علي يودة
في مقالته التي ذيلها بعنوان "من هو حسن نصر الله يا قنواتنا " ليوم السادس والعشرين من يونيو حزيران سخر رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط وبصورة تدعو للاستغراب من حديث للسيد حسن نصر تحدث فيه الأخير عن جملة من القضايا والمكتسبات التي تحققت للحزب مؤخرا أبرزها كان اعتراف السيد حسن نصرا لله بوجود جواسيس يعملون لصالح إسرائيل ضمن حزبه ، فضلا عن تطرق نصر الله لازدواجية المعايير التي تتعامل بعض دول الخليج والمنطقة والإعلام العربي الغائب عن قضية البحرين وما يجري على شعبها من ظلم وحيف جراء التدخل الغير منطقي ومبرر لقوات درع الجزيرة تلك القوات التي كان يشترط بخادم الحرمين الشريفين إن يوجه لها إيعاز الانطلاق نحو إسرائيل لرفع حيفها عن المستضعفين في فلسطين الذين يئنون من تجاوزات الشر المطلق المتمثل بإسرائيل ..! لا إن تتوجه إلى شعب اعزل كالشعب البحريني ، الحميد اعتبر الخطاب يندرج ضمن مغالطات نصر الله ومغامراته الغير محسوبة النتائج كما يصفها بين الحين والأخر ، واتهم بعض القنوات الإخبارية بالمبالغة في تخصيص مساحة زمنية مبالغ فيها لخطاب نصر الله الذي عده امتداد لمهاترات خطابية ليست إلا .. بل وراح إلى ابعد من ذلك حين تطاول على خصوصية الوسائل الإعلامية ومنها التلفزيون الذي اعتبره ناقل غير محترم للمعلومات والإخبار ولا اعرف إلى أي مدى يتطابق هذا الكلام مع التنظير الذي بلغ عمره أكثر من ستين عاما عن أهمية وسائل الإعلام وتحديدا التلفزيون الذي يعد الوسيلة الأكثر فاعلية بين الوسائل الأخرى نظرا لما يتمتع به من خصوصية ميزته عن باقي الوسائل الأخرى ؟ سيما وانه أي التلفزيون يجمع خصائص كل الوسائل الأخرى في مجاله وأبرزها النقل الفوري للإحداث والوقائع ، ولا نريد هنا إن نسترسل بالحديث عن التلفزيون ومزاياه لكن لا باس بطرح الأمر ليتسنى للحميد إمكانية مراجعة سمات وسائل الإعلام ليعرف دورها الحقيقي في تقديم الرسائل الاتصالية ..الطريقة التي استرسل فيها الحميد باتهاماته للسيد نصر الله وحزبه كانت في واقعها هي من تثير الاستغراب فالطبيعة الحادة للمقالة كانت تؤشر إلى حالة من التحامل الغير مبرر من قبل الحميد ومن يدعم توجهاته .. السيد نصر الله حين كشف في حديثه عن دور تجسسي لعملاء إسرائيليين داخل الحزب فذاك يعتبر منتهى الشجاعة ودلالة على مدى المصارحة والمكاشفة التي يتمتع بها الحزب وقياداته مع جماهيرهم .. السيد نصر الله حين تحدث في خطابه عن دور تخريبي لإسرائيل في المنطقة فحديثه كان دعوة صريحة للشعوب العربية وأنظمتها بان تعيد النظر في مواقفها وسياساتها من إسرائيل وان ما حدث في حزب الله ممكن إن يحدث لأي دولة أخرى .. القنوات الفضائية التي خصصت وقتا مفتوحا لخطاب نصر الله قامت بذلك لأنها على يقين بان خطابات الأخير بمثابة صواريخ تموز من العام 2006 التي أمطرت المستوطنات الإسرائيلية بوابل من اللعنات التي لا زالت تلاحق تل أبيب .. الهجوم المعهود من طارق الحميد وبعض كتاب صحيفته لم ينم إلا عن خوف عميق يعتري الجهات التي تقف وراء الإعلام الهابط الذي تمثله الشرق الأوسط ومجموعتها الإعلامية ، والتي لم تنجح ولم ترتق إلى مستوى يجعل من القنوات الفضائية تتسارع إلى نقل خطاب الملك السعودي عبدا لله المقنن سلفا من قبل بعض مستشاري الملك الإعلاميين ، ومن لف لفيفهم أمثال حسين شبكشي وطارق الحميد .. اللهجة التصعيدية الواضحة في مقال الحميد حملت بين ثناياها دلالة زادت من عمق الفهم الراسخ لدى المواطن العربي بجدوى تلك الخطابات وأثرها على المنطقة التي دخلت ربيع التغيير لأنظمة فاسدة تهاوت بفعل استبداديتها وتكرسيها لواقع الطبقية ومفهوم ( الدولة إنا .. وانأ الدولة ..) .. خطابات حسن نصر الله كانت تعبير حقيقي للسان حال الشارع العربي .. إما عن حديث طارق الحميد واتهامه للسيد حسن نصر الله بدفاعه المستميت عن سوريا الأسد فالأمر لا يخلو من رغبة ووازع انتقامي يختلج في صدر الحميد ومن يدعم توجهاته ممن يمثل الحميد سياستهم ومنطقهم السياسي ، نصر الله حين تحدث عن سوريا فقد قصد من وراء ذلك تذكير المنطقة العربية بطبيعة المؤامرة التي تحوكها إسرائيل والتي تسعى لتوظيفها ضد المصلحة العربية والإسلامية من خلال خلق صراع عربي - عربي في المنطقة تتآكل بموجبه الجهود العربية وتنحدر الإرادة الإسلامية إلى مصاف يجعل من إسرائيل تتلاقف ثمار موسم التغيير العربي بدل إن يجنيها العرب أنفسهم فهل يعي الحميد ذلك الأمر من دواعي التصيد الإسرائيلي بمياه العرب العذبة ؟ ..
https://telegram.me/buratha