام موسى بن جعفر عليه السلام وترعرع في حضن أمه حميدة .عاش الأمام الكاظم عليه السلام مع والده الأمام جعفر الصادق مدة عشرين عاما يلقنه فنون العلم والحكمة مايؤهله للأمامة من بعده حيث أصبح الامام الكاظم مثار أعجاب العلماء وهو في مطلع شبابه ، وكان أسمه مجهولا بين عامة الناس خوفا عليه من بطش العباسيين الذين نشرهم المنصور بين الناس .وبعد وفاة والده الأمام موسى بن جعفر عليه السلام تسلم الأمام الكاظم عليه السلام الأمامة في حين كان العامة من الناس يعرفون المنصور العباسي خليفة ،وقائدا للمسلمين ، كان الامام سلام الله عليه أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم ، وكان يقوم طوال الليل راكعا ساجدا لله تعالى حتى طلوع الفجر وكان يتفقد فقراء المدينة ويحمل اليهم ليلا مايقضي حوائجهم من طعام وكساء وتصلهم وهم لايعرفونه لأنه كان يضع اللثام على وجهه الشريف .عاصر الأمام عليه السلام حكام عصره من العباسيين أمثال المنصور والمهدي والهادي وهارون العباسي ، وفي عهد المنصور قضى الأمام أقسى أيام حياته وطلب الامام عليه السلام من تلامذته وأصحابه عدم الاتصال به بالشكل الذي أعتادوا عليه أيام أبيه الصادق عليه السلام خوفا عليهم من بطش المنصور ، وواجه الامام ضغوطا كبيرة وعمل المنصور العباسي على ملاحقة أنصار الامام ومحبيه عبر مطاردتهم وتعذيبهم وقتلهم وزجهم في السجون .ثم قام المنصور برشوة مجموعة من الفقهاء وفتح مدارس تحارب فكر ومدرسة الامام جعفر الصادق ، وعلى الرغم من الرقابة الشديدة التي وضعها المنصور على مناصري الامام موسى بن جعفر عليه السلام عمد هؤلاء الى الى نشر أحاديث ووصايا الامام بأسماء مختلفة خوفا من التعرف على الامام واذيته .وبعد هلاك المنصور خلفه أبنه المهدي الذي لم يستمر حكمه طويلا ، حتى خلفه هارون العباسي الذي كان أكثر حكام العباسيين نفوذا وبطشا ، فشرع بالتضييق على العلويين وسجنهم وتعذيبهم وقتلهم ، وعندما رأى هارون العباسي مدى قدرة الأمام موسى بن جعفر عليه السلام ونفوذه الى عقول وقلوب الناس خاف من أتساع شهرة الامام وألتفاف الناس حوله ، لجأ الى أذلال الامام وأضعاف نفوذه ، فوضعه في سجونه المرعبة المظلمة تحت الأرض لايرى فيها الأمام روحي له الفداء نور الشمس مدة عشرين عاما ليثبت هارون للناس انه خليفة المسلمين بلا منازع !!. ضاق الطاغية هارون ذرعا بصبر الامام الكاظم عليه السلام رغم وجوده في السجن معزولا عن الناس ، فلم يطلب الامام من هارون الرحمة أو الرأفة به ، بل بقي صامدا صابرا على البلاء لايعترف بمن سمى نفسه خليفة للمسلمين .ثم أصدر هارون أوامره الى سجانه السندي بن شاهك أن يدس السم في طعام الأمام وأحضر حبات مسمومة من التمر قضى فيها على الأثر الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام شهيدا مظلوما في بغداد ودفن في مقابر قريش في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183 للهجرة عن عمر يناهز ال 55 عاما .فيا سيدي ياكاظم الغيظ في ذكرى شهادتك ماذا اقول عنك ياصاحب السجدة الطويلة وياراهب آل محمد وياأسد بغداد ياسيدي ومولاي سلام عليك يوم ولدت ويوم أستشهدت على أيدي الطغاة وسلام عليك يوم تبعث حيا.
https://telegram.me/buratha