المقالات

الامام الكاظم (ع) سجين القضية وشهيد العقيدة

1223 21:06:00 2011-06-26

الكاتب: كريم الوائلي

المتأمل للمسيرة المليونية الى المشهد الكاظمي المقدس يستشف الدلالات الكامنة فيها , فالكل يعلم أن هذه الحشود على بينة من قضية الامام التي ورثها عن آباءه واجداده ، فقد عاش الامام مطاردا ثم سجينا وانتهى شهيدا وعلى ذلك فأن للامام قضية طالما ارقت البشرية منذ بدء الخليقة وهي قضية الحرية التي فطر عليها الانسان . . حرية الرأي والمعتقد والحياة والعيش الآمن وقد صادر الحكم الرشيدي المستبد كل تلك الحقوق ققد صودر رأي الامام وعقيدته على الرغم من انها عقيدة جده رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ويفترض ان تكون عقيدة الدولة الاسلامية التي اسسها جده ووضعها امانة في اعناق امته، وصودر حق الامام في العيش الآمن في وطنه فهجر بالقوة الى ارض الغربة تاركا اسرته تعيش مرارة الفراق والخوف ثم صودر حقه بالحياة فأغتيل مسموما وهو في سجن (( الخليفة)) المنحرف .حقا ان امامنا كان داعية سلام ومن حملة الرأي والفكر وسياسي متقدم على عصره على الرغم من مضي أكثر من ألف و مئتين و خمسون عاما على استشهاده وكان الرائد في حقوق الانسان التي تبنتها الامم المتحدة عام 1948 , ولم يكن سياسيا فقط يروم الخلافة والحكم انما كان مفكرا وعقائديا في المقام الاول ويحمل على كاهله قضية امته الاسلامية ورسالته بوصفه امام معصوم وخليفة جده الرسول الاعظم (ص) ، ويوم سأله الطاغية هارون الرشيد عما اذا كان راغبا في اعادة ((فدك )) وهو ملك اجداه رفض الامام ، وحين الح عليه اجابه جواب السياسي العقائدي المومن الذي لا يرى لنفسه اية مصلحة غير مصلحة امته والعمل وفق رسالته ، فقال له ، لا أخذها إلا بحدودها وحين سأله الرشيد عن حدودها اجابه انه يخشى ان حددها لن يردها ، ولكن الرشيد اقسم على الامام بجده رسول الله ان يحدها له فكان جواب الامام صاعقا اهبل الخليفة المستبد حين اجاب بأن الحد الاول لفدك هو عدن والحد الثاني سمرقند والثالث افريقيا واما الحد الرابع من حدود فدك فهو سيف البحر مما يلي الجزر وارمينية ، وقد عظم ذلك على هارون واضمر السوء للامام وعلى ذلك فأن الامام على بينة من امره مدركا ان سجنه لا ينتهي إلا بأستشهاده فكان سجين قضية وسجين عقيدة ورأي ومعتقد . . وهذه الحشود السائرة الى الامام تدرك ذلك وتريد ان يفهم من مسيرتها الى مقام الامام الكاظم عليه السلام انه شعب المدرسة الرسالية لآل البيت عليهم السلام ، وحري بنا ان نحتفي بهذا اليوم بوصفه يوم سجناء الرأي على نطاق عالمي وان كان يحمل واقعة ادمت قلوب طلاب الحرية ونالت من حملة الفكر الاشراقي لمدرسة آل البيت عليهم السلام ولكل من حمل فكرا حرا من المصلحين والعلماء على مر التاريخ وحري بالامم المتحدة ان تظم الامام موسى الكاظم عليه السلام الى سجلها الانساني بوصفه داعية سلام عالمية ورائدا في مجال حقوق الانسان وحاملا لرسالة تدعو للسماحة واحترام كرامة الانسان ولم يتراجع عن موقفه حتى استشهاده . ان قضية الأمام الكاظم (علية السلام) أرتبطت بقضية اساسية من قضايا الانسان عبر تاريخ البشرية و ما تزال تكتسب المزيد من الاهمية , انها قضة شغلت العالم منذ وجود الانسان على الارض و ما زالت تشغله حتى اليوم وتستقطب اهتمام شعوب الارض قاطبة على الرغم من ان العالم قد استحال اليوم الى ما يشبه القرية التي يرتبط سكانها بكل الاواصر التي ترتبط بها الاسرة الواحدة .لقد كان الامام (علية السلام) معارضا سياسيا وهو بالتالي مصلح ومن طلاب الحرية وبالتحديد حرية الرأي وهو يمثل قضية تشغل عالم اليوم بكل جدية ولا سيما الشعوب الاسلامية و العربية التي تشهد بلدانها اليوم انتقاضة عارمة من اجل احقاق حقوقه الانسانية وعلى ذلك فأن السائرين الى الضريح المقدس للامام يدركون ان قضية الامام هي قضيتهم وان بعد العهد بين ذلك العصر وهذا الزمان والصراع الدائر اليوم في المنطقة والعراق على وجه الخصوص محدد بين طرفين , الاول طرف الظلامية و التكفير وما يدعوا اليه من العنف والواحدية والقهرية ، والاخر هو طرف طلاب الحرية و التعددية وهم ضحايا الاستبداد والدكتاتوريات والارهاب . أن شعبا وهو يزحف الى مقام امام كان مطاردا وسجينا وشهيدا أنما يريد ان يعلن أنه شعب الحرية وانه ماض على ما مضى عليه امامه الشهيد ، و ما على العالم إلا أن يعرف جوهر هذا الشعب المتمسك بمدرسة الامام الكاظم (علية السلام) وهي مدرسة اهل بيت النبوة (عليهم السلام) ومن هذا المنطلق يحق للشعب العراق أن يمنح الفكر العالمي رافدا أخرا طال تجاهلة وتحجيمة والمطلوب من دعاة حقوق الانسان ان يعوا ذلك فالشيعة اليوم يطرحون أنفسهم ليس بوصفهم طائفة كغيرهم من الطوائف أنما يريدون أن يلفتوا إليهم نظر العالم بأعتبارهم اهل حضارة انسانية وفكر مسالم يحترم حق الانسان بالعيش الآمن ولديهم كل الاجابات لكل الاسئلة المطروحة في العالم المعاصر وفكرهم الاسلامي فكر أشراقيٍ يدعو الانسان للتفكير والاختيار الحر ويطرح العقل البشري بوصفه مصدر من مصادر التشريع والاجتهاد , وبهذا فأنهم يتموضعون مع الجبهة العالمية المساندة للحريات و النابذة للأرهاب والتكفير والاستبداد قبل اعتماد لائحة حقوق الانسان التي اقرتها الامم المتحدة بمئاة السنين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك