اسعد عبد الجبار
يؤكد منظرو وقادة حزب الدعوة الاسلامية في الكتاب الذي اصدروه بعنوان (قرار الحذف.. دراسة لقرار حذف المجلس الفقهي على ضوء المتبنيات الفكرية لحزب الدعوة الاسلامية)..(.. يجب ان نميز بين مسلكين : المسلك الذي تبنته الدعوة الاسلامية في نشراتها ونظامها الداخلي في فترة اشراف الفقيه عليها وبين المسلك الجديد الذي يتبناه رجل الحزب : الاول يرى الدعوة الاسلامية مؤسسة من مؤسسات الولي الفقيه تؤدي دورا اجتماعيا وسياسيا في الامة سواء في مرحلة الصراع الفكري والسياسي او في مرحلة استلام الحكم والسلطة.والثاني : يرى ان القيادة لابد ان تكون للحزب والوي الفقيه وباقي شرائح الامة ومؤسساتها لابد ان تخضع لسلطة الحزب وهيمنته وتذوب في وجوده وتتشكل على هيئة حلقات او منظمات او جمعيات حزبية تخضع في تسلسلها الهرمي الحزبي لقيادة وتوجيه رجل الحزب ويصبح بذلك الحزب هو المؤسسة القائدة التي ينتظم فيها وجود الامة بأجمعه).وفحوى الفقرة المشار اليها اعلاه واضح وجلي وبين، وليس في حاجة الى شرح وتفسير ، وللعلم كان البيان الختامي للمؤتمر العام لحزب الدعوة الذي اطلق عليه مؤتمر الحوراء زينب(ع) قبل ثلاثين عاما بمثابة نص القرار الدعوتي لفصل الدين عن السياسة، لانه من خلال تم الاعلان عن حل المجلس الفقهي وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة من دون مراسيم تشييع ودفن!.ويعترف قادة الحزب بأن هذا الفهم -أي عدم اعطاء أي دور قيادي للمرجعية الدينية ورجال الدين-ليس مستجدا ، بل كانت له جذور تأريخية سببت في حينها الخلاف بين القيادة العامة للحزب في الفترة التي لم يكن فيها فقيه وبين السيد الشهيد(قدس سره)-والمقصود به الشهيد محمد باقر الصدر-الذي كان يرى ان التنظيم مؤسسة من مؤسسات المرجعية وليس العكس بأن تكون المرجعية مؤسسة من مؤسسات الوجود الحزبي كما كانت تعتقد القيادة العامة بذلك-أي قيادة حزب الدعوة.ومن خلال النصوص الواردة عن الدراسة المذكورة لقرار الحذف يتضح لنا ان سياسيي حزب الدعوة الكبار كانوا يخططون منذ وقت مبكر لجعل المرجعيات الدينية الكبرى وعموم المؤسسات الدينية تابعة لهم بحيث يسيرونها وفق رغباتهم ومصالحهم، وما يؤكد ذلك هو خروج عدد يعتد به من رجال الدين الذي كانوا من المؤسسين للحزب منه، وبأمر من المرجعيات الدينية ، مثل السيد مرتضى العسكري والسيد محمد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم والشيخ علي الكوراني والسيد سامي البدري، فضلا عن المرجع الشهيد الصدر قدس سره.وبحسب النظرة السياسية الدعوتية فأن المرجع الديني لايمكن ان يكون قائدا، بل انه شخص عادي ينتظم في الحزب حاله حال الاخرين ويلتزم بما يمليه عليه من اوامر ونواهي، وفي افضل الاحوال يمكن ان تستنير القيادات السياسية ببعض ارائه دون ان تكون ملزمة بالاخذ بها.وكان من ابرز المنظرين في عقد الثمانينات لذلك التوجه هو السيد حسن شبر المقرب حاليا من رئيس الوزراء الحالي الاستاذ نوري المالكي وأحد مستشاريه.وله سلسلة مقالات نشرت في الجريدة المركزية لحزب الدعوة -الجهاد-تحت عنوان (دور حزب الدعوة الاسلامية في التغيير وحالة الاسترخاء السابقة).. سنتناول بعضا مما ورد فيه في القسم الرابع ...وللموضوع صلة...
https://telegram.me/buratha