قلم : سامي جواد كاظم
كل رواية وكل حدث مع مرور الايام تظهر لها ابعاد واستنتاجات يقف عندها الباحث الكريم ، واذا كان الباحث متجردا من عواطفه متمسكا بعقله فان النتائج التي يتوصل اليها تكون افضل من غيره .الرواية التي وقفت عندها هي خطبة ابي بكر بعد استلامه الخلافة فقد ذكر (ابن جرير) في تاريخه ج2 ص 245 روى بسنده عن عاصم بن عدي قال نادى منادي أبو بكر من بعد الغد من متوفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وساق الحديث .. إلى ان قال : وقام في الناس يعني أبا بكر فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس .....إلى أن قال : فان استقمت فتابعوني وإن زغت فقوموني ..... إلى أن قال : وإن لي شيطانا يعتريني فإذا أتاني فاجتنبوني ....( الخطبة ) .ورواها كذلك وباختلاف يسير (ابن سعد) في طبقاته ج3 ص 113، وكذلك (ابن قتيبة) في الإمامة والسياسة ص 6، وكذلك (مجمع الهيثمي) ج5 ص 183 ( قال ) ، وذكره المتقي الهندي ايضا في كنز العمال ج3 ص 135 باختلاف يسير .الاستنتاجات من هذه الخطبة الموثقة في مصادر السلفية كثيرة وتبعث على الحيرة لمن تختلف النتائج مع هواه ففي القران الكريم ايات تدل على عظم الجرم الذي يقترفه ممن ينقاد الى الشيطان فقد قال جل ذكره ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين ) وقال أيضا : ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) ، وقال : ( ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ) وقد يكون لا هذا او ذاك بل ان سبب قوله هو الاية الكريمة ( إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ) .كما وان طلب الخليفة ان يجتنبوه اذا ما اعتراه الشيطان فما هي العلامات التي يعرف من خلالها ان الشيطان اعتراه ؟ والذي يطلب منه ان يتجنب الخليفة اثناء اعتراء الشيطان له هو اما سائل يبحث عن اجابة فعندها لا يجاب لان الخليفة اعتراه الشيطان او شخص ينتظر اوامر الخليفة لتنفيذها وهنا عليه عدم تنفيذ الاوامر لان الشيطان اعترى الخليفة .الاستنتاج الاخر ان هذا الشيطان هل اعتراه حالما تسلم الخلافة ام قبل الخلافة ؟ فان قلتم قبل الخلافة فهذا يعني ان هنالك تصرفات شيطانية اقدم عليها الخليفة الاول وقد تكون في الغار مع رسول الله (ص) ، وان قلتم بعد الخلافة فهذا يعني ان الخلافة قرينة الشيطان ، وانتم تقولون ان رسول الله قال عن عمرما سلكت فجاً إلا سلك الشيطان فجاً آخر ... وهذا يتطلب اما ان الشيطان مخصوص بالخليفة الاول دون غيره او ان حديث الرسول كذب او ان الرسول واهم طبقا لما ذكرتموه انتم في مصادركم ؟!! ولكم الخيار.والاستنتاج الاخر الا يمكن ان يكون الشيطان قد اعترى الخليفة الاول عندما منع فاطمة حقها في فدك وذكر حديث انفرد هو به ( نحن معاشر الانبياء لا نورث ) والاستنتاج الاخر هو طلبه التقويم من غيره فهل ان غيره افضل منه ؟ وهل ان غيره لا شيطان له يعتريه ؟ فان كانت الاجابة نعم اذن لِم لَم يستلم غيره الخلافة طالما انه يقوّم الخليفة ولا شيطان يعتريه ؟ ام انه قصد بغيره اشخاص معينين ومقربين ومخولين في اتخاذ الاوامر بدلا منه وعلى سبيل المثال عندما طالبت فاطمة عليها السلام بفدك فجاء عمر مستفهما عن الامر فقال أبو بكر : إن فاطمة ادَّعت في فدك ، وشهدَتْ لها أمُّ أيمن وعلي ، فكتبتُ لها .فأخذ عمر الكتاب من فاطمة ( عليها السلام ) فتفلَ فيه ، ومزَّقَه ، وقال : هذا فَيء للمسلمين.من اعتراه الشيطان في هذه اللحظة ؟ وهل الغير الذي يقوّم الخليفة الاول اثناء اعترائه الشيطان هو الخليفة الثاني ؟هذه الاستنتاجات التي ذكرتها اعتمدت فيها مصادر القوم ولم اعتمد اي مصدر للامامية الاثني عشرية
https://telegram.me/buratha